28.3°القدس
28.21°رام الله
29.42°الخليل
30.79°غزة
28.3° القدس
رام الله28.21°
الخليل29.42°
غزة30.79°
الثلاثاء 30 يوليو 2024
4.78جنيه إسترليني
5.24دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.02يورو
3.72دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.78
دينار أردني5.24
جنيه مصري0.08
يورو4.02
دولار أمريكي3.72

خبر: حب الإنترنت.. بداية جميلة ونتائج كارثية

انتشرت ظاهرة التعارف والحب والزواج عبر الإنترنت بسرعة غير متوقعة، حيث اعتبرها الشباب طريقة عصرية ومختلفة عن الطرق التقليدية للتعارف والزواج. ولكن التعارف بين الجنسين عبر الإنترنت أمر شائك وعليه الكثير من المحاذير الشرعية والاجتماعية، فهذه العلاقات تتسم بالكثير من الخيالية والبعد عن الواقع، كما يكثر فيها فرص التدليس والخداع والاستغلال والابتزاز، وقصص الضحايا في هذا المجال أكثر من أن تحصى. وتقول ثناء سالم (طالبة جامعية) "هذه الطريقة عصرية ومختلفة، ورغم كل سلبياتها فإنني أفضلها في الزواج وأشجعها لأنها تتيح اختيار الشريك بحرية تامة، وأيضا نتيجة ما نشاهده الآن من ارتفاع نسبة العنوسة، فهذه الطريقة تساعد الفتاة على التعارف والزواج، وتتيح للشاب أن يسبح في الخيال وكأنه يرسم لوحة ملونة لزوجة المستقبل ويرسم حبًا رومانسيًا، وتتيح كذلك للشباب والشابات التعارف لفترة طويلة عبر جهاز الكمبيوتر، فيتم الحوار والنقاش ويتعرف كل منهما على الآخر، لذلك لا أرى مانعًا من الحب من خلاله ومن ثم الزواج". أما كاميليا علي (طالبة) فتقول "لقد تعرف عليّ شاب عن طريق محادثة الإنترنت وقد أبهرني اتساع ثقافته وقوة أسلوبه لدرجة كنت أشاركه في مشكلاتي، خصوصا أن والديَّ لم يرزقا غيري، فلا يوجد لديَّ صديقات بسبب خوف عائلتي الشديد عليَّ، حتى أنهما لم يسمحا لي بزيارة أقاربي أو الخروج من المنزل، إلا فيما ندر، ومن خلال الانترنت تعرفت على ذلك الشاب؛ خصوصا عندما قال لي بأنه وحيد أهله أيضا، فأحببته لتشابه الظروف ولاهتمامه بي ولثقافته، واتفقنا على الزواج، ومرت سنة على ذلك حتى جاء شاب من بلدتي لخطبتي فأخبرته، وكم كانت دهشتي عندما قال إن ذلك الزواج لا يؤثر على الحب الذي بيننا، فقطعت علاقتي به فورا لأقتنع بأنني كنت أسبح في عالم الخيال". وتروي ليلى فتحي (موظفة بأحد البنوك ) تجربتها مع الحب عبر الإنترنت، فتقول إنها أعجبت بشاب على الإنترنت و"وجدت أنه يتقارب معي في أفكاري، فأصبحنا نتحدث كل يوم إلى أن تطورت العلاقة حتى أصبحت المحادثة هاتفية وفجأة اكتشفت الحقيقة، إنه كان يكذب عليّ بطريقته البارعة، وعلمت ذلك عن طريق صديقتي التي قالت لي إنه غير صادق معي، وأثبتت لي ذلك بأنها أنشأت علاقة معه وحادثته على الإنترنت، فوجدت أن كل العبارات التي كان يقولها لي هي نفسها التي استخدمها مع صديقتي، فقررت أن أواجهه بالحقيقة، مصممة على أن لا أدخل مرة غرفة "الدردشة" ولا أستخدم الإنترنت أبدا في اختيار شريك حياتي". ويقول د. فادي إبراهيم (أستاذ علم اجتماع) إن استخدام التكنولوجيا لإقامة علاقة حب مسألة تحتمل الكثير من الخطورة، و"الفتاة التي تتعرف على الشاب من خلال الانترنت ويغدق عليها الكلام المعسول لا يمكنها أن تعرف إن كان يخدعها أم لا، فالكلام المعسول الذي تسمعه الفتاة أو تراه على الشاشة قد لا يكون سوى حيلة ليلتقي بها الشاب ويغرر بها، وهذا ما نسمع ونقرأ عنه كثيرا، ولا ريب أن هناك علاقات قليلة جدا كتب لها النجاح". ويرى أن مواقع الشات وغرف المحادثة تعطي صورة مشوهة للمجتمع و"أول ما تسمع عن هذه الغرف يتبادر إلى ذهن العاقل الإسفاف وقلة الذوق والحياء، ولا يخفي على الجميع أن رواد هذه الغرف من المراهقين العابثين من الرجال والنساء، وتصرفاتهم صبيانية ليس إلا، ولتعلم كل فتاة تعتز بقيمها ودينها وتحافظ على كرامتها أن ترددها على غرف المحادثة هو تردد على أماكن مشبوهة وعيب لا تريد أن يعرف عنه أحد شيئًا، كما أن ما تقوم به من محادثة مع أجنبي يجب أن تستدرك معه أن الله مطلع عليها وتخشى أن تنزل بها عقوبة لما اقترفته من إثم". ويؤكد محمد علي (طالب بكلية الآداب بجامعة القاهرة) أنه وقع في حب سيدة متزوجة من إيطاليا عبر الإنترنت، مضيفا "في البداية لم أكن أعرف أنها متزوجة، وقد جاءت معرفتي بها عن طريق غرف المحادثات الأجنبية التي كنت أرتادها لتقوية اللغة لديَّ، وتوطدت معرفتي بها، ثم أخذنا نتحدث يوميًا بمعدل 7 ساعات، وبعد أن أحببتها اعترفت لي أنها متزوجة ولا تستطيع أن تبتعد عن زوجها، معلنة أنها تحبني، فقد وجدت مني الحنان والاهتمام اللذين تفقدهما في زوجها، وقد قررت أن أنهي علاقتي بها فورا". أما فضل علي (طبيب)، فيقول "لا أرى مانعا في تكوين هذه العلاقة على الإنترنت، خصوصا إذا كان الشخصان صادقين، وأنا لا أنكر أنني الآن على استعداد للزواج من فتاة تعرفت عليها بواسطة هذه التقنية ولست نادما على ذلك التعارف وبهذه الطريقة". ويحذر د. محمد علي (محلل نفسي) الشباب من الجنسين من تكوين أي علاقة غير سوية عبر الإنترنت؛ لأنها تؤدي إلى إصابات نفسية خطيرة مثل الاكتئاب الذي قد يقود صاحبه إلى الانتحار، مشيرًا إلى أن الشخص الذي يلجأ إلى الحب من خلال هذه الوسيلة، قد يعاني من أحد الأمراض النفسية المشهورة مثل مرض الخوف أو القلق. ويضيف "قد يكون يعاني من الاضطرابات الشخصية كالسيوكباتية أو الأحادية أو النرجسية أو مصابًا بمرض جنسي نفسي يعرف باسم "تلفون سكاتالوجيا" وتتميز هذه الشخصية بالرغبة الدائمة في الحديث عن الجنس". ويتابع "في رأيي إن هذا العيب ليس جديدا ولا مستغربا، فالشاب الذي يواعد فتاة لا يعرفها ويحادثها ويقيم معها علاقة بدون معرفة الأهل وبغير رباط شرعي، ويجعل من غرف الشات مسرحًا للقائهما، حتى ولو كان نيته الزواج بها، ليس بعيدا عليه أن تكون حياته سلسلة من القصص والمغامرات التي لا تنتهي عبر غرف الشات وبرامج المحادثات".