21.79°القدس
21.22°رام الله
19.42°الخليل
22.35°غزة
21.79° القدس
رام الله21.22°
الخليل19.42°
غزة22.35°
الأحد 05 مايو 2024
4.66جنيه إسترليني
5.24دينار أردني
0.08جنيه مصري
4يورو
3.72دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.66
دينار أردني5.24
جنيه مصري0.08
يورو4
دولار أمريكي3.72

خبر: حرب سورية تركية؟

الحدود السورية ـ التركية تعيش حاليا حالة من التوتر ربما تؤدي إلى انفجار حرب بين البلدين إذا لم يتم تطويقها بسرعة. أمس الأول انطلقت حفنة من القذائف من الجانب التركي من الحدود أدت إلى مقتل مواطن سوري كردي. وأمس هطلت قذائف انطلقت من الجانب السوري باتجاه قرية اكجاكالي التي تقع قبالة مركز تل ابيض الحدودي السوري الذي شهد معارك ضارية في الآونة الأخيرة بين الجيش والمعارضة السورية المسلحة. القذائف السورية أدت إلى مقتل خمسة أتراك جميعهم من آسرة واحدة، الأمر الذي دفع بالسيد رجب طيب أردوغان إلى الاجتماع مع كبار مستشاريه لبحث الأزمة ودراسة كيفية الرد، كما طالبت حكومته حلف الناتو بالرد على هذا العدوان السوري على حد وصفها. من الواضح أن السلطات السورية التي تعتبر تركيا عدوها الأول بسبب تحولها إلى مركز عبور للمقاتلين الذين يريدون إطاحة النظام السوري، ومركز تمويل وإمداد لقوات الجيش السوري الحر بالأموال والأسلحة القادمة من دول الخليج وخاصة المملكة العربية السعودية ودولة قطر، هذه السلطات تريد جر السيد اردوغان إلى معركة أو حرب إقليمية. إطلاق القذائف من الجانب السوري، ومقتل خمسة أتراك هو رسالة استفزاز سورية إلى السيد اردوغان لدفعه إلى الرد مما يؤدي إلى تورطه في حرب ربما تؤدي إلى استنزاف تركيا ماليا وعسكريا وبشريا وتدمر كل انجازاتها الاقتصادية التي تمثلت في احتلالها المرتبة السابعة عشرة كأقوى اقتصاد في العالم. السلطات السورية مستاءة من تحويل مؤتمر حزب العدالة والتنمية الذي انعقد يوم الأحد الماضي إلى منبر للتحريض ضدها، وحشد العرب والجماعات الإسلامية خلف التحالف التركي ـ الأمريكي ـ الخليجي الذي يريد إطاحة النظام السوري. هذا الاستياء انعكس في الهجوم السوري الإعلامي غير المسبوق على الرئيس المصري محمد مرسي الذي قال في كلمته أمام المؤتمر بأنه لن يعرف طعم الراحة إلا بعد سقوط الرئيس الأسد، والسيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" الذي أبدى مساندة للثورة السورية وتعاطفا مع معاناة الشعب السوري تحت النظام الديكتاتوري. النظام السوري بدأ ينتقل من خطط الدفاع إلى خطط الهجوم في تعاطيه مع الأنظمة التي تريد إسقاطه وخاصة تركيا، بعد أن تأكد من دعم الروس والصينيين والإيرانيين المطلق، وتردد حلف الناتو في التدخل عسكريا لصالح المعارضة المسلحة على غرار ما حدث في ليبيا. ويأتي تركيز هذا النظام على تركيا لأنه بات يدرك أن المعارضة التركية والممثلة في حزب الشعب، باتت تحسن شعبيتها في أوساط الناخب التركي بسبب معارضتها لسياسة اردوغان الداعمة للمعارضة السورية والمطالبة بعلاقات أفضل مع حكام دمشق تقوم على التعاون وليس المواجهة. السيد رجب طيب اردوغان أذكى من أن ينجر إلى حرب مع سورية، ويقع في المصيدة التي نصبتها له دمشق بعناية فائقة، لأنه يدرك جيدا أنه وحزبه سيكونان الخاسر الأكبر ومن ورائهما الشعب التركي، وبما يؤدي إلى نسف انجازاته الاقتصادية التي أدت إلى فوزه في الانتخابات أكثر من مرة، وتربعه على سدة الحكم لأكثر من عشر سنوات. الأتراك لم يردوا على إسقاط طائرة استطلاع لهم في المياه الإقليمية السورية في حزيران (يونيو) الماضي وبلعوا الاهانة لأنهم يعرفون جيدا الأهداف التي تريد سورية تحقيقها من وراء هذا العمل غير المسبوق، أي جرهم إلى الحرب، ومن المرجح أنهم، ورغم صراخهم السياسي العالي تجاه مقتل خمسة من أبنائهم سيتعاملون مع هذا الاستفزاز المتعمد مثل تعاملهم مع حادثة إسقاط طائرتهم ومقتل طياريها. لا نعرف ما إذا كانت حكومة السيد اردوغان ستستوعب هذه الرسالة السورية الواضحة العبارات أم لا، بحيث تتوقف عن دعم المعارضة السورية المسلحة وتسهيل وصول الأموال والأسلحة إليها عبر أراضيها، ولكن من الواضح أنها تتعامل مع الضغوط السورية عليها بواقعية، وهذا يتضح من مد اردوغان غصن زيتون إلى حزب العمال الكردستاني المدعوم من سورية، ودعوته له إلى استئناف المفاوضات مجددا للتوصل إلى هدنة لوقف العمليات العسكرية التي يشنها ضد القوات التركية في جنوب شرق تركيا. المقربون من السيد اردوغان يتحدثون في مجالسهم الخاصة عن خيبة أمل كبرى تجاه العرب والأمريكان معا، لأنهم حرضوهم على اتخاذ موقف قوي وداعم للمعارضة السورية المسلحة، ووعدوهم بالدعم، ثم تخلوا عنهم، ولم يستجيبوا لطلباتهم بالتدخل العسكري لإسقاط النظام السوري، أو إقامة مناطق حظر جوي توفر القاعدة لانطلاق الجيش السوري الحر والجماعات الإسلامية المساندة له لشن عمليات ضد النظام واستيعاب اللاجئين. سورية الآن تعيش ظروفا عصيبة، وتتوالى عليها الضربات، ولكنها باتت أكثر ثقة بعد صمود النظام لحوالي عشرين شهرا، وبدأت في تصدير الأزمة إلى جيرانها وتركيا على وجه الخصوص، ومن غير المستبعد أن يكون الأردن الهدف الثاني لاحقا.