دعا رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل إلى وجوب إعادة القضية الفلسطينية إلى جذورها باعتبارها قضية وطنية وقضية تحرر من الاحتلال. وأكد مشعل - في كلمة له أمام مؤتمر حزب العدالة والتنمية في أنقرة الأحد 30/9/2012م - التمسك بـ"تحرير الأرض واستعادة القدس وتفكيك المستوطنات وعودة اللاجئين والنازحين إلى أرض الوطن والإفراج عن جميع الأسرى في سجون الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية حقيقية بسيادة حقيقية رغم أنف الاحتلال الإسرائيلي". ورأى أنّ هناك طريقين لا ثالث لهما لتحقيق ذلك أولها/ أن تتشكل إرادة دولية تجبر (إسرائيل) على الانسحاب واحترام الحقوق الفلسطينية "فلا سلام من دون تحرير الأرض ولا سلام من دون القدس وحق العودة ولا سلام من دون حرية وسيادة كاملة للشعب الفلسطيني". وقال: "هذا الطريق الأول جربه العرب سنوات طويلة وقد خذلنا المجتمع الدولي كما تعرفون، ولم يبق إلا الطريق الثاني/ وهو المقاومة الفلسطينية المدعومة من أمتها العربية والإسلامية وبكل أشكال الدعم لنجبر (إسرائيل) على الانسحاب". وأضاف: "لا حيلة لنا إلا أن نحقق السلام بإرادتنا وقوتنا ودعم أمتنا". من جهة أخرى، لفت مشعل إلى أنّ الانقسام شر كبير فرض على الشعب الفلسطيني ولم يختره، مؤكداً أن الفلسطينيين جادون في إنهاء هذا الانقسام. وفي السياق، قال رئيس المكتب السياسي لحماس إن أيدي الشعوب العربية :"ممدودة إلى العالم"، لكن "ليس على حساب استقرارها". وطالب العالم أن يسُن قوانين لحماية الأديان والأنبياء إبراهيم وموسى وعيسى ومحمد وكافة الأنبياء، قائلاً: "لن نقبل منكم بدعوى الحرية الشخصية أن تمسوا ديننا ورسولنا". ولفت إلى أن الغرب يعملون بقوة على سن قوانين تحمي ما يسمى بـ "المحرقة" و"يسنون قوانين تحمي الأديان". وأشار إلى أن العرب يريدون استعادة دورهم الغائب عن المنطقة، قائلاً: "نحن سعداء بهذا التطور في الدور المصري ونريد معادلة جديدة ترتب الوضع السياسي في إقليمنا". ودعا مشعل إلى إيجاد تعاون بين قوى الإقليم لمصلحة شعوب الإقليم، "ونحن واثقون أن دور تركيا مهم في هذا الصعيد، فالربيع العربي وإرادته الجديدة يجب أن تحظى باحترام عالمي". من جهته، اتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، (إسرائيل) بأنها تظلم الشعب الفلسطيني، قائلاً: "إن تركيا راجعت سياستها مع الكيان على ضوء ظلمها للفلسطينيين". وأضاف -في كلمته أمام المؤتمر والذي حضره الرئيس المصري "محمد مرسى"- "سنقف إلى جانب الفلسطينيين وإلى جانب جميع الشعوب المقهورة في: البوسنة وميانمار والصومال وفي كل مكان في العالم". وفيما يتعلق بالإساءة للنبي "صلى الله عليه وسلم"، أكد أردوغان أنه لا يمكن اعتبار الإساءة للنبي على أنها حرية تعبير وأن انتشار ظاهرة الإسلاموفوبيا أمرًا غير مقبول. ودعا رئيس الوزراء التركي الحكومة الفرنسية والمستشارة الأمريكية "أنجيلا ميركل" للوقوف أمام هذه الظاهرة لأنها ستؤدي –وفق رأيه- إلى "صراع الحضارات".