لقي قرار وزارة الزراعة الفلسطينية بمنع استيراد الفواكه في قطاع غزة باستثناء الموز والتفاح غضب واستياء المواطنين والتجار، في الوقت الذي رحب به المزارعين بالقرار. وأعرب الفلسطينيون وأصحاب المتاجر عن خشيتهم من ارتفاع أسعار الفواكه بسبب محدودية زراعتها بقطاع غزة، بالإضافة لعدم مقدرة المزارعين على زراعة أنواع عديدة من الفواكه، وفي المقابل أكد المزارعون قدرتهم على تحقيق الاكتفاء الذاتي خلال أعوام قليلة قادمة. وقال المواطن عبد الرحمن خضير (30 عاما): "إن قرار وزارة الزراعة خاطئ من وجهة نظري لأنه سيؤدي إلى ارتفاع كبير في أسعار الفواكه التي يتم إنتاجها محلياً، كما سيؤدي إلى ندرة الفواكه فالكميات التي ينتجها المزارعون قليلة نسبة لما يتم استيراده يومياً". [title]غضب المواطنين[/title] وطالب خضير وزارة الزراعة بإعادة النظر في هذا القرار، مشيراً إلى أن أنواع كثيرة من الفواكه لا يمكن زراعتها في قطاع غزة ويتم استيرادها من (إسرائيل) والضفة الغربية. من جانبه، لم يتردد الشاب خميس عبد الغفور من إبداء إعجابه بقرار وزارة الزراعة لما سيحقق من دعم للمنتج المحلي وللمزارعين الذين يعانون من الفقر وقلة الدخل بسبب اتجاه المواطنين في قطاع غزة للفواكه المستوردة بدلا من المحلية . وأكد عبد الغفور أن النقص في أصناف الفواكه ليس بأهمية تحسين ظروف المزارعين الاقتصادية ودعم المنتج الفلسطيني . ولم يستبعد خالد زين الدين صاحب محل لبيع الفواكه (33 عاماً) أن ترتفع أسعار الفواكه بعد نفاذ الفواكه المستوردة من (إسرائيل) . وأشار أن ما ينتجه السوق المحلي يقتصر على بعض الحمضيات والمانجو والعنب والجوافة، مستبعداً إمكانية تحقيق الاكتفاء الذاتي . [title]الانتاج المحلي لا يفي[/title] وعلى ذات الصعيد، قال مصعب الهندي، محاسب بشركة لاستيراد الفواكه، إن "القطاع يستورد يومياً 400 طن من الفواكه وما يتم زراعته محلياً لا يمكن أن يسد احتياجات الفلسطينيين". ويضيف أن "هناك أصناف كثيرة من الفواكه لا يتم زراعتها في القطاع ولا يمكن زراعتها (..) بالإضافة إلى هذا كله فإن القرار الجديد سيتسبب بخسائر باهظة لكثير من المستوردين لأن هناك بضائع تم شرائها بآلاف الدولارات". أما المزارع أبو أحمد أبو كميل فيؤكد أن قطاع غزة يمكن أن يحقق الاكتفاء الذاتي من الفواكه خلال سنوات بسيطة قادمة، موضحاً أن المزارعين بدءوا بزراعة أصناف جديدة قبيل قرار وزارة الزراعة الجديد . وبين أن القرار الجديد يدعم المنتج المحلي والمزارعين حتى يتمكنوا من الصمود أمام الاحتلال الإسرائيلي الذي لا يتوقف عن تجريف الأراضي وقصفها وحرق المحاصيل . [title]حماية للمنتج الوطني[/title] إلى ذلك، قال مدير عام التسويق والتصدير في وزارة الزراعة تحسين السقا في تصريح [color=red][b]لـ"فلسطين الآن[/b][/color]": إن "القرار اتخذ لحماية المنتج الفلسطيني وحماية المزارع أمام المنتجات المستوردة". وأوضح السقا أن كميات كبيرة من الفواكه يتم إنتاجها في قطاع غزة وبيعها في الأسواق المحلية بأسعار متدنية للغاية بسبب إقبال المواطنين على المنتجات المستوردة لذلك اتخذت وزارة الزراعة هذا القرار لتسوق المنتجات المحلية ودعم المزارع الفلسطيني. وأكد أن قطاع غزة لديه اكتفاء ذاتي من "أصناف الفواكه" ولا يحتاج لاستيرادها .