23.9°القدس
23.62°رام الله
22.75°الخليل
26.61°غزة
23.9° القدس
رام الله23.62°
الخليل22.75°
غزة26.61°
الأربعاء 02 أكتوبر 2024
5جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.17يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني5
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.17
دولار أمريكي3.77

نتنياهو يستبق لقاء "عودة – غانتس"

حازم عياد
حازم عياد
حازم عياد

أعلن تشكيل فريق عمل رفيع المستوى يُعنى بالقضاء على العنف والإجرام في المجتمع العربي. هناك مشاكل كبيرة في المجتمع العربي تتمثل في الإجرام وجرائم القتل. هذا يسبب معاناة كبيرة للمواطنين العرب ونحن معنيون بإحداث تغيير شامل في هذا الأمر؛ انها تغريدة لنتنياهو عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» جاءت بعد اجتماع الكابينت الاسرائيلي ضم وزير الداخلية والمالية ومستشار الامن القومي بن شبات وآخرين.

تحرك نتنياهو تأخر كثيرا اذ انه يعكس حرصا من دولة الكيان على العرب فيها بقدر ما يعكس رغبة في استكمال الصراع بين القوى الحزبية المتصارعة في الكيان الاسرائيلي؛ ذلك ان تحرك نتنياهو وحكومته المنتهية ولايتها بعد مقتل اكثر من 41 فلسطينيا عربيا في اراضي الـ 48 المحتلة نهاية اب اغسطس الماضي في حين بلغ العدد ما يقارب الـ 76 العام الماضي 2018.

والاهم من ذلك ان التحرك البطيء جاء بعد شكوى قدمتها لجنة المتابعة في المجتمع العربي الفلسطيني للهيئات الاممية ولجان حقوق الانسان الدولية خصوصا في الامم المتحدة تؤكد وجود تقصير واهمال وعنصرية من قبل الكيان ومؤسساته بتقاعسها عن مواجهة الجريمة ما يجعل منها انتهاكات وتعديات يتعرض لها العرب الفلسطينيون في بلادهم المحتلة عام الـ48 وعلى مرأى من سلطات الاحتلال واجهزتها الامنية.

التحرك جاء متأخرا من قبل نتنياهو ومتباطئا اذ تضمن اتخاذ اجراءات ضمن خطة يتم اعدادها في غضون 90 يوما ابرز ما فيها الى الآن انشاء مراكز شرطية في الاحياء والبلدات العربية؛ خطة ستحتاج الى سنوات من العمل ولن توقف العنف والرعب اليومي الذي يعيشه المجتمع الفلسطيني في اراضي الـ48؛ فالارقام في تصاعد مستمر اذ ما قورنت بالعام 2016 حيث كان تعداد الضحايا 16 في حينها ولم يفعل نتنياهو شيئا لوقف التدهور المستمر في امن المجتمع العربي الفلسطيني.

حقائق دفعت القائمة العربية المشتركة الى اصدار بيان عبرت عن تحفظها على الخطة التي جاءت متأخرة خصوصا انها لا تتضمن خطة طوارئ سريعة ولا تتضمن خطة عمل بعيد المدى واضحة؛ والاهم انها جاءت بعد فشل نتنياهو بتشكيل حكومة تضم حزبه الليكود وحزب ابيض ازرق الذي يتزعمه الجنرال غانتس؛ حكومة يتبادلان فيها منصب رئاسة الوزراء بطريقة غير مسبوقة في الكيان الاسرائيلي.

الاعلان عن خطة نتنياهو لمكافحة العنف في المجتمع العربي لم تكن محض صدفة يوم امس الثلاثاء؛ اذ انها جاءت في ذات اليوم الذي اعلن فيه بيني غانتس نيته لقاء رئيس القائمة العربية المشتركة ايمن عودة الخميس القادم؛ لتكون المرة الاولى التي يصرح فيها غانتس علنا نيته لقاء عودة مع امكانية الحصول على دعم كتلته المكونة من 14 نائبا عربيا لتشكيل الحكومة الاسرائيلية المقبلة مستعيدا ذكريات اسحق رابين وحكومته في التسعينيات من القرن الماضي مستفزا بذلك اليمين الاسرائيلي الذي يسعى نتنياهو الى استنهاضه.

نتنياهو استبق الاحداث؛ اذ لم تحركه على الارجح الشكوى المقدمة للجنة حقوق الانسان في الامم المتحدة فقط بل الرغبة في اعاقة غانتس وسحب بعض الاوراق من بين يديه؛ وعلى رأسها توفير الامن للمجتمع العربي الذي تعصف فيه الجريمة والعصابات الاجرامية والقتلة المأجورون على مرأى ومسمع من شرطة الاحتلال واجهزته الامنية؛ علما بأن نتنياهو لم ينس في ذات اللقاء الحكومي للكابينت وفي ذات التغريدة التي قدمها على «تويتر» التذكير بيهودية الدولة وضرورة الدفاع عنها فهي الضماىة لمستقبل اسرائيل غامزا من قناة غانتس.

نتنياهو سياسي بارع يضع قدما في اليمين في حين يحرك قدما اخرى في اليسار ليعيق تحركات غانتس للقاء ايمن عودة الخميس المقبل؛ غير ان التحركات في مجملها (غانتس عودة نتنياهو) تثير تساؤلات لا تنتهي حول التشوهات في  نظرية الامن الاسرائيلي التي يتم التضحية بها على مذبح التصارع السياسي الداخلي في الكيان الاسرائيلي. تصارع ينجم عنه انكشاف امام المجتمع الدولي ومؤسساته الحقوقية وفي ذات الوقت انكشاف واضح في نظرية الامن القومي المستند الى يهودية الدولة التي بات البحث عنها كالبحث عن جنة عدن في القطب الجنوبي؛ فالجغرافيا والديموغرافيا باتت قوة جبارة لا يمكن تجاهلها.