12.23°القدس
11.99°رام الله
11.08°الخليل
14.71°غزة
12.23° القدس
رام الله11.99°
الخليل11.08°
غزة14.71°
الخميس 26 ديسمبر 2024
4.58جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.58
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.65

خبر: أحلام متواضعة في أكتوبر

السبت هو السادس من شهر أكتوبر، في مثل هذا اليوم قبل (39 عامًا) حطمت الجيوش المصرية المنتصرة خط (بارليف) الشهير، وحققت أول نصر على قوات الاحتلال الصهيوني في العصر الحديث، لم يتكامل النصر بسبب غياب إرادة النصر الكامل عند القيادة السياسية في ذلك اليوم. النصر النسبي أو المحدود أعاد ولا شك الروح إلى الشعب المصري والفلسطيني والشعوب العربية، على الأقل لأنه أسقط نظرية (الجيش الإسرائيلي لا يقهر)، ونظرية (مفيش فايدة في العرب ولا في الجيوش العربية)، وبهذا النصر المحدود تغيرت نظريات عسكرية تقوم على التحصينات اللوجستية، لتحل محلها نظرية (الإنسان أولاً). وسقطت وإلى الأبد نظرية الحرب الخاطفة السريعة، ونظرية نقل المعركة إلى أرض العدو التي ربى من خلالها (ابن غوريون) جيش الاحتلال عند تأسيسه. في السادس من أكتوبر من عام 1973م أعاد الجيش المصري إلى مصر الكبيرة الكرامة التي مزقتها الهزيمة في حرب الأيام الستة في عام 1967م. لقد ارتبطت كرامة مصر بالجيش وبالنصر، وارتبطا معًا (الشعب والجيش) بالله أكبر، الهتاف الذي كان مفتاح النصر والذي زلزل حصون خط بارليف العظيم. مصر التي تقدمت نحو النصر في أكتوبر 1973م، لم تواصل الطريق العزيز المحبب لشعبها، إذ تسلط عليها قادة سياسيون فاشلون دمروا ما صنعه الجيش في أكتوبر، وتراجعوا بمكانة مصر، ولم يبنوا لها منزلة رفيعة على قواعد نصر أكتوبر العظيم. مصر التي انتصرت في أكتوبر فقدت كل شيء في عهد الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك. السبت 6/10/2012 هو الاحتفال الأول لمصر بالنصر في عهد الرئيس محمد مرسي, صحيح أن مرسي احتفل بالذكرى في شهر رمضان المبارك، حيث يعرف النصر بالتوقيت الهجري بالعاشر من رمضان، ويومها سمعنا خطوطًا عريضة لسياسة مصر الجديدة في عهد الثورة، وصفقنا لكلمات مرسي الثورية، وما زالت مصر على العهد تراقب وتنتظر وتصفق لرجل الدولة والثورة. وبهذه المناسبة أقول في أذن الدكتور مرسي لقد فرحت غزة مرتين فرحًا يماثل فرح الشعب في مصر أو فرحًا يتجاوزه، الأول يوم 6 أكتوبر حيث حسبت غزة أن النصر سيتواصل حتى تحرير القدس وفلسطين، وهذا لم يحدث. والثاني يوم نجاح الثورة في 25 يناير وفوز محمد مرسي بالرئاسة، ومازالت غزة تعتقد أن الثورة ورئاسة مرسي سيحققان لغزة بعض أحلامها ويخففان عنها بعض آلامها. لا تلمني أخي القارئ لنزول سقفي لموضوعات هي دون التحرير بكثير، فقد عودني أكتوبر، وعودتني الحياة الواقعية حتى في الأحلام، فنحن نريد من محمد مرسي (كهرباء-ووقودا) مدفوع الثمن لكي نضيء بيوت غزة ونشغل مصاعد العمارات العالية، التي تحولت بغياب الكهرباء على مدى 12 ساعة يوميًا إلى سجن لكبار السن والنساء والمرضى. ليس عيبًا فينا أن نتواضع في أحلامنا، ولكن العيب والعار فيمن يقتل أحلامنا المتواضعة بنظريات فاسدة تخدم الاحتلال وتكرس المعاناة. أبارك لمصر أكتوبر، وأطلب منها منح أحلامنا الحياة.