رغم طول عمرها وقلة حيلتها وتدهور صحتها إلا أنها أصرت وعلى عكازها وبخطى ثابتة أن تقطع المسافات من أجل رؤية من إن رأته ذهب عنها تعبها وغمها ومرضها، ورغم ما ألمًّ بها من منغصات رحلة الزيارة إلا أنها تحمد ربها أن أنعم عليها نعمة النظر إلى فلذة كبدها "حسن"، متسائلةً وقد بلغت من الكبر عتيا "علّني أراك بعد يا حسن". والدة الأسير سلامة وفي حديث خاص بمراسل [color=red][b]"فلسطين الآن"[/b][/color] الأربعاء 26/9/2012م، وصفت المقابلة والحاجز الذي كان بينها وبين ولدها الأسير حسن "بلوح زجاجي سميك قوي يمنع وصول الصوت، وهاتف بسماعتين يربط بينهما، ولحظات انتظار صعبة حتى ظهر لها فلذة كبدها"، فانفجرت في البكاء وأخذت تضرب بالحاجز الزجاجي بيديها بكل ما استطاعت من قوة، فشوقها لولدها أقوى من الزجاج ومن أي حاجز. [title]لا تندم يا حسن[/title] أخذت والدة حسن بالتخفيف عنه وسط بكاء شديد، فرد عليها: "الصبر الصبر يا أمي"، فأصبح كل منهما يخفف من آلام الآخر، وقالت: "إن الأمل والصبر هم زادي في الحياة لأتقوى على بعد فلذة كبدي ونور عيني حسن". وتشير قائلةً: "حاولت أن أخفي عنه هرمي ومرضي ومضايقات الجنود الإسرائيليين في طريقي إليه" وهو يمازحني ويقول لي: "ما زلت صبية يا حجة"، فابتسمت وقلت: "ما يجعلني متمسكةً في هذه الحياة هو حلمي أن أرك عريساً بجانب عروسك يا حسن". وناشدت والدة الأسير القائد القسامي "حسن سلامة" المقاومة الفلسطينية وكتائب القسام قائلة: "إن الوقت يمضي بنا بسرعة فلا بد من التجهيز وإعداد العدة لخروج ابني حسن وباقي رفاقه من السجون الإسرائيلية(..) امنحوني فرصة في الحياة بأن أحتضنه وأراه عريساً بجانب عروسه قبل أن أموت". [title]العهد بيننا قوة وصبر[/title] وفي السياق ذاته، بعث القائد القسامي الأسير في سجون الاحتلال" حسن سلامة" برسالة مؤثرة إلى والدته، بعد أن تمكّنت من زيارته الاثنين 24/9/2012م بعد منع دام أكثر من (13) سنة، متحدثاً فيها عن مشاعره أثناء الزيارة. وأثنى حسن وشكر الله قائلاً: "يا رب لك الحمد ولك الشكر على ما أنعمت به على اخراجي وإخواني من مقابر العزل وقد دفنا فيها أحياء وأكرمتني بزيارة والدتي العجوز وقد منعوني من زيارتها ثلاثة عشر عاماً فلك الحمد والشكر على كل شيء". ووصف الأسير سلامة مقابلته مع والدته قائلاً:"نصف ساعة مدّة الزيارة ضاع منها سبع دقائق أمضيتها جالساً أمامها لا أسمعها ولا تسمعني ،،لا صوت في سماعة هي صلة الوصل بيني وبينها ومع ذلك كانت تحدثني بعيونها، آه كم آلمني عكازك يا حجة وأنت تحاولين إخفاءه. دمعاتك التي تساقطت رغماً عنك هل ستسامحينني عليها وهل ستغفرين لي عجزي عن كفكفتها رجوتك بالإشارة ألا تبكي وكان كلي يبكي كان في داخلي طفلاً يصرخ ويبكي شوقاَ إليك". [title]كأنها دقيقة[/title] وعبّر سلامة عن شوقه لأمه"آه ما أجملها من لحظات وهي تقبلني من خلال حاجز زجاجي كنت أمامها طفلاً يتمنى لو ارتمى بحضنها أو عانقها.. كنت مشتاقاً أن أنحني فأقبّل قدميها، أمي رغم كل الألم والوجع كانت سعادتي بك كبيرة وأنت أمامي تحدثينني وتسمعين مني كلمة أمي. تحدثنا كثيراً وسريعاً نتسابق مع الزمن ونتمنى لو يتوقف لكنه انتهى سريعاً وكأننا ما تحدثنا إلا دقيقة أو دقيقتان كانتا كل عمري، الذي عاد صباحاً حسن لك زيارة ،، لم أصدق !! وتساءل الأسير سلامة "هل بعد هذه الزيارة من زيارة؟.. سؤال يسأله كل أسير وأسيرة، هل سنعيش في الأسر سنوات طويلة تحت رحمة الاحتلال نتواصل مع الأهل من خلال الزيارة؟". يشار إلى إن الأسير القائد القسامي "حسن سلامة" معتقل في سجون الاحتلال منذ العام 1996م ويقضي حكماً بالمؤبد (48) مرة إضافة إلى (20) عاماً، فيما عرف بمهندس عمليات الثأر المقدّس للشهيد "يحيى عياش".
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.