شهدت دول العالم حالات إفلاس لشركات كبرى لها تاريخ معروف في مجال عملها وتخصصها، إلا أن تلك الشركات نجحت في مواصلة عملياتها التشغيلية تحت مظلة قانون الإفلاس وإعادة الهيكلة المالية.
ومن أمثلة ذلك، ما تعرضت له شركتا «فاني ماي» و«فريدي ماك» الأميركيتان المتخصصتان في الرهن العقاري، بداية الأزمة المالية العالمية سبتمبر 2008. وتمثل الشركتان نحو 50% من إجمالي سوق الرهن العقاري في الولايات المتحدة، التي تقدّر بـ12 تريليون دولار.
وهناك شركة «كوداك» التي تأسست منذ نحو 130 عاماً، وتقدر أصولها بـ5.1 مليارات دولار، إلا أن الشركة تقدمت في يناير 2012 بدعوى لإعادة تنظيم عملياتها، بعد ديون بلغت 6.75 مليارات دولار. كما أعلنت شركة «فوريفر 21»، الأميركية للأزياء في مطلع أكتوبر 2019، أنها تقدمت طوعاً بطلب للبدء في إجراءات إشهار إفلاسها، وفقاً لمواد الفصل 11 من قانون إفلاس الشركات بالولايات المتحدة.
ويتيح قانون الإفلاس الأميركي، مثلاً، للشركة المفلسة أن تواصل عملها بالإدارة نفسها التي حدث الإفلاس تحت قيادتها. وتستمر الشركات المفلسة في مزاولة نشاطها بموجب الفصل 11 الذي يوفر لها الحماية من الدائنين (مؤقتاً)، بعد إعلان إفلاسها، إلى أن تعيد تنظيم ديونها.
وتوصف قوانين الإفلاس الأميركية بأنها «متساهلة»، كونها تشجع الشركات على الاستمرار في مزاولة نشاطها، عبر الاقتراض وتقسيط الديون. وتالياً قائمة بأكبر الشركات التي أشهرت إفلاسها في الولايات المتحدة، وفقاً لمصادر، من بينها موقع «تن إنسايدر»:
1.«ليمان برذرز»
يعتبر «ليمان برذرز» رابع أكبر بنك استثماري في الولايات المتحدة. وتأسس البنك في عام 1850، وبلغ عدد موظفيه في عام 2008 نحو 26 ألف موظف.
في 15 سبتمبر 2008، تقدّم البنك لحمايته من الإفلاس بموجب الفصل 11 من قانون الإفلاس الأميركي في أعقاب نزوح جماعي للمتعاملين، وانخفاض قيمة الأصول من قبل وكالات التصنيف الائتماني بسبب أزمة الرهن العقاري. وصنف إفلاس «ليمان برذرز» على أنه الأكبر في تاريخ الولايات المتحدة.
2. «سي.آي.تي»
تأسست شركة «سي.آي.تي» المتخصصة بأنشطة تمويل النقل والمعدات في عام 1908، ووقعت في الإفلاس عام 2009. وقد عانت الشركة أزمة سيولة، وتقدمت بطلب للحصول على حزمة إنقاذ اتحادية، لكنه رُفض، ولذلك اضطرت إلى اقتراض ثلاثة مليارات دولار، ثم اتسع القرض إلى 4.5 مليارات دولار.
3. «إنرون»
تعتبر «إنرون» شركة عملاقة للطاقة، يقع مقرها في ولاية تكساس الأميركية. وقد أشهرت إفلاسها في الرابع من ديسمبر 2001، فيما تبلغ أصولها 65.5 مليار دولار.
4. «وورلد كوم»
تأسست شركة «وورلد كوم» العملاقة للاتصالات في عام 1983 تحت اسم «لونج ديستانس سيرفيس»، وتغير الاسم إلى «وورلد كوم» في عام 1995، ويرجع تاريخ الإفلاس إلى 21 يوليو 2002، فيما تبلغ أصولها 103.9 مليارات دولار.
5. «ميري - غو - راوند»
تعتبر «ميري - غو - راوند» من الشركات المتخصصة في عالم الملابس في الفترة بين السبعينات وحتى أوائل التسعينات. وقد تعثرت الشركة في منتصف التسعينات وأوقفت عملياتها نهائياً عام 1996، على الرغم من وصول عدد فروعها إلى 536 فرعاً.
6. «بين ويبر»
أوقفت شركة «بين ويبر» لإدارة الأصول والأسهم نشاطها في عام 2000، ليستحوذ عليها بنك «يو.بي.إس» السويسري. وتعتبر «بين ويبر» شركة عريقة تأسست في عام 1880 بولاية ماساتشوستس الأميركية.
7. «كونسيكو»
تقدّمت شركة «كونسيكو» للخدمات المالية والتأمينات في 17 ديسمبر 2002، بطلب للحماية من الدائنين أمام محكمة في مدينة شيكاغو بالولايات المتحدة، إذ كانت تعاني الديون، وتخضع لتحقيق اتحادي بشأن ممارساتها.
8. «باسيفيك غاز آند إلكتريك»
أشهرت شركة «باسيفيك غاز آند إلكتريك» العاملة في قطاع الغاز والكهرباء، إفلاسها في الرابع من يونيو 2001 في مدينة سان فرانسيسكو، وخسرت حينها أصولاً تصل قيمتها إلى 36 مليار دولار. وعادت الشركة في عام 2004 للعمل، لتصبح في العام التالي من أكبر الشركات أداءً.
9. «بان أميركان للطيران»
تعتبر شركة «بان أميركان للطيران» التي تأسست في عام 1927 واحدة من كبرى الشركات، لكنها اضطرت لإشهار إفلاسها في الثامن من يناير 1991 بعد تراكم الديون عليها.
10. «تكساكو»
أشهرت شركة «تكساكو» للنفط إفلاسها في الرابع من ديسمبر 1987 وتقدّر أصولها بـ 34.9 مليار دولار. وقد جاء إعلان الإفلاس بعد حكم قضائي قال إنها مدينة لشركة «بنزأويل» Pennzoil الأميركية بنحو 10.3 مليارات دولار، والمفاجأة أنها تعافت من «الإفلاس» بعد عام كامل، وأصبحت جزءاً من شركة «شيفرون».
11. «واشنطن ميوتوال»
تعتبر «واشنطن ميوتوال» أكبر مؤسسة ادخار وسادس أكبر مصرف في الولايات المتحدة بحجم أصول يبلغ 327.9 مليار دولار.
وقد تسبب القلق لدى المتعاملين من مخاوف الإفلاس للتدافع وسحب أكثر من 16 مليار دولار في غضون 10 أيام، ما أدى إلى تدخل الحكومة والاستحواذ على الأصول المصرفية وبيعها إلى «جي بي مورغان شايس» في صفقة بلغت 1.9 مليار دولار. ولجأت الشركة في اليوم التالي لطلب الحماية من الإفلاس.
12. «جنرال موتورز»
يعد إفلاس شركة «جنرال موتورز» أكبر عملية إفلاس لشركة صناعية في تاريخ الولايات المتحدة. ويبلغ حجم أصول الشركة 91 مليار دولار، وسجلت الإفلاس في يونيو 2009.
13. شركة «كرايسلر»
أشهرت شركة «كرايسلر» الأميركية إفلاسها رسمياً لدى محكمة الإفلاس في منطقة جنوب نيويورك في أبريل 2009. وقد سبق للرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، أن تنبأ بإشهار إفلاس «كرايسلر» التي تمتلك أصولاً تقدّر بـ39 مليار دولار. الامارات اليوم.