حالة من القلق الشديد تعيشه عائلة الأسير في سجون الاحتلال الإسرائيلي سلطان خلوف، وهو يدخل يومه الحادي والستين في اضرابه المفتوح عن الطعام، رفضا لاعتقاله الإداري، وسط تدهور غير مسبوق في حالته الصحية.
وفي وقت يرقد فيه الأسير خلوف (38 عاما) في مستشفى "كابلان" في الداخل المحتل، أكدت المحامية التي زارته مؤخرا وتتولى متابعة ملفه، أنه يفقد الوعي والكثير من الدماء، وعضلاته أصيبت بالضمور، وهناك تخوفات كبيرة على فقدانه النظر، كما لم تعد لديه القدرة على النطق ويعاني من تشويش بالسمع.
وكالة "فلسطين الآن" تواصلت مع زوجته نبيلة خلف، التي قالت إنه "دخل في حالة من الموت البطيء، وقد يرتقي شهيدا في أي لحظة".. لكنها استجمعت قواها.
وتابعت "هذه طريق المجاهدين، الذين يرفضون الانكسار". وأضافت "نحن نخاف على سلطان لكن ما يطفئ نار خوفنا أن سلطان استودع نفسه وعائلته إلى الله عز وجل، من أجل قضيته العادلة ومن أجل الدفاع عن شرف وكرامة الأمة العربية والإسلامية، ولن يوقف اضرابه مهما كانت الظروف".
سيرة نضالية
الأسير خلوف من بلدة برقين في مدينة جنين شمال الضفة الغربية، وهو مهندسٌ زراعي يملك شركة خاصة لإنتاج وتصدير النباتات الطبية، اعتقل بتاريخ (8/7/2019)، وشرع بعد عشرة أيام على اعتقاله في اضراب مفتوح عن الطعام رفضًا واحتجاجًا على قرار محكمة الاحتلال بتحويله للاعتقال الإداري، دون تهمة تذكر، بناءً على توصية من جهاز المخابرات الإسرائيلي.
وسبق أن تعرض خلوف للاعتقال أكثر من مرة، فقد أمضى 54 شهرا متواصلة في السجون، ما بين عامي 2004 و2008، ثم اعيد اعتقاله عام 2012 لفترة وجيزة، مع غرامة مالية قدرت حينها بألف دولار أمريكي.
وترفض إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي طلبات عائلة خلوف بزيارته، لكن المحامية المكلفة بملفه التقته مرتين منذ نقله للمستشفى الإسرائيلي، ونقلت للعائلة تطورات وضعه الصحي المتدهور، كما زاره مندوب الصليب الأحمر الدولي.
تفاعل دون المطلوب
والد الأسير سلطان وجه رسالة عتاب للمؤسسات الحقوقية الرسمية والأهلية التي تُعنى بشؤون المعتقلين الفلسطينيين، كما عبّر عن استيائه لضعف الحراك الجماهيري لنصرة المضربين عن الطعام، والأسرى المرضى أيضا.
وقال: "لسنا خائفين على حياة سلطان؛ لكن خوفنا على قضيتنا العادلة وقضية أسرانا التي لا تلقى أي دعم أو تضامن شعبي ورسمي وعربي واسلامي واعلامي ليرفع معنويات الأبطال داخل السجون، فالتضامن ضعيف جداً جداً".
ولفت إلى أن الوقفات التضامنية مع أسرانا الأبطال في سجون الاحتلال من شأنها أن تكشف للعالم أجمع الوجه الاجرامي الإرهابي الحقيقي لدولة الاحتلال الإسرائيلي وذلك باختراق القوانين الدولية والحقوقية التي تكلف أبسط أنواع الحقوق للأسرى وهو تحديد فترة الاعتقال وإبلاغ الاسرى بالتهمة الموجهة إليهم ومنح الأسرى كل مستلزمات الحياة الكريمة داخل المعتقل.
جاء هذا في وقت، اعلنت القوى الوطنية والإسلامية وبلدية برقين الاعتصام المفتوح، اليوم الاثنين، أمام منزل الأسير خلوف. بدورها، أكدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، في بيان وصل لـ"فلسطين الآن"، الاثنين، إن الأسير خلوف دخل في مرحلة حرجة وصعبة، إذ يعاني من آلام في مختلف أنحاء جسده، ونقص كبير بالوزن، ومن "شهقة" مستمرة، محذرة من دخول الأسير في مرحلة الخطر المميت في أية لحظة إذا ما واصلت الإدارة تعنتها في عدم الاستجابة لمطلبه بإنهاء اعتقاله الإداري.
أما حركة الجهاد الإسلامي، التي ينتمي إليها خلوف، فقالت إنها تجري اتصالات واسعة بشأنه عقب تدهور حالته الصحية التي دخلت مرحلة الخطر الشديد. وطالبت الحركة بالتدخل العاجل لإنقاذ حياة خلوف، ودعت الجهات المعنية لسرعة التدخل والضغط على الاحتلال لإنهاء الاعتقال الاداري الظالم بحقه.