نشرت صحيفة "كلارا" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن أعراض نقص المغنيسيوم، حيث نعتقد في الكثير من الأحيان أننا نشعر بالتعب بسبب نقص الحديد في الجسم، في المقابل، تعتمد طاقتنا بالأساس على المغنيسيوم.
وقالت المجلة في تقريرها إنه منذ البداية، ليس من السهل التعرف على نقص المغنيسيوم نظرا لأنه من السهل الخلط بينه وبين أعراض الأمراض الأخرى، وعموما، نشعر في مثل هذه الحالات بعجز طفيف لا يمكن اكتشافه منذ الوهلة الأولى، لكن إذا كان هذا العجز ملحوظا بعض الشيء فإنه يسبب التعب وانقباضا في العضلات، على غرار التشنج على مستوى العين والرعاش ونقص الشهية ومشاكل النوم والعصبية والتهيج.
وأبرزت المجلة أن أكثر الأشخاص عرضة لهذه الحالة أولئك اللذين يتبعون حمية صارمة للغاية أو غير متوازنة، مثل تلك التي تعتمد على سعرات حرارية منخفضة للغاية أو على البروتينات، فضلا عن الرياضيين اللذين لا يهتمون بنظامهم الغذائي، بالإضافة إلى الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الجهاز الهضمي وضعف الامتصاص أو الذين يعانون من مرض السكري.
وأضافت المجلة أننا نحتاج إلى المغنيسيوم نظرا لأنه يعد من بين المعادن الأساسية التي تشارك في العديد من عمليات التمثيل الغذائي، من جهة أخرى، يعد المغنيسيوم ضروريا لتثبيت الكالسيوم في العظام؛ إذ يُعتقد أن حوالي 70 بالمئة من إجمالي هذا المعدن يتركز في العظام، حيث يقع دمجها مع الكالسيوم والفسفور، بالإضافة إلى ذلك، يعتبر هذا المعدن ضروريا لتعزيز السيروتونين، هرمون السعادة، من خلال حمض التربتوفان الموجود في الطعام.
وتجدر الإشارة إلى أن نقص المغنيسيوم يمكن أن يؤدي إلى الإفراط في هرمون الألدوستيرون، وهو هرمون يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
وأضافت المجلة أن الحمية المتوسطية تضمن توازن المغنيسيوم في الجسم، ومن بين أكثر الأطعمة الغنية بهذا المعدن، نجد الخضار الورقية الخضراء الداكنة، التي تحتوي على أعلى كميات من المغنيسيوم نظرا لأنه يعد جزءا من جزيئات الكلوروفيل، إلى جانب فول الصويا ومشتقاته والحبوب والمكسرات والبذور، لا سيما بذور اليقطين وعباد الشمس أو بذور السمسم، وتجدر الإشارة إلى أن الكاكاو الموجود في الشوكولاتة غني بهذا المعدن، بالتالي ينبغي عليك اختيار الشوكولاتة التي تحتوي على 70 بالمئة من الكاكاو كحد أدنى.
وأشارت المجلة إلى جملة من العادات التي من شأنها أن تساعدنا على الحفاظ على مستوى المغنيسيوم في الجسم، لذلك، يستحسن تجنب الخلط بين الأطعمة الغنية بالمغنيسيوم مع غيرها من الأطعمة الغنية بالكالسيوم، نظرا لأن ذلك يعيق امتصاص المغنيسيوم، إلى جانب ضرورة ممارسة الرياضة بشكل معتدل. كما تعد تقنيات الاسترخاء أمرا في غاية الأهمية باعتبار أن الجسم يستهلك الكثير من المغنيسيوم عندما يكون مرهقا للغاية، لذلك، سيكون لهذا النوع من التمارين تأثير إيجابي للغاية، على غرار اليوغا أو التأمل.
وفي الختام، بينت المجلة أن هناك حالات نحتاج فيها إلى تناول مكملات المغنيسيوم، على الرغم من أن الخيار الأفضل لتوفير هذا المعدن يكمن في نوعية الأغذية التي نتناولها. ووفقا للأكاديمية الأمريكية لعلم الأعصاب، يكون علاج مكملات المغنيسيوم دائما تحت إشراف طبي لعلاج الصداع النصفي، في المقابل، يمكن أن يسبب تناول جرعات عالية من المغنيسيوم الإسهال والغثيان وغيرها من أمراض الهضم.