لم تكن ثورة الخامس والعشرين من يناير التي شهدتها جمهورية مصر العربية إلا بريق أمل كان ينتظره الفلسطينيون المحاصرون في قطاع غزة منذ خمسة أعوام. وما أن رست سفينة الثورة المصرية باختيار رئيس مدني هو الأول في تاريخ مصر المعاصر، حتى كانت الفرحة العارمة هي السائدة على المشهد في قطاع غزة، ومعها كانت النداءات تنبعث بضرورة أن يتحرك المصري الثائر من أجل إنهاء معاناة شعب دفع ثمن كرامة الأمة وعزتها. [title]معبر رفح والمنطقة الحرة[/title] الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة شرعت باتصالات مكثّفة مع الرئاسة المصرية من أجل تنسيق الجهود لرفع الحصار عن قطاع غزة، وكان معبر رفح وإقامة منطقة تجارية حرة هي محور حديث رئيس الوزراء "إسماعيل هنية" مع الرئيس المصري "محمد مرسي" ورئيس الوزراء "هشام قنديل" خلال زيارته لمصر. مصادر في الحكومة الفلسطينية أكدت أن الجانب المصري أبلغ الجانب الفلسطيني سعيه الدائم لتخفيف الحصار عن قطاع غزة، وأن وتعهد مصرياً بإدخال تسهيلات كبيرة على عمل معبر رفح مطلع الشهر المقبل، فيما لا تزال المنطقة التجارية الحرة قيد الدراسة. [title]مصر المنطقة الحرة قيد الدراسة[/title] من جانبه قال "أحمد عمران"- مستشار الرئيس المصري "محمد مرسي" للتنمية- إن إقامة منطقة تجارية بين مصر وغزة :"لا يزال قيد الدراسة ولم تتخذ الرئاسة قرارًا بشأنها بعد، لكن الأمور تسير بشكل إيجابي". وأوضح عمران، في تصريح صحفي مساء الخميس 27/9/2012، أن "المقترح محل بحث من جانب المؤسسات المعنية والخبراء الذي يدرسون كل ما يتعلق بالمشروع من جوانب اقتصادية وأمنية". [title] قطر جاهزة لإنشاء المنطقة الحرة[/title] من جانبه قال السفير القطري "محمد العمادي"- مسئول ملف إعمار غزة- أن مصر :"بدأت دراسة جدية"، مصر وعدت بدارسة لهذا الموضوع بطلب قطري , موضحاً أن قطر لديها خطة استثمارية كاملة لتدشين هذه المنطقة بمبلغ مليار دولار, معتبراً أن مصر هي المستفيد الأول من هذه المنطقة، نافياً في الوقت ذاته أن تكون مصر قد أبلغت الحكومة في غزة أو الجانب القطري رفضها إنشاء المنطقة الحرة. وأضاف العمادي في تصريح خاص لمراسل [color=red][b]"فلسطين الآن"[/b][/color] مساء الخميس 27/9/2012م، أنه أجرى سلسلة لقاءات مع المسئولين المصريين قبل حضوره إلى قطاع غزة وأطلعهم على المشاريع التي قررت قطر تنفيذها في قطاع غزة للمساهمة في إعادة إعمار ما دمرته الحرب، وأن الجانب المصري رحب بهذه الخطوة القطرية وأكد أنه تلقى من مصر وعد بالمساعدة في إدخال لمواد الأساسية للأعمار موضحا في ذات الوقت أن المشاريع ستنفذها شركات المقاولات والبناء الفلسطينية. [title]نرحب بأي جهد يشارك في الإعمار[/title] ونفى السفير القطري لـ [color=red][b]"فلسطين الآن"[/b][/color] أن تكون لدى دولته أي رغبة في الاستفراد بإعادة إعمار غزة، قائلاً:" نحن فتحنا باب الإعمار ومستعدون لمساعدة أي جهة لديها نية في إعمار القطاع ولم نجد حتى الآن أي عقبة تجاه انجاز هذا الملف". وأوضح أن حكومة رئيس الوزراء "إسماعيل هنية" تتمتع بشفافية عالية ورغبة أكيدة في إعادة إعمار غزة وهو ما جعل الطريق ممهدة وميسرة أمام إنجاز هذا الجهد من أجل الشعب الفلسطيني. وأضاف العمادي أنه سيتم خلال زيارة وفده إلى غزة البحث عن شركات استشارية لوضع خطط المشاريع وتوقيع العقود، مشيراً إلى أن المشاريع تشمل تأهيل طرق منها طريق صلاح الدين الدولي بطول "42 " كم، وطريق الساحل، والطريق الشرقي من معبر كرم أبوسالم حتى الشمال. وأضاف أن المشاريع ستتضمن أيضاً إنشاء مدينة الشيخ "حمد" السكنية، موضحاً أن اللجنة بدأت بالفعل العمل وأنها ستعمل على الاستعانة بالكادر الفني الفلسطيني والشركات الفلسطينية. وأشار العمادي إلى أن أمير دولة قطر يعتبر أن كل ما يتعلق بفلسطين واجب وطني وديني وكذلك الأمر مع كل الشعوب المظلومة. ويخضع قطاع غزة لحصار فرضته إسرائيل منذ سيطرة حركة حماس عليه في صيف 2007، الأمر الذي اضطر الغزّيون إلى حفر أنفاق على الحدود مع مصر لتهريب احتياجاتهم الأساسية من الوقود ومواد البناء والمواد الغذائية من الأراضي المصرية. وأعلنت السلطات المصرية عن تدمير عشرات الأنفاق على الحدود مع غزة إلا أن بقية الأنفاق عادت للعمل بشكل جزئي. ويتجاوز عدد الأنفاق الحدودية بين مصر وغزة المئات يعمل فيها آلاف الفلسطينيين.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.