27.78°القدس
27.37°رام الله
26.64°الخليل
28.84°غزة
27.78° القدس
رام الله27.37°
الخليل26.64°
غزة28.84°
الثلاثاء 30 يوليو 2024
4.78جنيه إسترليني
5.24دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.02يورو
3.72دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.78
دينار أردني5.24
جنيه مصري0.08
يورو4.02
دولار أمريكي3.72

خبر: "فلسطين الآن" ترشدك لآليات اكتشاف إبداع طفلك

"يلوم الناس ظروفهم على ما هم فيه من حال.. ولكني لا أؤمن بالظروف فالناجحون في هذه الدنيا أناس بحثوا عن الظروف التي يريدونها فإذا لم يجدوها وضعوها بأنفسهم" كلمات حفرها الأديب البريطاني "جورج برنارد شو" في زاوية من عالمنا لعلها تكون إكسير الحياة لإبداعات دفنت في مقابر الظروف القاسية. صديقي القارئ… كلمات "برنارد شو" ربما جاءت على الجرح ولكن هناك جروح أخرى … تعاني من ظروف قاسية تمنعك من تحقيق ذاتك ؟… لديك قدرات إمكانيات مهارات إبداعات ولكن حصار غزة يحاصرك ؟… تحاول أن تنمي قدرات ولكن الفشل يلاحقك ؟.. لا تستطيع التعامل مع أطفالك المبدعين ؟.. اقرأ الحوار التالي مع أستاذ الإدارة والتنمية د.سامي أبو الروس [b][color=red]لـ"فلسطين الآن"[/color] [/b]واخطوا نحو قمة الإبداع.. [title]اكتشف إبداع طفلك[/title] يقول أبو الروس:"إن التفكير الإبداعي هو التفكير بأسلوب جديد غير موجود أو ابتكار طريقة جديدة للتعامل مع شيء أو فكرة، وهناك الكثير ممن يملكون ذلك فكل إنسان مبدع في مجال عمله وفي المقابل ليس هناك أحد مبدع في كل شيء". ويضيف: "اكتشاف الإبداعات منذ الصغر وتنميتها يخلق إنساناً متميزاً بحق يستطيع أن يستغل موهبته بصورة مميزة، ويقع مسئولية ذلك على الأسرة فعليها اكتشاف مهارات أطفالها بوقت مبكر ولكن ليس مبكراً جداً فالطفل لا تظهر إبداعاته الحقيقية إلا بعد سن السابعة –تقريباً- عندما يلتحق بالمدرسة ويحتك بالمجتمع". "إن أحد الأمور المضللة للأسرة أن يحكموا على الطفل في سن عامين أو ثلاثة فهو في هذا السن يقوم ببعض التصرفات التلقائية التي يجدها الأهل تصرفات لطيفة وذكية ولكنها في الأصل تصرفات فطرية يتميز بها الأطفال في هذا السن لذلك على الأسرة الانتظار حتى يحتك ابنها بالبيئة المحيطة به". ويوضح أن الحكم على الطفل بسن مبكرة يعطي مؤشرات خاطئة فالأسرة يجب أن تنتظر فترة أطول حتى يتجاوز السبع سنوات لتبدأ إبداعاته وملكاته ومهاراته بالظهور فهو عندما يحتك بأقرانه بالمدرسة وأصدقائه وبيئته ومحيطه الاجتماعي يحدد اهتماماته وميولاته ويفكر بصورة أفضل. ويشير إلى أن من أهم المؤشرات التي تدل على إبداع الطفل اهتمامه بشيء معين فقد تجد الطفل يهتم بالكمبيوتر مثلا أو يلعب "بعدة النجارة" ويحاول استخدامها فهذا يدل على إبداعه في المجال الذي يهتم فيه، مؤكداً أن الطفل كلما تقدم بالسن كلما ظهرت المزيد من مهاراته الإبداعية. ويقول أبو الروس:"لتتمكن الأسرة من تنمية إبداعات طفلها عليها أن تحدد المجال الذي يتميز به طفلها ومن ثم تبحث إذا ما كان هناك مراكز متاحة تنمي وتهتم بهذه الموهبة أو تقوم بنفسها بتوفير المستلزمات والمتطلبات بالإضافة إلى التحفيز المعنوي والمادي لتنمية تلك القدرة في طفلها". ويبين أن هناك الكثير من الأسر تحبط أطفالها بعدم منحهم الاهتمام الكافي فهذا يسبب نوع من الإحباط لدى الطفل وفي النهاية تقتل مهاراته وتدفن في عالم النسيان، مؤكداً أن الأسرة هي الركيزة الأساسية لتنمية إبداعات الطفل. أما عن دور رياض الأطفال فيوضح أستاذ الإدارة أن دورها محدود؛ لأن الطفل في تلك المرحلة لا تظهر ابدعاته أو مهاراته لأن الإبداع مرتبط بعملية الاحتكاك مع البيئة واكتساب الخبرة في الحياة والتجربة وهذا ما نسميه التعلم. [title]ظروف تخلق الإبداع[/title] وليس بعيداً عن تنمية الإبداعات، يقول أستاذ التنمية:"هناك الكثير من الدراسات السلوكية تقول أنه أكثرة من 80% من الناس لديهم القدرة على الإبداع لكن المبدعين بشكل متواصل لا يتجاوزوا 10% (..) النسبة الأكبر من الإبداع لا تترجم قدراتهم الإبداعية بسبب عدم توفر الظروف المناسبة أو البيئة غير المناسبة". ويشير إلى أن كل إنسان في هذه الدنيا يمكن أن يكون مبدع في المجال الذي يعمل فيه سواء كان حرفي أو مهني أو عامل أو موظف، لافتاً إلى أن قدرات الإنسان ومهاراته تحدد المجال الذي من الممكن أن يدفع فيه فليس هناك إنسان مبدع في كل شيء. ويبين د.أبو الروس أن الكسل يقلص إظهار نتيجة الإبداع عند الإنسان، موضحا أن الإنسان من الممكن أن يكون مبدع ولكن الكسل والإحباط وعدم توفر العوامل الذاتية الإيجابية المشجعة يقلل من نسبة ظهور إبداعه. ويقول:"إن التشجيع من قبل الأسرة والمدرسة والحكومة والمؤسسة إضافة إلى الدوافع الذاتية الإيجابية وتوافر الظروف المناسبة كلها تنمي الإبداع لدى الإنسان وتنمي مهارات التفكير لديه (..) الإنسان ممكن يكون لديه إمكانيات وظروف متوافرة لكن ليس لديه رغبة أو جلد أو صبر أو تحدي أو جرأة في التجربة فهذا يعيق قدرته ويحطم إبداعاته". وفي سياق حديثه، يشير أستاذ التنمية في الجامعة الإسلامية بغزة إلى أن مستوى اهتمام الدول بالمهارات الإبداعية والتفكير الإبداعي متفاوت فاليابان مثلا تهتم بالأطفال منذ الصغر وفي أوروبا الشرقية يهتمون بالرياضيين منذ طفولتهم فيخرجون أبطال للعالم وهناك من يهتم بالبحث العلمي كاليابان والولايات المتحدة، مبينا أن العالم العربي لا يظهر الاهتمام الكافي بالمبدين وهذا من أهم أسباب تدني مستوى الإبداع فيه. ولا يحبذ د. أبو الروس أن نرجع قلة استغلال الإبداعات للدول بشكل كلي فيقول:"إذا لم يهتم الإنسان المبدع بنفسه ويطور ذاته فإنه سيدفن إبداعه (..) القصور الذاتي مشكلة كبيرة في عالم الإبداع". ومضى يقول: "هناك أناس ينظرون إلى الغرب على أنه متفوق فقط ولا يحاولون التعلم منه وهناك آخرين ينظرون إلى الغرب على أنه مجال للتعلم (..) ليس من الخطأ أن نستفيد من الإبداعات الموجودة ". ويكمل:"هناك بعض الناس لديهم نظرة أن دول الغرب هم أسياد العالم وأنهم يعلمون ويصنعون كل شيء وأن العرب لا يمكنهم الوصول لهذا المستوى (..) هذا جزء من الإحباط وفي النهاية التاريخ يتكلم أن كثير من الأمم في الوقت الذي قُهرت فيه ظهرت أكثر إبداعا ومن الأمثلة الأكثر وضوحا اليابان وألمانيا اللتان هزمتا في الحرب العالمية الثانية والآن هم من أكثر الدول تقدما". [title]برقيات إبداع[/title] وفي ثلاث رسائل يوجهها د. أبو الروس للإنسان والدولة والمؤسسة يقول:"إن الإنسان هو الأهم في عملية الإبداع وعليه أن يسخر قدراته وإمكانيته ولا يستسلم للكسل وعوامل الإحباط الكثيرة التي تحيط بنا". ويضيف:"أما المؤسسات فعليها أن تحفز وتشجع موظفيها ليطلقوا العنان لتفكيرهم وخيالهم فهناك مؤسسات تكافئ الموظفين على أفكار يعطوها لها حتى دون أن تستفيد منها من باب التشجيع على التفكير". وعلى صعيد الدولة يوضح أستاذ الإدارة أبو الروس أن دور الدولة مهم جدا فهو متعلق بزرع ثقافة الإبداع داخل المجتمع من خلال التعليم وإقامة ودعم المراكز الثقافية واستقدام خبرات أجنبية ونقل تجارب معينة ووضع سياسات للمؤسسات والمدارس لتنمي عملية الإبداع داخل المجتمع. صديقي القارئ أحببت أن أختم تقريري بمقولة لـ"جون جاردينر" يخاطب فيها من يخشون الفشل ويقول :"إننا ندفع ثمنا غالياً جراء خوفنا من الفشل. إنه عائق كبير للتطور يعمل على تضييق أفق الشخصية ويحد من الاستكشاف والتجريب، فلا توجد معرفة تخلو من صعوبة وتجربة من الخطأ والصواب وإذا أردت الاستمرار في المعرفة عليك أن تكون مستعداً طيلة حياتك لمواجهه خطورة الفشل".