رئيس الوزراء المنتخب إسماعيل هنية يزور القاهرة، ويلتقي رئيس الوزراء المصري هشام قنديل. زيارة الرئيس المنتخب إلى مصر ليست الأولى ولن تكون الأخيرة بإذن الله، ولكنها تحظى بأهمية واهتمام بالغين. ووجه الأهمية والاهتمام يمكن حصره في أمرين: الأول/ المستوى السياسي للزيارة، والآخر/ المستوى العملي للزيارة. لم يلتق رئيس وزراء فلسطين المنتخب نظيره المصري في ظل حكم الرئيس السابق محمد حسني مبارك، لأن الأخير كان يحظر على رئيس الوزراء المصري، وعلى الوزراء أيضًا لقاء إسماعيل هنية، أو لقاء وزراء حكومته حتى في عهد حكومة الوحدة الوطنية، ويرجع هذا الموقف إلى سببين: الأول/ كراهيته للحركات الإسلامية عامة، ولحركة الإخوان وحماس خاصة، والثاني/ انحيازه الأعمى لمحمود عباس، استرضاء له، واسترضاء (لإسرائيل)، وهو يحسب أن ذلك يحقق مصالحه في البقاء في الحكم وفي التوريث. اليوم، وفي ظل العهد الجديد، رفع الرئيس محمد مرسي هذا الحظر، والتقى هو شخصيًا إسماعيل هنية ومحمود عباس ، كل على انفراد، وهذا أتاح فرصة جيدة لالتقاء هشام قنديل رئيس الوزراء المصري مع إسماعيل هنية بوصفه رئيسًا منتخبًا بحسب القانون الأساسي الفلسطيني. ومن هذا اللقاء تبدو أهمية اللقاء على المستوى السياسي، وهو خطوة مهمة في تبديد الحصار السياسي عن غزة، وهو ليس ضد محمود عباس أو غيره، ومن الخطأ فهمه على هذا النحو، فهذا اللقاء موجه ضد الحصار الظالم، وضد تبعية القرار المصري (لإسرائيل) أو لواشنطن، وهو في المحصلة النهائية لخدمة القضية الفلسطينية بمجملها، وخدمة المصالحة الفلسطينية. وفي قراءتنا للسبب الثاني للأهمية والاهتمام الكامن في البعد العملي ، نقول : إن الزيارة ستتعرض بالنقاش المعمق لمشكلة الحصار الظالم بشكل عام، وبشكل تفصيلي أيضًا بحيث نبدأ بالخطة العملية الأولى لرفع الحصار مع التسلح بقرار الجامعة العربية الجماعي بوجوب رفعه، وبتصريح بان كي مون والمؤسسات الدولية بأنه غير قانوني ويجب إلغاؤه. بعض وسائل الإعلام المصرية الكارهة لحماس تخوف الدولة المصرية من رفع الحصار، والدخول في مواجهة مع (إسرائيل) ومع واشنطن، وهو تخويف باطل، وتروج له وسائل الإعلام الصهيونية، لذا فإنه من الأهمية بمكان أن تتسلح مصر بموقف الأمم المتحدة، وممثليها في الشرق الأوسط، وموقف جامعة الدول العربية، وتجري مباحثات جادة وعملية مع غزة للوصول إلى أفضل الحلول، وأفضل المخرجات. إنه لكي تتحقق هذه الأهداف بشكل مسئول جاءت زيارة إسماعيل هنية والوفد المرافق له زيارة عملية، إذ يلتقي مع الجهة التنفيذية، وأمام الطرفين في اللقاء أجندة طويلة ومهمة، ومنها مشكلتا الكهرباء والمياه، ومشاكل السفر والمعبر، ومسألة المنطقة التجارية الحرة، وتسهيل تجارة غزة مع العالم العربي من خلال الموانئ المصرية. لقد أبدت بعض الأطراف الفلسطينية قلقًا وانزعاجاً من زيارات هنية الرسمية، وفتح آفاق جديدة مع دول الإقليم، وهو انزعاج في غير محله، ولا مبرر له على المستوى الوطني، إذا ما كنا جميعًا من أبناء الوطن ونتساوى جمعيًا في الوطنية، وفي الحقوق والواجبات، بلا استعلاء ولا انفعال.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.