الزواج رحلة طويلة، تمر بمراحل مختلفة منها المفرح والمحزن، وفيها يحاول كلا الزوجين غض الطرف قدر استطاعته عن الهفوات التي يرتكبها شريكه، وعن كل الممارسات التي يستهجنها ولا يستطيع إخباره بها خوفًا من إثارة غضبه. حينما تمر السنوات الثلاث الأولى من الزواج، يصبح الزوجان أكثر إدراكًا لكل ما يجلب الفرح والغضب للآخر، فالزوج الذكي هو الذي يحاول قدر استطاعته تجنب الخوض في كل ما يمكن أن يجلب الغضب لشريكه، أما الزوج الأقل ذكاءً فهو الذي عادة ما يحاول إثارة المشاكل وإغضاب شريكه، ما ينعكس سلبًا على الأبناء. ولذا ننصح الزوجين بإتباع الخطوات التالية؛ حتى يصبح زواجهما في حالة إنعاش دائمة: أن يحاول كلاهما وقف كل أنواع النقد الجارح والسب والشتم، حتى لو كان بطريقة ساخرة، وألا يعلو صوت أحدهما على الآخر. لا تنتظر شريك حياتك أن يطلب منك ما يريد، وإنما حاول جهد طاقتك أن تفعل ما يريد قبل أن يطلبه منك، فالزوج الذكي يدرك ماذا يطلب شريك حياته قبل أن يتحدث، ويدرك ما يدور بخلده إذا نظر إليه. ومما لاشك فيه أن الحياة مفعمة بالعمل، وكثير من الالتزامات بجانب ممارسة الهوايات؛ فيجب على كلا الزوجين مراعاة مشاعر شريكه، بحيث لا يكثر من الغياب عن المنزل؛ حتى لا يشعر الآخر بإهماله وعدم مراعاة مشاعره، ومشاركة الزوج في اهتماماته، وأن يخرجا معًا على الأقل مرة أو مرتين في الأسبوع. حاول ممارسة بعض الأفعال والأقوال التي يحبذها شريك حياتك كما كنت تفعل في فترة الخطوبة؛ فهذا التقرب يلهب المشاعر، وكثير من الأزواج يغفلونه. حاول تقديم الهدايا التي يعشقها شريك حياتك، وإن قل ثمنها، مثل: قطعة حلوى أو علكة أو وردة. حاول ألا تخدش مشاعر شريك حياتك بتجنب الحديث هاتفيًّا بزملاء العمل. لا بأس في النقد، ولكن يستحسن أن يكون بصورة فيها نوع من الحميمية، وحبذا إذا كانت بطريقة مضحكة وظريفة، بحيث لا يشعر الآخر بحرج. حينما يغضب أحدكما من الآخر فلينسحب من الغرفة، أو يفتعل مشوارًا مهمًّا؛ حتى يكسر حدة الغضب قبل استفحاله, ويفضل أيضًا تغيير الموضوع بسرعة إذا شعر أن هذا الموضوع سوف يؤدي لما لا يحمد عقباه. كن صبورًا واستمع لما يقوله شريكك, حتى لو أعاد على مسامعك قصة أنت تعرفها؛ فلا تتضايق ولا تتذمر، واستمع إليها واضحك إذا كانت مضحكة, ولا تتضايق إذا قطع عليك شريكك حبل أفكارك حينما تكون مستمتعًا بقراءة كتاب أو مجلة أو تستمع لخبر هام يهمك. كن موضوعيًّا, فإذا كان كلام شريكك صحيحًا فلا تتوان من إخباره بسرعة: "كلامك صحيح"؛ لأن بقولك هذا تفتح شهيته إلى الكلام، ويعمل على توطيد العلاقة بينكما، أما إذا كان كلامه غير صحيح يمكنك مسايرته في الموضوع، ويمكنك تصحيح كلامه بعد فترة وبطريقة ظريفة وجميلة. اهتم بالأعياد والمناسبات السعيدة، ولا تنسها؛ فإنها تعمل على إنعاش مسيرة الحياة (الروتينية)، وحبذا إذا قدمت فيها الهدايا اللطيفة.