يلاحظ في العديد من المناسبات الاجتماعية، مثل أعياد الميلاد، والمهرجانات الشعبية، تخوف الكثيرين من الأطفال من الاقتراب ناحية الأشخاص المتنكرين في صورة مهرجين وبهلوانات.
وامتدت عقدة الأطفال الأزلية من المهرجين إلى شاشة السينما، عبر شخصية المهرج "بينيوايز"، من أفلام الرعب "It"، عن قصص المؤلف الشهير، ستيفن كينغ، الذي يستدرج الأطفال ببرائتهم بواسطة بالونات حمراء، قبل أن يلتهمهم.
وكشفت دراسة أجريت في عام 2008 في إنجلترا أن عددا قليلا جدا من الأطفال يحبون المهرجين، بل خلصت إلى أن التقليد الشائع بشأن تزيين أجنحة الأطفال في المستشفيات بصور المهرجين، قد تخلق تأثيرا عكسيا تماما، وهو ما يفسر سبب كره العديد من الناس لشخصية المهرج "رونالد ماكدونالد"، الذي يعد أحد رموز سلسلة المطاعم العالمية.
وبعد مرور 8 سنوات، نشرت دراسة في عام 2016 بعنوان "On the Nature of Creepness"، والتي كشفت ما يمكن أن يساعد في تفسير ظاهرة الخوف من المهرجين المثيرة للاهتمام، والتي تعد أول دراسة تجريبية عن الخوف.
وقام معدو الدراسة بتوظيف ألف و341 متطوعا، تتراوح أعمارهم بين 18 و77 عاما، لملأ استطلاع رأي عبر الإنترنت، مكون من 4 أقسام، القسم الأول يتناول تقييمهم لـ44 سلوكا مختلفا، قد يقوم به "الشخص المخيف"، مثل اتصال غير مريح بواسطة العين، أو خصائص جسدية مثل رسم وشوم، أما القسم الثاني فيتناول تقييم درجة الخوف في 21 مهنة مختلفة، أما القسم الثالث فإنه يطلب من المشاركين ذكر هوايتين يروهما مخيفتان، أما القسم الرابع والأخير فيطلب من المشاركين التعبير عن درجة اتفاقهم مع 15 تصريح حول طبيعة الأشخاص المخيفين.
وكشفت إجابات المتطوعين في استطلاع الرأي، أنهم وافقوا بالإجماع على أن أكثر مهنة مخيفة في رأيهم هي "المهرجين"، كما اعتبروا أن الأشخاص الأكثر تخويفا بالنسبة لهم كانوا ذكورا وليس إناثا، وأن الاتصال غير المريح بواسطة العين والسلوكيات غير اللفظية احتلت مساحة كبيرة من إجاباتهم في مسألة الخوف.