23.89°القدس
23.66°رام الله
22.75°الخليل
24.03°غزة
23.89° القدس
رام الله23.66°
الخليل22.75°
غزة24.03°
السبت 04 مايو 2024
4.67جنيه إسترليني
5.24دينار أردني
0.08جنيه مصري
4يورو
3.72دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.67
دينار أردني5.24
جنيه مصري0.08
يورو4
دولار أمريكي3.72

خبر: منذ متى يحاسب الناس على نواياهم؟

ما حدث اليوم مع الموظف بوزارة الثقافة الكاتب والأديب يسري الغول أمر معيب وبحاجة إلى مراجعة من الجهات المسئولة وبحاجة إلى وقفة من المجلس التشريعي الذي اخذ دوره بشكل واضح في الآونة الأخيرة ومعلن ذلك عبر وسائل الإعلام. تشكيل لجنة تحقيق من ديوان الموظفين لأي موظف ارتكب مخالفة إدارية أو قانونية أمر مهم ومن اختصاص الديوان لو ارتكب الموظف مخالفة صريحة للقانون أما أن تشكل اللجنة لمحاسبة كاتب وإن كان موظفا على وجهة نظر أو قطعة أدبية استخدم فيها الرمزية الكاملة ولم يتطرق إلى أي شخص فيما كتب ، فهذا تعدي على حرية الرأي والتعبير غير مبرر، والأدهى أن يطلب من الكاتب تفسير معاني الكلمات التي جاءت في مقال أدبي له من يقصد بالفانونس وصاحب السترة الصوفية وغيرها من الكلمات. قالها عمر بن الخطاب رضي الله عنه ( متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا) فهل تعتقدون أن الراتب والعمل وضيق الحال وأهمية الوظيفة يمكن أن تمنحكم حق التحكم بأفكار الناس ومشاعرهم أو إرهابهم من خلال تشكيل لجان تحقيق. التضييق الفكري والملاحقة للموظفين أو المواطنين على مشاعرهم ومكانين ذواتهم ومحاسبتهم على النوايا أمر يجب أن يوضع له حد، والله تعالى يقول "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ .." لذلك يجب أن نوقف كل أشكال القمع أو الملاحقة الفكرية وان لا نحاسب الناس بالكلمة والحرف طالما أنهم لم يتعدوا على الآخرين لا بصفاتهم أو بألقابهم أو مكانتهم وليعلم ديوان الموظفين أن هناك من الشخصيات العامة النقد لها مباح، مباح، مباح، ولا يوجد من هو فوق النقد كبر مكانه أو صغير، لسنا في مجتمع ( اسكت هص ) مجتمع لا يرى و لا يتكلم ولا يسمع. هل تريدون أن يلجأ الكتاب إلى الأسماء المستعار وينالوا ممن يريدون نيله بجريرة أو بدون، هل نهض ديوان الموظفين لتحسس هموم الموظف المقموع والمضطهد ويعمل على إنصافه. كنت أتمنى على ديوان الموظفين أن ينزل إلى الوزارات ويتحسس أحوال الموظفين وان تتحول عيون الوزير في الوزارة إلى عيون للديوان ليراقب الوزير كما يراقب الموظف. لن ترهبنا لجان التحقيق ولن يرهبنا الفصل من العمل ولن تسكتنا أي وسيلة كانت عن التعبير عن وجهات نظرنا ولن تنكسر أقلامنا ما دام في عروقنا دم يمدها بالمداد، فالكاتب يبقى يكتب وان جف حبره كتب بدمه.