"أنا ما عدت أخاف" بهذه الكلمات التلقائية خاطبت الطفلة "شيماء الطرشاوي" ذات الأعوام الستة أعضاء حملة "قهر الظلام لإنارة بيوت الفقراء والمساكين"، وذلك عقب انتهاء فريق الحملة من تركيب جهاز "يو بي أس" ملحقاً به بطارية في منزل أسرتها المتواضع بمنطقة المغراقة وسط قطاع غزة. بينما تابع والدها "عبد الكريم الطرشاوي" ذو الخمسة والستين خريفاً وضع اللمسات الأخيرة على التمديدات الكهربائية الجديدة بمنزله قبل إنارته ضمن حملة "قهر الظلام"، التي أطلقتها مجموعة شبابية تعمل في صحيفة "فلسطين" بإشراف جمعية "الزهراء التنموية"، في حين علا صوت زوجته بالدعاء للقائمين على الحملة. شيماء لم تكن وحدها التي تخلّصت من مشاعر الخوف، بل شاركها بذلك شقيقاتها اللواتي تعاني إحداهن من كسور، إذ بات بإمكانهن التردد على دورة المياه في منزلهن المسقوف شطره بالزينكو وشطره الآخر مكشوف للسماء في أي وقت وبلا أي خوف، حيث كان الوصول إلى دورة المياه وقت انقطاع الكهرباء بالنسبة لهن مغامرة كون الطريق إليها يمر بالشطر المكشوف من المنزل ذو السور المنخفض الذي يتيح لأي قطة أو فأر أن يزرع الخوف في أوصالهن. والد الفتيات الطرشاوي إضافة لكونه عاطلاً عن العمل، فهو يعاني من بعض الأمراض، حيث تحدث بشيء من المرارة عن معاناة أسرته من أزمة الكهرباء قائلاً:"ليس لدينا سوى الشموع التي تجعلنا في حالة من القلق خشية تسببها بحرائق في حال الغفلة عنها، كما أن الضوء الذي توفره الشموع محدود جداً"، معبراً عن شكره العميق لفريق حملة قهر الظلام، داعياً لهم بالتوفيق والنجاح في تبديد الظلام في بيوت الفقراء والمساكين. وعن حملة قهر الظلام والتي حملت شعار من "أسرى لأسرة نقهر ظلام غزة "، يقول "مؤمن عودة"- أحد القائمين عليها-: "الحملة أضافت شيئاً من الأمل في حياة الفقراء والمساكين، والفرحة التي لمحناها في أعينهم أعطتنا حافزاً قوياً للاستمرار". وتابع عودة حالة من الرضى والفرح الشديد انتابت الأسر التي استفادت من الحملة، خاصة تلك الأسرى التي تعيش في الظلام فترة انقطاع التيار الكهربائي؛ لعدم مقدرتها على شراء المولدات الكهربائية. [title]إضاءة (100) منزل[/title] بدوره أوضح منسق الحملة "محمد ياسين" في حديث لـ "فلسطين الآن" أن الحملة تمكّنت من إنارة ثلاثة منازل من بيوت الفقراء ضمن المرحلة الأولى من الحملة والتي انطلقت بجهود شبابية وإمكانيات متواضعة. وتستعد الحملة وفقاً لياسين لإطلاق المرحلة الثانية بالتعاون مع جمعية "خدمات الطفولة والأسرة"، والتي تستهدف إنارة (100) منزل من بيوت الفقراء، لكنها بانتظار ردود الجهات الداعمة للبدء بالمشروع. وتقوم فكرة الحملة الشبابية التي أطلقها عدد من العاملين في صحيفة فلسطين بالتعاون مع جمعية "الزهراء التنموية"، على تركيب أجهزة "يو بي أس" وبطاريات في منازل مجموعة من الفقراء والمساكين". ودعا ياسين الجهات الرسمية والأهلية لتبني الحملة وإمدادها بالدعم عبر التبرع على حساب الجمعية بالبنك الوطني الإسلامي رقم 759-7. وأوضح ياسين أن الحملة تهدف لتخفيف معاناة الفقراء والمساكين جراء أزمة الكهرباء وتعزيز روح التكافل الاجتماعي وتشجيع المبادرات الفردية لخدمة المجتمع المحلي، فضلاً عن تحدي الحصار الجائر المفروض على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وتحفيز الشباب على النهوض بدور إيجابي واستثمار طاقاتهم في خدمة المجتمع".
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.