8.33°القدس
8.26°رام الله
6.43°الخليل
13.76°غزة
8.33° القدس
رام الله8.26°
الخليل6.43°
غزة13.76°
الخميس 26 ديسمبر 2024
4.58جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.58
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.65

خبر: الخيانة ليست وجهة نظر

الحرية والديمقراطية مصطلحات درجت في أحاديث الشباب الفلسطيني ونقاشاته السياسية وحتى الاجتماعية ، بل لعلها أصبحت مدار حديث الشباب العربي في كل قطر من أقطار العالم العربي سواء التي ثارت في وجه طواغيتها أو التي تتململ في انتظار اللحظة المناسبة للخروج على الظلم والدكتاتورية . لكن الناظر إلى حديث الشباب يرى عجباً عجاباً من شدة المبالغة في قضية حرية التعبير واحترام وجهة النظر الأخرى مهما كانت ، فإذا ما قمت لترد بشكل منطقي على رأي ما في قضية ما تجد الناس يشهرون في وجهك سيف احترام الرأي الآخر ووجهة النظر التي تخالفك وهذا جيد ... لكن السؤال الذي يطرح نفسه ،هل كل وجهات النظر واجبة الاحترام ،وهل كل الآراء لابد أن تقع في زاوية المقبول من الآراء والمتقبل من الكلام أم أن هناك حدود . صحيح أن الأحكام التي تصدر على المواقف ووجهات النظر تخضع للنسبية ، إلا أن الواقع ومن وجهة نظري - كإنسان فلسطيني صاحب أعدل قضية على وجه الأرض – أرى أن بعض الآراء يجب ألا تحترم وبعض وجهات النظر لابد أن تسقط وتفند بحيث يعلم صاحبها وطارحها أنها بضاعة مسجاة، لا رصيد لها من الواقع في شيء، ولا قيمة لها في حياة الشعوب الحرة، خاصة لو كان هذا الشعب هو الشعب الفلسطيني . فكيف يمكن لعاقل – على سبيل المثال لا الحصر- أن يطالبني باحترام وجهة النظر التي لا زالت ترى في التعاون والتنسيق الأمني مع الاحتلال ضرورة لتسيير أمور الفلسطينيين اليومية ، وهو الطريق الذي جعل العشرات من كبار قادة المقاومة يرزحون تحت سياط الجلادين ويقضون أجمل سنيّ عمرهم في سجون الاحتلال وحسن سلامة خير شاهد ودليل وغيره كثيرون وآخرون ينتظرون .. وكيف يمكن أن أحترم وجهة النظر التي ترى في المفاوضات مع الاحتلال والسير "البسطار الإسرائيلي" ،طريقاً لانتزاع الحقوق وإقامة الدولة الفلسطينية العتيدة رغم مرور (20) عاماً وأكثر على مفاوضات عبثية لم تجلب للشعب الفلسطيني سوى مزيد من الذل والخراب والدمار . كيف يمكن لي أن أتقبل وجهة النظر التي ترى في المقاومة نكسة وخراباً رغم نجاحاتها التي تحققت واقعاً ملموساً في حياة الشعب الفلسطيني، فغزة الخالية من الاحتلال والتي تقف عصية على الاحتلال رغم الإجرام الحاصل بحقها إلا أنها أرض حررت بفعل هذه المقاومة التي أصبح العدو يحسب لها ألف حساب قبل الإقدام على اقتحامه أو الدخول إلى أراضيه . أقول ختاماً هذه ليست وجهات نظر بل هي عبارة عن أفكار أثبت الزمان فشلها وسقوط أصحابها والمطبلين لها ، وهي بضاعة مضروبة زينها أصحابها تحت عبارة جميلة "وجهة نظر" .. لكنها في الحقيقة خيانة ، وصدق من قال :" أخشى في يوم من الأيام أن تصبح الخيانة وجهة نظر" .. أيها السادة .. لا تحترموا وجهات نظرهم .