27.2°القدس
27.42°رام الله
28.86°الخليل
30.22°غزة
27.2° القدس
رام الله27.42°
الخليل28.86°
غزة30.22°
الثلاثاء 30 يوليو 2024
4.78جنيه إسترليني
5.24دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.02يورو
3.72دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.78
دينار أردني5.24
جنيه مصري0.08
يورو4.02
دولار أمريكي3.72

خبر: مش مطول...!

بسبب التغيير المستمر والسريع على قيادات المؤسسات كل 3 أشهر وزير، وكل شهر ونصف مدير، وكل ثلاثة أيام وثلث رئيس مجلس ادارة ..صارت عبارة "مش مطوّل"..هي الكبسولة اليومية التي يتداولها موظفو تلك المؤسسات أو من يتعامل معهم، للتعبير عن علاقة المسؤول بالمكان ، أو كجزء من الإجابة عن مدى نزاهة الأخير أو استقامته.. قبل يومين زرت أربع جهات حكومية على التوالي ، وحصلت على نفس الجملة من أصدقاء متفرقين ، فبعد ان أدخل المكتب ، و انتهي من شرب القهوة ، وأتبادل الأسئلة التقليدية معهم ، والعبث ما فيه الكفاية في "المكبس" و حبر "الطمس" و "شناكل" الورق ..كنت اطرح عليهم السؤال نفسه "كيف شايف فلان"؟؟؟..فيجيبوا بحركات مختلفة أكثرها شيوعاً أن "يطعج" الصديق لسانه داخل فمه من حرارة الدخان مطفئاً عنق السيجارة في المكتة لافظاً عبارته بثقة ودراية : " مش مطوّل".. اربع مؤسسات بــأربع اجابات عن "اربع مش مطولين"..أوحت لي بكتابة هذا المقال عن المزاج الأردني الذي صار يفتقر جداً للثقة بصاحب القرار ويعيش في حالة مؤقتة لا حالة استقرار.. ظاهرة "مش مطوّل" هذه التي أخذت بالشيوع بمختلف مؤسسات الدولة من الأعلى الى الأسفل ، سببها ان (المزاج) هو الذي يحكم التعيين ورسم السياسة لا الكفاءة والحكمة ، فصرنا نعين المسؤول على سيرته "التسحيجية" لا سيرته الذاتية، فقط لنملأ الفراغ الوظيفي، بغض النظر ان كان الرجل على قدر المسؤولية أم لا...وبالتالي صار لدينا بفضل سياسة المناكفة ومكافأة الأخفض صوتاً والأعلى "سحجة" .. حكومة " مش مطولة" و مجلس نواب "مش مطول"..ورئيس مجلس أعيان "مش مطول"..ومدير مستشفى "مش مطول".. ومدرب منتخب "مش مطول" ..ورئيس بلدية "مش مطول"..ومحافظ " مش مطول" ..ورئيس التحرير "مش مطول"..والحجة فزة " مش مطولة" ..وأبو يحيى "مش مطول".. اذا كان كل هؤلاء " مش مطولين" ! فهذا يعني ان "حالتنا" مطوّلة!