27.2°القدس
27.42°رام الله
28.86°الخليل
30.22°غزة
27.2° القدس
رام الله27.42°
الخليل28.86°
غزة30.22°
الثلاثاء 30 يوليو 2024
4.78جنيه إسترليني
5.24دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.02يورو
3.72دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.78
دينار أردني5.24
جنيه مصري0.08
يورو4.02
دولار أمريكي3.72

أعداد الخريجين العاطلين في تزايد ...

خبر: الجامعيون الجدد .. هل الوظيفة مضمونة ؟!

طوابير طويلة .. وازدحام في قاعات القبول والتسجيل .. تتجول فترى أعداداً كبيرة من الطلبة الذين اجتازوا اختبارات الثانوية العامة بنجاح يتزاحمون في قاعات دفع الرسوم ويندفعون نحو مسجلي القبول والتسجيل للحصول على جداولهم الدراسية ..أمل يحذوهم .. وحياة جديدة يعولون عليها أن تكون جسراً نحو حياة عملية ملؤها الأمل والسعادة ... هذا ظاهرياً . أما بواطن الأمور فتتحدث بأحاديث تعكس حالة من القلق على المستقبل، والخوف من المجهول مع النظر إلى جماهير الخريجين العاطلين عن العمل .. فالتخصصات جميعها في قطاع غزة لها نصيب وافر من أعداد الخريجين الذين مرت عليهم سنين طويلة دون عمل يذكر . "[color=red] فلسطين الآن[/color]" فتشت عما يقع خلف الابتسامات، ووراء التفاؤل الذي يعيشه الطلاب الجامعيون الجدد القادمين إلى الحياة الجامعية بعد مشوار تعليمي طويل امتد لاثني عشر عاماً توج بالنجاح في امتحانات الثانوية العامة .. [title]حيرة وقلق[/title] "محمد بكر" طالب متميز من المحافظة الوسطى حصل على معدل 93% في الفرع العلمي ، قابلناه عند طابعة القبول والتسجيل يهم بأخذ جدوله الدراسي في كلية الهندسة بالجامعة الإسلامية ، عبر لنا عن سعادته كونه يلتحق بالجامعة وفي كلية علمية رفيعة كما تمنى . سألناه عن توقعه لمستقبله بعد خمس سنوات من الآن وقد أصبح مهندساً فهرب من الإجابة بقوله "الله أعلم " غير أنه لم يستطع كتمان قلقه من المستقبل .. فقد ابتسامته التي قابلناه بها وقال :" البلد مليانة خريجين ، والمهندسين الذين لم يحصلوا على عمل بالآلاف ، لكن ربنا يصلّح الأحوال ونتمكن من العيش وممارسة ما سنتعلمه واقعاً في حياتنا ". وكشف محمد لـ"[color=red]فلسطين الآن[/color]" عن حالة الصراع التي اكتنفته أثناء اختيار تخصصه ، مؤكداً لنا أنه أخر القدوم إلى الجامعة بسبب حالة الحيرة والتردد التي انتابته هو والمحيطين به جراء التفكير في مستقبل كل تخصص يطرح وهل من الممكن أن يجد بعد التخرج من هذا التخصص أو ذاك وظيفة يعتاش منها ويبدأ من خلاله حياته العملية . ولم يبتعد الطالب عماد ابراهيم من مدينة غزة والخريج من الفرع الأدبي بالثانوية العامة وحصل على معدل 78% ما أهله للقبول في العديد من التخصصات الجامعية عن رأي سابقه "محمد" فقد عبر لـ"[color=red]فلسطين الآن[/color]" عن مدى المعاناة التي تكبدها جراء التفكير المتواصل في تخصص يضمن لو الوظيفة بعد التخرج لكنه فشل في التوصل إلى تخصص يوفر له هذه الميزة بشكل مضمون –حسب تعبيره- وقال :" فكرت طويلاً وبحثت في كل التخصصات وفي جامعات عديدة غير أني لم أجد تخصصاً ليس هناك آلاف الخريجين منه دون وظيفة ، لكني في النهاية اخترت تعليم اللغة الانجليزية في جامعة الأقصى ". [title]الغاية ..خدمة الإنسانية[/title] الإسلام أعطى توجيهات وإرشادات تتعلق بواقع الحياة الإنسانية ، وشرع للإنسان التطلع إلى دنياه وكما قال الإمام الغزالي في تعليقه على الآية الكريمة "ولا تنس نصيبك من الدنيا" :" عش لدنياك كأنك تعيش أبداً وعش لأخراك كأنك تموت غداً". الأستاذ في الجامعة الإسلامية الدكتور "صادق قنديل" أكد أن الإسلام لم يمنع الإنسان بالمطلق من التفكير في مستقبله ، والبحث عن أفضل السبل لحياة مستقبلية كريمة ، مستدركاً بتبيين الغاية من خلق الله للإنسان وهي عبادة الله وإعمار الأرض والاستفادة من الحياة . وشدد في حديث خاص لـ"[color=red]فلسطين الآن[/color]" على ضرورة أن يضع الطالب المسلم نصب عينيه أنه صاحب رسالة في هذه الدنيا وأن يراعي في اختياره ما يعينه على أداء رسالته دون النظر إلى الوظيفة التي يجب أن تكون شيئاً ثانوياً من خلال هذه النظرة للأمور . وأوضح أن صاحب الرسالة يلزمه أن ينمي مهاراته وأن يطلب العلم في تخصص يؤهله لخدمة الإنسانية وفق مكوناته النفسية واستعداداته وقدراته دون إطالة النظر في مآل التخصص بعد التخرج من ناحية إيجاد وظيفة من عدمه . وقال قنديل :" الله سبحانه وتعالى جعل الرزق بيده وقسمه على عباده، لذلك فمن اختار تخصصه وفق مرضاة الله وبعيداً عن الخوف على الرزق فإن الله تعالى سيفتح له أبواب الرزق من حيث لا يحتسب، وإذا كان مقصده من تخصصه ودراسته الوظيفة وجلب المال بعيداً عن الرسالة فإن الله سيوكله إلى نفسه ".