لم يبق عربي ولا يهودي له اهتمام بالشأن الفلسطينية، إلا وأكد فشل اتفاقية أوسلو، وسماع دوي ارتطامها بالواقع المرير، الذي تكشف عن مكاسب إسرائيلية على كافة الأصعدة، وخسائر فلسطينية تدمي القلب، وينتكس لها رأس القيادة الفلسطينية. فشل "أوسلو" يؤكد أن الشعب الفلسطيني لا يريد أكثر من المحاكمة العادلة والعاجلة للقيادة الأزلية، التي بسطت نفوذها وهيمنتها على مناحي حياة الشعب الفلسطيني، ولفترة زمنية تزيد على الفترة الزمنية التي سيطر فيها معمر القذافي وحسني مبارك، تقربت خلالها القيادة الأزلية من «إسرائيل»، وتزلفت لأمريكا، وتخلت عن الأرض، فصارت بخطيئة القيادة إسرائيلية. فمن هو القيادي الفلسطيني المسؤول عن مشروع أوسلو؟ هل هو محمود عباس زائد حسن عصفور زائد أبو علاء قريع، زائد غيرهم من الطاقم القيادي الذي أجرى اللقاءات السرية، ورتب بنود اتفاقية أوسلو؟! أم أن الذي يتحمل مسؤولية الفشل هم كل أصحاب القرار السياسي الفلسطيني، بصفتهم الأب الروحي للمشروع، والمرجعية التي استند إلى جدرانها كل مفاوض، واحتمى بسقفها كل من دبر الاتفاقيات بليل. إن الشعب الفلسطيني لا يجهل أسماء القادة المسؤولين عن الفشل السياسي، وهم: 1- رئيس وأعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بكامل هيئتها، فهؤلاء هم أصحاب القرار السياسي بلا منازع منذ 44 عاماً، وهم من يتحمل مسؤولية كل القرارات السياسية الفاشلة التي حولت القضية الوطنية الفلسطينية إلى مشكلة مساعدات إنسانية. 2- أعضاء اللجنة المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وتكمن مسؤوليتهم في أنهم ظلوا الفرش والغطاء لكل قرارات اللجنة التنفيذية، وهؤلاء المسؤولون تتوجب مساءلتهم عن أسباب تغطيتهم الجماعية على قرارات اللجنة التنفيذية علناً، بينما كانوا يعترضون على القرارات سراً؟ . 3- أعضاء المجلس الوطني الفلسطيني، والتهمة التي توجه إلى هؤلاء هي شهادة الزور، والمشاركة في اجتماعات موسمية بناءً على رغبة صاحب القرار، وموافقتهم على أن يغيب رأيهم لإرضاء القائد، فصاروا الحاضرين الغائبين. 4- القيادة العليا للسلطة الفلسطينية كل حسب حالته، ومستوى خطئه. عندما يصير كل أصحاب القرار شركاء في العمل السياسي الفاشل، فإن الواجب الوطني يقضي بألا ننتظر من الفاشلين مزيداً من المبادرات السياسية التي تغطي على مزيد من الفشل، مثل: مبادرة التوجه إلى الأمم المتحدة؛ للحصول على دولة بصفة مراقب، ومثل الدعوة إلى دولة ثنائية القومية بعد أن فشل حل الدولتين، أو محاولة البعض الدعوة إلى إنهاء الانقسام كمخرج للقيادة الأزلية من الفشل السياسي. إن الواجب الوطني ليقضي في هذه المرحلة بضرورة اجتثاث الفاشلين، وأن ينتزع شباب فلسطين الشرفاء دورهم القيادي، ليرفرفوا براية الثورة على كل الأرض الفلسطينية، مثلما فعل إخوانهم العرب في كل من ليبيا وتونس ومصر وسوريا.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.