8.33°القدس
8.26°رام الله
6.43°الخليل
13.76°غزة
8.33° القدس
رام الله8.26°
الخليل6.43°
غزة13.76°
الخميس 26 ديسمبر 2024
4.58جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.58
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.65

خبر: لا تقتلوا غزة ولا تحرجوا مرسي

الأنفاق ظاهرة استثنائية في العلاقات التجارية ,وقد لجأت إليها غزة مضطرة بسبب الحصار الظالم الذي ضربه الاحتلال ومن تعاونوا معه على غزة بعد فوز حماس في انتخابات حرة ديمقراطية . لعل أهم السلع التي تدخل من الأنفاق إلى قطاع غزة هي : ( مواد الإعمار من حصمة وحديد واسمنت ، إضافة إلى الوقود ) وهذه سلع يمنع الاحتلال مرورها عبر معابر القطاع مع الأراضي المحتلة ، بحجة أنها تستخدم في أعمال المقاومة . مرت أعوام قاسية على غزة بعد الحرب الأخيرة في نهاية 2008 ومطلع 2009 وتراكمت حاجة قطاع غزة إلى الشقق السكنية حتى بلغت (60 ألف شقة ) ، ولم تعد المدارس تستوعب الزيادة السنوية للطلاب ، وكذا الحال في المشافي ، فلجأ القطاع إلى الأنفاق . في عهد حكم مبارك حاول جاهداً منع تجارة الأنفاق واستجاب للضغوط الأميركية والإسرائيلية وحاول إقامة حاجز من الفولاذ الحديدي تحت الأرض ، ولكنه فشل في مهمته ، لأن الشعب المصري كان ضد هذه الإجراءات ولأن الشعب الفلسطيني قاوم هذه المحاولة بكل الوسائل والسبل ، وانتهى مشروع الحصار من تحت الأرض بنجاح الثورة المصرية المجيدة في 25 يناير 2011م . مثلت الأنفاق المتنفس الحقيقي لأعمال البناء وإعادة الإعمار في غزة ، وصارت بمثابة شريان الحياة ، الذي تقف الحياة بدونه ، وأخضعت الحكومة في غزة الأنفاق إلى مراقبة صارمة لمنع الإخلال بالأمن ، أو التهريب ونشر المخدرات ، وقدمت الأنفاق فرص عمل عديدة في الجانبين الفلسطيني والمصري ، وعاشت من ورائها أسر كثيرة ، ومات من أجل بقائها ، ومن أجل لقمة العيش العشرات من أبناء قطاع غزة . في السياسة صرحت الحكومة في غزة أنها جاهزة لإنهاء الأنفاق وإغلاقها حين يتوفر للشعب الفلسطيني في غزة ممر تجاري فوق الأرض مع مصر ، وحين يفتح الاحتلال ممراته مع غزة ويسمح بدخول مواد الاعمار إليها ، وبدون الممر التجاري الطبيعي ، لا تستطيع غزة القبول بإغلاق الأنفاق لأنها بإغلاقها تقتل نفسها ، أو قل تنتحر ، وتحكم على الشعب بالإعدام . ثمة فرصة جيدة في عهد الرئيس محمد مرسي لإغلاق الأنفاق وفتح معبر تجاري طبيعي مع غزة ، كمعبر مصر مع ليبيا ، ومعبرها مع السودان ، وهذا قدر مصر ، وحكم الجغرافيا السياسية ، وقد أبدى محمد مرسي أنه ضد حصار غزة ، وأنه سينفذ كل مطالب الثورة المصرية ، ومن مطالبها إنهاء حصار غزة . المؤسف أنه في ضوء الجريمة الأخيرة ضد الجنود المصريين في سيناء والتي يقف خلفها الموساد الإسرائيلي ، سارعت جهات من بقايا نظام مبارك القديم للإفادة من الأجواء السلبية القاتمة للجريمة وإغلاق أنفاق ( الاعمار والبناء ) فأغلقوا عددا كبيرا منها لم يتمكن حسني مبارك ونظامه من إغلاقها ، وأحسب أن هذه الجرأة تستهدف إحراج الرئيس محمد مرسي وحكومته والإساءة إليه، ومعاقبة غزة في الوقت نفسه تحت حجة الأمن . اليوم غزة تعاني من شح في مواد البناء والاعمار ، وتعاني من ارتفاع الأسعار ، وقطر بدأت الخطوة الأولى في إعادة الاعمار ، ومن يسارع إلى الإغلاق إنما يستهدف خنق غزة ، وقتلها، ومنع قطر من العمل في غزة ، وهذا أمر ترفضه غزة بكل قوة ، وتنزه محمد مرسي أن يحدث في عهده ، وهي ستقاومه كما قاومت محاولات مبارك ، لأن الحق في الحياة دين ، ومقدس أيضا ً.