"إحنا معكم" في عامها العاشر.. حملة تطوعية بالضفة لمساعدة المزارعين في موسم قطاف الزيتون للعام العاشر على التوالي حيث تنظم الإغاثة الزراعية في الضفة الغربية المحتلة، حملة "احنا معكم" لمساعدة المزارعين الفلسطينيين في عملية قطاف الزيتون، في المواقع القريبة من المستوطنات والطرق الإلتفافية.
يقول مدير الإغاثة الزراعية في نابلس ضرار أبو عمر إن الحملة تأتي هذا العام في وقت تزداد فيه اعتداءات المستوطنين وقوات الاحتلال على أراضي المزارعين الفلسطينيين، "الأمر الذي يجعل من حملة "إحنا معكم" جزءا من الحراك الشعبي المقاوم للاحتلال، والداعم للمزارعين والفلاحين، ما يساعدهم على إتمام عملية القطف بالسرعة الممكنة، تحسبا لأي هجمات قد يتعرضون لها هنا أو هناك".
ويضيف ل"فلسطين الآن": أنه جرى اختار المواقع التي ستستهدفها الحملة بعناية فائقة، إذ سنجوب القرى الفلسطينية من جنين شمالا إلى الخليل جنوبا. سنقف مع المزارعين ونساعدهم في قطاف الزيتون، وفي التصدي لقطعان المستوطنين الذين يخططون للاستفراد بالمزارعين في الأماكن النائية والانقضاض عليهم وسرقة محصولهم الذين ينتظرونه كل عام على أحر من الجمر".
ولفت إلى أن الحملة ستبدأ مع الانطلاق الرسمي لموسم قطف الزيتون الذي حددته وزارة الزراعة الفلسطينية في الخامس عشر من تشرين الأول/أكتوبر الجاري، رغم أن قطاعات واسعة من المزارعين استبقت الموعد المحدد، لاسيما في المناطق القريبة من المستوطنات وجدار الفصل العنصري. وخلال العقد الأخير تمكنت الحملة من تجنيد عدد كبير من المتطوعين من مختلف الفئات المجتمعية، مثل طلبة الجامعات، ولجان المقاومة الشعبية والجمعيات الخيرية والتعاونية، إضافة للمتضامنين الأجانب من أصدقاء الشعب الفلسطيني، حيث يأتي بعضهم لفلسطين خصيصا للمشاركة في الحملة.
وتعمل الإغاثة الزراعية على تأمين حضور المتطوعين الأجانب لمشاركة متطوعي الإغاثة والمؤسسات المحلية في عملية قطف الزيتون، التي تستمر حتى منتصف تشرين الثاني/نوفمبر المقبل. وعن المتضامنين الأجانب، يقول مسؤول ملف الدعم والمناصرة في الإغاثة الزراعية منجد أبو جيش "هؤلاء شركاء حقيقيين، حيث لدينا شبكة علاقات تربطنا بالمؤيدين للقضية الفلسطينية في مختلف دول العالم، ولا يتأخرون عن تلبية النداء".
ويشير إلى أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي باتت تدرك أهمية وجود الأجانب ودورهم في مناصرة المزارعين الفلسطينيين، وفي تعزيز المقاومة الشعبية. لذلك تحارب وجودهم، وتمنع دخولهم إلى فلسطين، وفي حال تمكنوا من الوصول، وشاركوا في قطف الزيتون وتوثيق اعتداءات الاحتلال والمستوطنين، فإن جيش الاحتلال يعتقلهم وينقلهم فورا إلى المطار ويعمل على إعادتهم لبلدانهم. مواعيد محددة مجدي النجار مزارع من قرية "بورين" جنوب نابلس، ينتظر بفارغ الصبر انطلاق حملة "احنا معكم" لمساعدته في إتمام قطف الزيتون من أرضه القريبة من مستوطنة "يتسهار" المقامة على أراضي المواطنين في قرى جنوب نابلس.
يقول لفلسطين الآن "لا تسمح لنا قوات الاحتلال بالوصول إلى أراضينا طيلة العام. يعطوننا فقط يومين أو ثلاثة، من السادسة صباحا حتى السادسة مساءً، ولا يمكن لي ولعائلتي وعددنا لا يزيد عن عشرة أنفار أن نصل لكل الأشجار، وترك الثمر على الشجر يعني هدية مجانية للمستوطنين، الذين يترقبون هذه الفرصة للانقضاض عليه وسرقته". ويتابع "ساعدتني الإغاثة الزراعية قبل عدة أعوام، أسوة ببقية المزارعين الذين تقع أراضيهم قرب المستوطنات أو على الطرق الالتفافية، حيث حضر نحو أربعين متطوعا وانجزنا المهمة خلال الفترة المتاحة".
بدوره، يشارك الطالب الجامعي عامر هيجاوي من جنين في الحملة، يقول: "بدأت بالتطوع معهم منذ كنت في الثانوية العامة قبل عدة سنوات. أشعر بفخر كبير عندما نساعد الفلاحين بقطف الزيتون. نتحدى الاحتلال والمستوطنين. هذا أقل الواجب تجاه من يحمي الأرض ويحرسها".
أما مسرة سيف من قلقيلية، فهي موظفة في شركة خاصة، وشاركت العام الماضي في الحملة برفقة زميلاتها. تقول "بتنا نرتب إجازاتنا السنوية للتزامن مع موسم الزيتون. نذهب مع ساعات الفجر الأولى إلى القرى المستهدفة، لنقف مع أصحابها في مواجهة المستوطنين، لا نتعب ولا نضجر". وتتابع "أنا أعيش في المدينة، ونفتقد لمثل هذه الأجواء الرائعة. نشعل النار في الحطب ونعد الطعام ونفطر في الهواء الطلق.. نغني وننشد للوطن. ما أجملها من حياة، لولا الاحتلال الذي ينغص على المزارعين حياتهم، لكننا كنّا وسنبقى معهم".