في ليلة كغيرها من ليالي قطاع غزة المألوفة والمحمومة بالدماء، ودّعت والدة الشهيدين: إيهاب وأكرم (23) و(22) عاماً ولديها اللذين ارتقيا جراء عدوان إسرائيلي استهدف بيت حانون ليلة السادس من أيلول الماضي، تقول الحاجة في وداعهما: "يا ليتني كنت شعرة في بدنهما ولا أفارقهما". هذا المشهد -الذي لا يقل قسوة عن فصول المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني بشكل يومي- يأتي في معرض الحرب الإسرائيلية تطهيرية الطابع والممارسة للنيل من الوجود الفلسطيني وصموده. فقد واصلت قوات الاحتلال خلال الشهور الثلاثة المنصرمة انتهاكاتها للقانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان على حد سواء، التي تُقترفها دون تمييز ضد المدنيين الفلسطينيين وممتلكاتهم في كافة أنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة. استمرت قوات الاحتلال، باقتراف المزيد من جرائم القتل العمد وانتهاكات الحقّ في الحياة بحقّ المدنيين الفلسطينيين، خاصة في قطاع غزة. [title]مدنيون شهداء[/title] وأظهر تقرير إحصائي لمؤسسة التضامن الدولي لحقوق الإنسان أن عدد الضحايا الفلسطينيين الذين قُتلوا على أيدي قوات الاحتلال خلال الفترة من 1/7/2012 - 30/9/2012، بلغ (17) شخصاً، بينهم (14) مدنياًً، أي ما نسبته 82.3 % من إجمالي عدد الضحايا، وقد شهد شهر أيلول ارتفاعاً في عدد الضحايا الفلسطينيين، حيث سُجل (11) ضحية مقارنة مع (4) ضحايا سقطوا خلال تموز، و(2) خلال آب. ووفقاً للمعلومات المتوفرة لدى مؤسسة التضامن لحقوق الإنسان، يبدو جلياً أن القوات الإسرائيلية قد استخدمت القوة المفرطة وغير المتناسبة في مواجهة المدنيين الفلسطينيين المحميين بموجب القانون الإنساني الدولي، ولم تراع- ولو بحدٍ أدنى- مبدأي التمييز بين الأهداف المدنية والعسكرية، أو التناسب في الرد على القوة العسكرية المقابلة. [title] صيادو غزة في الشباك[/title] وفي إطار استهداف الاحتلال للصيادين الفلسطينيين في غزة، فقد نفّذت الزوارق الحربية المتمركزة في عرض البحر شمال غرب بلدة بيت لاهيا شمالي القطاع، خلال شهر أيلول، (3) عمليات إطلاق نار استهدفت الصيادين الفلسطينيين، أسفرت عن استشهاد "فهمي صلاح أبو رياش"(22 عاماً)، وخسائر مادية جسيمة لحقت بقوارب الصيد. [title]الاعتقالات.. يومية وبالعشرات[/title] أما على صعيد الاعتقالات التعسفية والعشوائية، فقد استمر الاحتلال الإسرائيلي في أعمال التوغل والاقتحام، واعتقال المواطنين الفلسطينيين بشكل يومي في معظم محافظات الضفة الغربية وقطاع غزة، ليبلغ معدل الاعتقال اليومي 7-15 حالة. وغالباً ما ترافق عمليات الاعتقال معاملة مهينة ومتعمدة للمدنيين الفلسطينيين، والتنكيل بهم وإرهابهم أثناء اقتحام منازلهم، وإلحاق أضرار مادية في محتوياتها، وتدمير أجزاء منها. وخلال الفترة التي يغطيها التقرير، اعتقلت تلك القوات (730) مواطناً فلسطينياً، بينهم (13) امرأة و (95) طفلاً على الأقل، فخلال شهر تموز، اعتقل الاحتلال أكثر من (350) فلسطينياً، بينهم امرأتين و(30) طفلاً على الأقل، وفي شهر آب، اعتقل الاحتلال أكثر من (160) فلسطينياً، بينهم (8) نساء و( 28) طفلاً، أما في شهر أيلول فقد اعتقلت القوات الإسرائيلية أكثر من (220) مواطناً فلسطينياً، بينهم(3) نساء و(37) طفلاً. [title]موقف حاسم[/title] وقالت مؤسسة التضامن إنها تشعر :"بقلق بالغ" إزاء الانتهاكات الإسرائيلية المنهجية لحقوق الإنسان الفلسطيني، التي تشكل في معظمها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وانتهاكات أخرى جسيمة للقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان، مؤكدة على أن الاحتلال العسكري الإسرائيلي يشكّل في حد ذاته انتهاكاً خطيراً لحقوق الشعب الفلسطيني الإنسانية. وطالبت السلطات القائمة بالاحتلال بوضع حد لاستخدام القوة المفرطة ضد المدنيين الفلسطينيين العزل، وإلى التقيد بدقة بالتزاماتها ومسؤولياتها القانونية بموجب اتفاقية جنيف المتعلقة بحماية المدنيين في وقت الحرب. كما دعت المجتمع الدولي بكافة محافله إلى اتخاذ تدابير فعالة وفورية لضمان وقف العنف من جانب الاحتلال الإسرائيلي ووضع حد للانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان للشعب الفلسطيني في أرضه المحتلة.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.