14.45°القدس
14.77°رام الله
13.3°الخليل
17.57°غزة
14.45° القدس
رام الله14.77°
الخليل13.3°
غزة17.57°
الأربعاء 25 ديسمبر 2024
4.57جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.79يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.57
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.79
دولار أمريكي3.65

خبر: خيراً فعل «الضميري» وصحابته..!

بالفعل قدمت الأجهزة الأمنية الفلسطينية خيرا كثيرا باكتشافها سردابا يتبع لكتائب القسام وحركة حماس في الضفة المحتلة. المكان الذي أضافت من خلاله الأجهزة الأمنية الفلسطينية منجزها الجديد لسجلها الحافل يقع في قرية عوريف شرق مدينة نابلس، وهي قرية للعلم تقع تحت التصنيف "ج" أو المناطق المحرمة السيادة فيها للأمن الفلسطيني. وبحسب الصور التي نشرتها وكالة الأنباء المعروفة للفلسطينيين بأجندتها وتباهت بالموضوع وافتخرت أظهرت أن السرداب يشتمل على سريرين ورايات لحماس وكتائب القسام وتجهيزات وإعدادات، وهي ذاتها "أقصد الوكالة" التي نقلت باستفاضة تصريحات خاصة للواء عدنان الضميري قال فيها: "إنه تم اكتشاف سرداب طويل في آخره سجن مكون من غرفة وزنزانة مجهز بوسائل اتصال, كما تم اعتقال عدد من القائمين عليه وهم قيد التحقيق". وأضاف العقيد أو اللواء أو أو، المهم: "إن حماس تبنى سجونا سرية في المحافظات الشمالية ..لا نعرف الهدف من وراء ذلك". على الفور ثارت ثائرة الناطقين باسم حركة "فتح" لتتحدث عن المنجز الوطني الكبير "بحسبهم طبعا"، وغطوا تماما على حملة الاعتقالات الكبيرة التي شنتها الأجهزة المتعاونة مع الاحتلال الصهيوني!!. الكلام كثير، لكن بالعودة إلى بداية حديثي، فالمنجز المزعوم رجع بالخير الكثير على الاحتلال الصهيوني ببصمات أذنابه. وهو خير أيضا جاء به "الضميري وأصحابه من حيث لا يحتسبون"، من خلال التالي: 1-لقد شكلت هذه الحادثة مناسبة جديدة تدفع المواطن الفلسطيني لأن يرفع يده للذي لا تغفو عينه ولا تنام ويدعو خلالها مولاه قائلا: اللهم انتقم من كل من كشف تخطيط المقاومة ورجالها.. اللهم شُل يده وانتقم منه كما انتقمت من أحد قادتهم قبل أيام في جنين. 2-لقد شكلت الحادثة خيرا لتثلج صدر المقهورين والمشككين برجال المقاومة وشرفائها ولتؤكد مرة أخرى أن من عمل على تحرير شاليط يواصل جهده لأنه اشتاق لصفقات أخرى تُعيد الأفراح لبيوت فلسطين كلها. 3-لقد أثبتت الجريمة مرة أخرى مدى التعاون والجاسوسية التي تعيشها الأجهزة الأمنية الفلسطينية في الضفة الغربية، فقد سمح العدو الصهيوني بدخول الأمن المُسمى زورا بـ( الفلسطيني) إلى مكان محظور عليه دخوله لمطاردة تجار المخدرات!!، لكن دخوله للحفاظ على أمن الكيان الصهيوني فهو مسموح. الخير يكمن أن هذا الأمر يزيد عدد المقتنعين بعمالة وضرر الأمن الفلسطيني على القضية الفلسطينية. وأمام ما جرى لا بُد من وقفة أمام المتحدثين والناطقين والمدافعين والمنتفعين من أموال العدو الصهيوني، وهي وقفة أوجزها في نقاط محددة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد وألخصها في التالي: 1-إن أي حركة مقاومة كانت أمر مفروغ منه لأي شخص لديه أدنى معرفة بالقضايا العسكرية أن تكون تمتلك تجهيزات وسراديب وأنفاق وغيرها، فما بالنا وإن كانت هذه الحركة ملاحقة من الاحتلال أو عملائه في الضفة المحتلة. 2-لماذا يتم التأكيد بأن السرداب الذي تم اكتشافه هو لاعتقال قيادات من فتح؟ أليس لحماس عشرات المحاولات لأسر جنود صهاينة لمبادلتهم بالأسرى الذين أهملتهم أوسلو اللعينة وسواء كان ذلك في الضفة الغربية أو قطاع غزة؟. ثم إن كان قادة فتح خائفين كما يقولون فليصححوا المسار "إن كانوا أصلا" يعرفوه قبل فوات الأوان. 3-أعتقد جازما أن حماس لا تريد توجيه سلاحها للسلطة وحركة فتح في الضفة، ولو كانت تريد فعل ذلك لفعلته منذ زمن بعيد، فقد قُتل أبناؤها وسُلخت جلودهم وسُلموا للعدو ليلا ونهارا ولكن رجالها في كتائب القسام لم يوجهوا سلاحهم في مرات عديدة حاولوا من خلالها اختراق جدار الصمت إلا للعدو الصهيوني. 4-إن الجريمة حملت بين ثناياها العديد من الرسائل وأنا لست بصدد ذكرها فقد سبقتني إليها الأخت الثائرة لمى خاطر، حينما لخصتها في قولها: "إن رسائل هذه العملية متعددة الاتجاهات: الأولى لنتنياهو لتقول له: إننا نستحق ملايينك التي دعمتنا بها لأننا ما زلنا مجتهدين في ملاحقة المقاومة، والثانية لجموع المرتزقة التابعين لها من سياسيين وإعلاميين ورجال أمن وأفراد، لكي توفر مادة هجوم ومزايدة يستعينون فيها في الدفاع عن حملة الاعتقالات الأخيرة". 5-إن حماس من الأفضل لها في مثل هذه الظروف أن تبقى هادئة، فأقل طفل فلسطيني تجرع حليب الحرية والكرامة من صدر والدته الحقيقية قد رد على ما جرى وعرف مغزاه جيدا، فالرد على قضايا تافهة من هذا القبيل قد يلفتها عن مهمة رئيسية تقوم بها تتمثل في بحث مختلف السبل ودراسة شتى الوسائل التي تؤلم في العدو وتُجبره على الإفراج عن الأسرى الذين ضيعتهم قيادات السلطة الفلسطينية بمفاوضاتهم الفاشلة التي أخزت "فلسطين" وأهلها. 6-أخيرا، إن على المتخوفين في السلطة وأركانها من قبيل الضميري ومن هم على شاكلته ألا يخافوا من حماس أو كتائبها، فهي لن تلاحقهم ولن تقتلعهم، إن من سيجتثهم مقاومة شعبية "اليوم يطالبون بها لعدم إيلام العدو" مصدرها الشارع الفلسطيني وهدفها استئصال بؤرة الفساد والانحطاط من المقاطعة، فمسيرتهم آن لها أن تتوقف وصبر المواطن الفلسطيني الحُر والكريم نفد من تصرفاتهم منذ زمن وهو ينتظر الآن اللحظة التي لن تتكرر، حتى ينفجر ويُدمر (الخيرات) التي حققها أمن دايتون للعدو الصهيوني وقطعان مغتصبيه على تراب الضفة الفلسطينية.