سادت حالة من الاستياء الشارع الفلسطيني عقب دعوة رئيس نادي برشلونة الإسباني للجندي الإسرائيلي "جلعاد شاليط" والذي كان أسيراً في قطاع غزة بين عامي 2006 و2011 لحضور مباراة "الكلاسيكو" بين فريقه وغريمه التقليدي "ريال مدريد" على ملعب "الكامب نو". واعتبر العديد من الفلسطينيين في تصريحات منفصلة لمراسلنا أن تلك الدعوة تعدّ بمثابة طعنة خنجر مسموم في خاصرة مشجعي الفريق "الكتالوني"، متمنين أن يتراجع فريق "برشلونة" عن تلك الدعوة قبل موعد "الكلاسيكو" في السابع من أكتوبر المقبل. [title]ضربة موجعة[/title] "مؤمن أديب" 20 عاماً طالب جامعي أكد أن مثل هذه الدعوة تمثل ضربة موجعة بالنسبة لنا كمشجعين للنادي "الكتالوني"، مضيفاً لقد كنت أنتظر كل مباراة لبرشلونة بفارغ الصبر ولم أكن أستطيع النوم إذا خسر الفريق. وأضاف: "طلبت من أصدقائي الذين كنت أتابع معهم مباريات برشلونة بالتوقف عن مشاهدتها بعد اليوم"، متسائلاً لماذا لم يتعاطف برشلونة مع الأسير "محمود السرسك" الذي أضرب عن الطعام لمدة تزيد على(40) يوماً في سجون الاحتلال وقد اعتقل السرسك وهو ذاهب للّعلب في أحد أندية الضفة الغربية. من جانبه اتفق "إبراهيم عثمان" 26 عاماً مع زميله أديب في عدم مشاهدة مباريات برشلونة، وقال أن هذه الأندية الإسبانية :"لا تستحق منا كفلسطينيين أن نشجعهم ولا أن نتعصب لهم عند خسارتهم لأنهم لا يفكرون بقضيتنا وأسرانا كما نحن نفكر بتشكيلة المباراة". [title]أمل بإلغاء الدعوة[/title] من جهته رأى "أحمد منصور" وهو صاحب "محل لبيع أدوات الرياضة" أن الكرة الإسبانية الناجحة عالمياً لم تسخر لخدمة الشعوب المضطهدة في العالم، وفي مقدمتهم الشعب الفلسطيني الذي عاني الويلات بفعل الاحتلال الإسرائيلي ولا سيما من الجندي شاليط الذي كان يركب دبابة ويلق بحممها على الموطنين العزل في مدينة رفح جنوب قطاع غزة. وشّدد منصور التأكيد أن هذه الدعوة مثلت خنجراً مسموماً غرس في خاصرتنا كفلسطينيين، مضيفاً: الأمل باقٍ لدينا بأن تلغي الدعوة قبل "الكلاسيكو"، وعدم تكرارها لأي شخص أو جهة مارست الاضطهاد ضد أي إنسان. ولم يخف منصور من أنه قد يعدل عن مشاهدة مباريات برشلونة أو حتى تشجيع ذلك الفريق، منوهاً إلى أن الكرة هدفها في النهاية الترويح عن النفس وليس نكأ الجراح والتي تتمثل في إثارة مشاعر أهالي الأسرى أثناء مشاهدتهم شاليط أثناء مباراة الكلاسيكو، هذا بدل أن تقوم إدارة النادي الكتالوني باحترام مشاعر آلاف الأسرى وذويهم ممن يشاهدون كرة القدم الإسبانية. [title]فلسطين أغلى من برشلونة[/title] وفي ذات السياق كشف "أحمد أبو دياب"- رئيس قسم الرياضة بإذاعة الأقصى- عن تعليمات وصلته من مجلس إدارة الإذاعة بمنع نشر أي أخبار تتعلق بنادي برشلونة، فيما يدرس مجلس الإدارة عدم بث أي مباراة للنادي عبر مرئية الأقصى الأرضية. وطالب أبو دياب بضرورة استضافة اللاعب الدولي الفلسطيني "محمود السرسك" الذي اعتقله الاحتلال دون تهمة بعد أن كان متوجهاً للعب في أحد الأندية الضفة الغربية، مضيفاً "لا بد أن يشعر الناس أن الأسرى أغلى من شاليط". وقال أبو دياب لمشجعي برشلونة: "فلسطين أغلى من كرة القدم وأغلى من إسبانيا، وأسرانا أغلى من كل المباريات(..) نعرف أن هناك عشق لبرشلونة ونحن كفلسطينيين أوعى من أن نشجع برشلونة على حساب فلسطين".