في الثلاثينيات من القرن الماضي، لمع نجم هيدي لامار في سماء هوليوود لإتقانها دور المرأة التي تغوي الرجال للوقوع في حبها، ولم يكن يعرف إلا القليل من معاصريها أنها شغوفة بالاختراعات.
والتقت لامار جورج أنتايل، عازف البيانو والملحن والروائي المبدع، الذي كان يعشق الهندسة مثلها تماما. وعندما اكتشف الاثنان أن القوات المعادية تشوش على الإشارات اللاسلكية لقوات التحالف، اخترعا معا طريقة لإرسال الإشارات اللاسلكية بتقنية القفز الترددي التي تتيح التنقل بين قنوات تردد متعددة، وأطلق عليها اسم "ماركي" نسبة إلى اسم لامار بعد الزواج. ولا تزال هذه التقنية تستخدم في الكثير من الأجهزة اللاسلكية.
وبينما قد تبدو قصة ابتكار هذه التكنولوجيا الثورية عجيبة، إلا أنها خير مثال على عقول الأشخاص الذين يطلق عليهم اسم "الموسوعيين". وكشف بحث حديث عن الخصال الشخصية التي تساعد البعض في التنقل بين مجالات عديدة بمهارة فائقة، وعن الفوائد التي تعود على المرء من إشباع الرغبة في تعلم أشياء متعددة، مثل تحسين الشعور بالرضا عن الحياة وزيادة الانتاجية في العمل والقدرة على الابتكار.
وأشار البحث إلى أن قضاء وقت أطول في دراسة شيء خارج مجال تخصصنا والتدرب عليه، سيعود علينا بفوائد عديدة، حتى لو لم نحقق نفس النجاح الذي حققته لامار وأنتايل.