فشل الصهاينة في اقتحام المسجد الأقصى المبارك أمام عزيمة أبطال الانتفاضة الثانية المعتصمين بداخله، والذين تصدوا ببسالة للهجمة الهمجية التي قادها مستوطنون متطرفون وأعضاء من الكنيست وسياسيون وحاخامات صهاينة قدموا لاقتحامه بحجة أداء طقوس تلمودية في باحاته بمناسبة ما يسمى بـ "عيد العرش" اليهودي بدعوة من قبل جماعة يمينية متطرفة تدعى "رفتاه" تحت حماية الجهات الأمنية الصهيونية التي دفعت بآلاف من عناصر الشرطة وحرس الحدود ووحداتها الخاصة وفرق الجيش إلى المدينة ونشرتها على مداخل المسجد الأقصى ومنعت المقدسيين من دخوله، واعتدت عليهم بالضرب المبرح وقد أسفر عن إصابة العشرات واعتقال عدد كبير من المقدسيين. إن الاعتداءات الصهيونية المتكررة على المسجد الأقصى المبارك بانتهاك قدسيته وتدنيس مسرى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من قبل عصابات وجماعات يهودية متطرفة، يفسر حقيقة السلوك الصهيوني العنصري الهمجي الحاقد على المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية على حد سواء، فما قام به المتطرفون الصهاينة من كتابة الشعارات اليهودية العنصرية على جدران ومداخل القدس المسيئة للسيد المسيح عليه السلام تأتي متزامنة مع الفليم الأمريكي المسيء للإسلام لاستفزاز مشاعر المسلمين. حيث يعيد هذا المشهد إلى الأذهان مجددا ما حدث في الأقصى عام 2000م من مواجهات راح ضحيتها العشرات دفاعا عن الأقصى عندما أقدم المجرم شارون ومعه عصابات سفك الدماء من الشرطة والجنود والمخابرات الصهيونية المدججة بالسلاح لاقتحام المسجد الأقصى تحت حجج وادعاءات وافتراءات كاذبة بزيارة "الهيكل المزعوم" الذي لا وجود له إطلاقاً لا فوق ولا تحت الأرض. وقد تسبب هذا التصعيد الإسرائيلي الخطير حينها -في هذا الوقت تماما- بإشعال الأراضي الفلسطينية فيما عرف بانتفاضة الأقصى، حيث سرعان ما امتد لهيب نار غيرة وحرقة الاعتداء على المسجد الأقصى عند المقدسيين إلى عرب الداخل وجميع الأراضي الفلسطينية التي هبت وقامت بمظاهرات عارمة نصرة لأولى القبلتين وثالث الحرمين وتستنكر الصمت العربي والإسلامي لوقف هذا الاعتداء السافر والعبث والتحدي والاستفزاز والاستهتار الصهيوني بتراثهم ومقدساتهم وطالبوهم بالنفير وشد الرحال للدفاع عن الأقصى والقدس. يبدو أن الصهاينة لم يستخلصوا الدروس والعبر من المواجهات السابقة وفي مقدمتها إصرار الشعب الفلسطيني على الدفاع عن مقدساته ودرء أية مخاطر تتهدد الأقصى والتصدي لمحاولات التهويد للمدينة المقدسة مع إيمانهم بأن للبيت ربا يحميه. ولعل خطورة هذا التصعيد الصهيوني المتواصل وممارساته واستفزازاته المتكررة بانتهاك حرمة المقدسات وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك قد يشعل شرارة جديدة لا يعلم احد مدى تداعياتها وانعكاساتها على المنطقة خاصة وان المسجد الأقصى يشكل خطا احمر ليس فقط للشعب الفلسطيني بل وللأمتين العربية والإسلامية. فكل ما جرى ويجري في القدس قد يدفعنا الآن إلى دق ناقوس الخطر والتحذير من مغبة التمادي في السكوت على الضيم واللامبالاة في مواجهة الاعتداءات الصهيونية المتكررة على المسجد الأقصى ومخاطر التهويد والضم والحفريات. فالقدس الشريف ترزح تحت نيران احتلال صهيوني بغيض يهدف إلى طمس هويتها العربية وحضارتها الإسلامية، فلو ربطنا هذه التطورات التصعيدية الصهيونية بالإعلان عن بناء مستوطنات جديدة في القدس وتوسيع المستوطنات القائمة ومصادرة المزيد من الأراضي في تلك الأحياء العربية ومواصلة التعدي على المقدسيين مسيحيين ومسلمين، لأدركنا حجم المؤامرة الكبرى وتأكدت لنا حتمية الدعوة للحذر واليقظة والتنبه والمطالبة بالإسراع بقيام تحرك عربي وإسلامي حازم قبل فوات الأوان. لذا لابد من تحرك عربي وإسلامي لنصرة المسجد الأقصى من الأطماع الصهيونية ومقاومته بكل الوسائل والإمكانات المتاحة، بتشكيل لجان حقوقية مختصة للدفاع عنه ومقاضاة الاحتلال في المحاكم والمحافل الدولية على كل ما يفتعله في القدس والمسجد الأقصى.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.