كتب الصحفي الأمريكي ناثان ثرول _محلل في شؤون الشرق الأوسط_ مقالا بعنوان " انقسام حماس والخيار السياسي" استعرض فيه المتغيرات التي طرأت على حركة حماس منذ الانقسام الفلسطيني حتى قيام الثورة العربية وصعود التيار الإسلامي وخلص إلى ضرورة تحرك المجتمع الغربي للتعامل مع الحركة وعدم تضييع الفرصة مثلما فعل بعد نجاحها في المجلس التشريعي 2006 وكذلك بعد تشكيل حكومة الوحدة على اثر اتفاق مكة. قراءة المختص بشؤون الشرق الأوسط لواقع حماس يظهر مدى السطحية التي تتمتع بها مراكز الدراسات الأمريكية وربما الغربية بشكل عام، قد يكون ذلك لأسباب مقصودة لإظهار حماس وكأنها حركة منقسمة تائهة في ظل الثورة العربية أو لقصور لديهم في الوصول إلى المعلومة الصحيحة وبالتالي للتحليل الدقيق. فحركة حماس متماسكة سواء قبل الثورة العربية أو بعدها، وليس هناك من دلائل تشير إلى عكس ذلك،أما مسألة فقدان حماس لحلفاء مثل سوريا وإيران فإن حماس نفسها تعترف بأن علاقتها بإيران وسوريا لا تختلف عن علاقتها بالدول العربية والإسلامية الأخرى. وقد أكد السيد خالد مشعل على تلك الحقيقة في إحدى زياراته للمملكة العربية السعودية، وكذلك فإنه من السذاجة أن نصف علاقة حركة مقاومة محاصرة في قطاع غزة مع دولة مثل إيران على أنها تحالف أو محورية أو غير ذلك من المسميات التي اخترعتها أمريكيا وإسرائيل من اجل ضرب المقاومة في غزة واستمرار الحصار. رغم الخلط الذي شاب مقال الصحفي الأمريكي حول حركة حماس إلا انه اقر بأن الحركة ما زالت بعيدة عن الرضوخ لشروط الرباعية الدولية( الاعتراف بإسرائيل ونبذ ما يسمى بالإرهاب والاعتراف باتفاقات منظمة التحرير مع العدو الإسرائيلي) وإنها ما زالت متمسكة بمواقفها الأساسية" الثوابت"، وأن سياسة الغرب ساهمت في سيطرة كاملة لحماس في غزة وإضعاف السلطة الفلسطينية في الضفة. النتيجة التي وصل إليها الصحفي الأمريكي هي ضرورة العمل على تغيير شروط الرباعية إلى مطالب أكثر قبولا من حماس مثل: هدنة أكثر رسمية مع " إسرائيل" ،تفويض الرئيس محمود عباس لإجراء مفاوضات الحل النهائي واحترام الاستفتاء الشعبي على نتائج متعلقة بالتفاوض وذلك مقابل وقف الهجمات على قطاع غزة وتحسين وضعه الاقتصادي واعتراف المجتمع الدولي بحكومة وحدة تشارك فيها حماس. ختاما ،فإننا نقول ربما يكون مقال الصحفي الأمريكي مجرد بالون حتى تتعلق به الأطراف الفلسطينية لا أكثر ولا ينبغي التفاعل معه اكثر مما يجب، وكذلك نذكر بأن السيد الرئيس محمود عباس طالب من جانبه المجتمع الدولي _في خطابه أمام الجمعية العمومية_للتحرك من اجل إنقاذ عملية السلام التي دمرتها إسرائيل، فإسرائيل هي التي تعطل ما يسمى بالعملية السلمية سواء أعطت حماس تفويضا للرئيس ام لم تعطه، فاليهود لا يريدون السلام والغرب يتآمر معهم ضد فتح وضد حماس وضد الشعب الفلسطيني بأكمله.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.