أطلقت قوات الاحتلال (الإسرائيلي) مجموعات من الخنازير البرية في منطقة جنين؛ لتفتك بأشجار الزيتون المثمر ولترهب المواطنين وتبعدهم عن حقولهم، بالتزامن مع مهاجمة قطعان المستوطنين لمزارع فلسطينية في الأغوار، حيث سرقوا كميات كبيرة من التمر، قوات الاحتلال إضافة إلى إطلاقها الخنازير البرية وحمايتها عصابات المستوطنين قامت بمصادرة أكثر من مائة بقرة لمواطنين فلسطينيين. البقرات التي سرقها جيش الاحتلال (الإسرائيلي) من الفلسطينيين ليست مقدسة، ولا هي بالصفراء الفاقع لونها التي وصفت لهم للبحث عنها؛ حتى يدعي اليهود أن معركتهم مقدسة وتاريخية، ولكنهم مجبولون على القتل والتخريب، ولا تختلف دوافع سرقتهم للبقر والزيتون والتمر عن دوافعهم لتخريب مقدساتنا ومصادرة أراضينا، وقبل ذلك احتلالهم لوطننا فلسطين. لقد ابتلانا الله (عز وجل) بعدو يهودي لا يعرف الأخلاق ولا يعترف بها، ولا علاقة له بالبشرية والإنسانية والحضارة. الجرائم (الإسرائيلية) تلاحق الشعب الفلسطيني في كل زاوية، ولكن أين نحن من كل هذه التحديات؟!، أين هو شعب فلسطين والفصائل الفلسطينية؟!، إننا نخوض في مناكفاتنا الداخلية، ومنشغلون بهموم لقمة العيش وفك الحصار وارتفاع الأسعار، وإلى أن ننتبه إلى العدو وجرائمه يكون قد أوغل في دمائنا، وازداد تشبثًا بغنائمه في الضفة الغربية، أما المناطق المحتلة عام 1948م فهي تكاد تكون نسيًا منسيًا، وهذه حقيقة لا مراء فيها. إذا استمر الوضع الداخلي على هذا الحال بعد مضي سنوات على الانقسام فإننا مستقبلنا القريب لا يبشر بخير، وإن لم نضع حدًّا لمهزلة الانقسام فإن الضباب سيتحول إلى ظلام والانقسام إلى ضياع، ولا أقول ضياع الشعب بل الوطن كله والمقدسات كلها، والوزر نتحمله جميعًا، حتى لو حمله بعضنا لبعض؛ فكلنا شركاء في التفريط مادمنا لم نحسن إنهاء الخلافات الداخلية، أو على الأقل إدارتها على وجه يبقي اليهود العدو الأول والأخير للشعب الفلسطيني داخل أراضينا المحتلة . ما أنا متيقن منه أن جميع الفصائل الفلسطينية _ ومنها حركتا فتح وحماس_ ستجلس في نهاية المطاف على طاولة التوافق والمصالحة، ولذلك إنه من غير المنطقي أن يستمر الانقسام، ويثقل كاهل شعبنا بنتائجه المدمرة، ونترك المجال لبني إسرائيل ليدمرونا ويسخروا من تنازعنا وفشلنا.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.