18.89°القدس
18.69°رام الله
17.75°الخليل
24.52°غزة
18.89° القدس
رام الله18.69°
الخليل17.75°
غزة24.52°
الأربعاء 02 أكتوبر 2024
5جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.17يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني5
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.17
دولار أمريكي3.77

"إسرائيل" تقصف في العراق وأمريكا تتألم

حازم عياد
حازم عياد
حازم عياد

قصفت «اسرائيل» خمسة اهداف داخل الاراضي العراقية خلال شهر شملت قاعدة بلد الجوية شمال بغداد ومعسكر الصقر في منطقة أبو دشير جنوب بغداد ومعسكر الشهداء في منطقة «آمرلي» بمحافظة صلاح الدين وفي قاعدة منتظر المحموي في محافظة ديالى، المعروفة باسم معسكر أشرف واخيرا قافلة عسكرية تتبع اللواء 45 بالقرب من مدينة القائم في محافظة الانبار المحاذية للحدود السورية؛ غير ان المفاجأة الكبرى ان قياديا في الحشد الشعبي كشف عن استهداف اكثر من 13 قاعدة تتبع للحشد واكدت مصادر اخرى ان عمليات الاستهداف امتدت على مدار اشهر ثلاثة.

غارات دفعت الحشد الشعبي وقوى عراقية فاعلة ونافذة في الساحة العراقية الى اتهام الولايات المتحدة الامريكية بالتورط في دعم الهجمات الحوية لوجستيا واستخباريا؛ فاتحة الباب لإمكانية تعرض المصالح الامريكية للاستهداف في العراق؛ مسألة دفعت وزارة الدفاع الامريكية الى انكار تورطها بالهجمات مؤكدة احترامها السيادة العراقية؛ تصريحات استبقها بومبيو بتحذيرات من استهداف القوات الامريكية في العراق والمقدر تعدادها بـ 5000 جندي اثناء لقائه رئيس الوزراء العراقي قبل ما يزيد على الشهر.

التوتر الامريكي تجاه الغارات الاسرائيلية لم يتوقف اذ استبق الغارات الاسرائيلية على الارجح ورافقها فنفوذ الولايات المتحدة الامريكية في العراق عرضة للاستهداف؛ نفوذ لا يقتصر على القواعد العسكرية بل يشمل النفوذ الاداري والمؤسسي في كافة قطاعات الدولة والنفوذ الاقتصادي؛ فرغم ان عمليات انتقام مباشرة من القوات الامريكية او من الكيان الاسرائيلي لم تحدث حتى اللحظة على الغارات الاسرائيلية داخل العراق وخارجه؛ الا ان الغارت الاسرائيلية تهدد بتقويض النفوذ الامريكي في العراق فحلفاؤها في العراق والمتعاونون معها ومراكز النفوذ التي تملكها داخل الدولة والجيش العراقي باتت عرضة للاستهداف؛ خصوصا بعد ان كثر الحديث عن استهداف ضباط وقادة عسكريين اما عبر التحقيق معهم وعزلهم كما حدث مع قائد قطاع الانبار الذي اتهم بنقل احداثيات تتعلق بقوات الحشد للقوات الامريكية استنادا الى مكالمة هاتفية مسربة قبل شهر من الآن مسألة تضعف قدرة الولايات المتحدة الامريكية على التواصل مع الجيش العراقي والبيئة السياسية والمحلية.

الاضرار تشمل وسائل اخرى من الممكن ان تكون اكثر اضرارا بالمصالح الامريكية اذ حلت قوات مقربة من الحشد الشعبي محل القوات المقربة من الولايات المتحدة الامريكية بالقرب من المعبر الحدودي مع سوريا في القائم قبل ما يقارب الشهر على خلفية التحقيق مع قائد القطاع؛ كما ان الملاحقة للنفوذ الامريكي لديها قابلية لصيغة اكثر عنفا دافعة العديد من المتعاقدين الى الانسحاب من المناطق الساخنة في العراق؛ بل ان الامر لم يقتصر على المتعاقدين ومن الممكن استهداف اي من المتهمين بالتعاون والانفتاح على الولايات المتحدة الامريكية لتصبح الامور اكثر عنفا بشكل يقوض النفوذ الامريكي ويضعف شرعية وجودها على وقع الغارت الاسرائيلية ويدفع اغلب المكونات الى التوقف عن التعاون مع الولايات المتحدة الامريكية بالكامل؛ مسألة اثارت شكوك الصحافة الامريكية في تفسير الغارات الاسرائيلية دافعة صحيفة الواشنطن بوست الى ربطها بمحاولات الرئيس الفرنسي مؤخرا للوساطة بين ايران والولايات المتحدة الامريكية ملمحة الى جهود اسرائيلية تخريبية لهذه الجهود.

شكوك دعمها تفاخر نتنياهو بقدرة سلاح الجو على استهداف مصادر التهديد التي يتعرض لها الكيان اثناء زيارة لقاعدة جوية في النقب تضم طائرات اف 35 الشبحية؛ بل انه ذهب ابعد من ذلك بأن صرح للصحافة اثناء زيارته لأوكرانيا بالقول «ليس لإيران حصانة في أي مكان» مدعما الشكوك باستهداف المصالح الايرانية والقواعد العسكرية في العراق ومتسببا بقدر كبير من الحرج للولايات المتحدة الامريكية وللادارة الامريكية التي تضم تيارا متطرفا وصقوريا على رأسه بومبيو وجون بوليتون الذي استبعده ترمب مؤخرا من ملف المفاوضات مع طالبان في افغانستان بسبب مواقفه المتشددة امر من الممكن ان يطبق على الملف الايراني ايضا.

النفوذ الامريكي في العراق يتألم وبشدة بعد كل غارة اسرائيلية داخل الاراضي العراقية وقدرتها على المناورة السياسية تتضرر؛ امر دفع مسؤولين أمريكيين للكشف عن تفاصيل الغارات الاسرائيلية داخل العراق لصحيفة «نيويورك تايمز» متجاوزة بذلك الرغبة الاسرائيلية بالابقاء على سرية الغارات والاهداف ما فسره البعض بأنه تعبير امريكي عن الاستياء من التداعيات الخطرة للغارات على نفوذ الولايات المتحدة خصوصا ان البنتاغون اصر بيانا نفى اي علاقة له بهذه الغارات معبرا عن احترامه للسيادة العراقية؛ بيان لم يشفع للنفوذ الامريكي ولم يهدئ روع القوى المقربة من الولايات المتحدة قي العراق والتي باتت اهدافا سهلة؛ امر دفع المسؤولان الامريكيان للكشف عن طبيعة الغارات والاهداف بل ان التسريبات طالت الكشف عن الادوات والممثلة بطائرات دون طيار يرجح انها عبرت الاجواء العراقية من اذربيجان.

في كل الاحوال الغارات تحولت الى عنصر ازعاج وتهديد مباشر للنفوذ الامريكي فالانتقام سيكون من قواتها ومن مناطق ومراكز نفوذها المتراجع داخل العراق والاسوأ ان يتم ذلك بطريقة غير مباشرة وبطيئة تعيق قدرتها على الرد او حتى الدفاع عن النفس وعن الحلفاء المقربين؛ حقيقة تطرح تساؤلاً حول مدى توافق المصالح الاسرائيلية والامريكية في المدى المتوسط والقصير في العراق.