الانحراف عن المسار الصحيح يعني التيه في سراديب مظلمة لا توصل صاحبها إلى بر الأمان، والقضية الفلسطينية هي قضية ارض محتلة ولا يمكن حلها إلا بمقاومة المحتل ودحره عن آخر شبر من الوطن، ولكن تحويل القضية الفلسطينية إلى قضية صراع على أراض متنازع عليها ويكون التفاوض والعمليات السلمية هي الحل فهذا يعني الانحراف عن المسار الصحيح والدخول في متاهات لا نهاية لها. "اللاجئون اليهود" أسطورة نسجها الإسرائيليون منذ سنوات قليلة، والآن يسعون إلى جعلها قضية إنسانية من الدرجة الأولى وإعطائها الصفة الشرعية من خلال الأمم المتحدة ودول محور الشر بقيادة أمريكا,وهذا نتيجة تفريط العرب وتقاعسهم عن تحرير فلسطين، ولولا اتفاقية أوسلو والمبادرة العربية للسلام لانشغلت دولة الاحتلال بالدفاع عن نفسها وعن كيانها غير الشرعي أمام العرب والمقاومة الفلسطينية، ولكن في ظل تلك الاتفاقات وغياب المقاومة فهي في حالة هجوم دائم على المقدسات الإسلامية والأرض الفلسطينية تستهدفها بالتهويد والاستيطان وبدلا من أن نمنع جرائمهم بأجسادنا وأرواحنا فإننا نتوسل الأمم الكافرة والمتآمرة حتى يكتفي المغتصب الإسرائيلي بما منحته إياه اتفاقية أوسلو والحكام العرب. إن التصدي لأكذوبة اللجوء اليهودي من قبل الفلسطينيين لا يكون فقط بعرض الإثباتات التاريخية والمنطقية على المجتمع الدولي بل بإلغاء اتفاقية أوسلو من أساسها لأنها هي السبب في فتح باب التفاهات والخزعبلات الإسرائيلية. (إسرائيل) ذاتها تريد من الفلسطينيين اتباع نصيحة " خذ وطالب" وهي مطمئنة بأن سقف المطالب لن يتعدى 22% من مساحة فلسطين المحتلة، ومطمئنة كذلك إلى أنها ستأخذ كل ما تعطيه للجانب الفلسطيني في أي وقت تشاء حتى لو بلغت مطالباته الأمم المتحدة فلا احد يصغي إلى مطالبه طالما حل غصن الزيتون محل البندقية ومهادنة المحتل محل مقاومته. أعتقد أن الطرح الإسرائيلي لقضية اللجوء اليهودي المصطنع وان العرب مطالبون بالاعتراف بحقوق اليهود في الدول العربية هو فرصة ذهبية حتى يتحلل الفلسطينيون من اتفاقية أوسلو والعرب من مبادرتهم السيئة وكذلك من اتفاقية كامب ديفيد، وعليهم الاعتراف _أي العرب_ بأنهم أجرموا في حق شعوبهم حين اعترفوا بحق عصابة ومافيا دولية اسمها (إسرائيل) في احتلال فلسطين وسمحوا لها بابتزازهم.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.