8.33°القدس
8.26°رام الله
6.43°الخليل
13.76°غزة
8.33° القدس
رام الله8.26°
الخليل6.43°
غزة13.76°
الخميس 26 ديسمبر 2024
4.58جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.58
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.65

خبر: (ماركة مسجلة)

نعم ولكن، علامة مميزة لمنتجات صائب عريقات، وآخرين في السلطة، أو قل هي ماركة مسجلة. المواطن الفلسطيني تائه لا محالة بين نعم ولكن، لأن الدبلوماسية الفلسطينية لا تملك قرارًا سياديًا. ولا أبالغ إن قلت إنها لا تملك الإرادة لامتلاك السيادة وامتلاك القرار الوطني، ومن ثمة فهي تستريح عادة في المنطقة الرمادية. الاستراحة الطويلة في المنطقة الرمادية تعني أن القضية الفلسطينية تراوح مكانها ولا تتقدم نحو الأمام، وتعني أن الاحتلال يتقدم نحو أهدافه. خذ مثلاً جديدًا على ما تقدم آنفًا، يقول صائب عريقات: "نحن اقتربنا من الحصول على دولة غير عضو في الأمم المتحدة، موعدنا نهاية الشهر القادم". ترجمة عبارته هو (نعم لدولة غير عضو)، ولكنه يستدرك على قوله بـ(لكن)، فيقول: (في اليوم التالي للتصويت سيستمر الاحتلال والاستيطان وستبقى المعابر بأيدي الإسرائيليين). وترجمة هذا أنه لا تغيير حقيقي في أرض الواقع. ثم يستمر بـ(لكن) في اتجاه معاكس فيقول: (ولكن الجميع يدرك أن الأمور السياسية والقانونية لن تكون كما كانت عليه). وهنا مربط الفرس كما يقولون!! لذا نقول لعريقات: كيف؟! كيف سنصبح في اليوم التالي للتصويت على أمور سياسية وقانونية مغايرة لما كنا نمسي ونصبح عليه حتى الآن؟! الرأي العام الفلسطيني يفتقر إلى إجابة شافية عن التساؤل الذي يثيره عريقات في كلامه الغامض، والأكاديميون الفلسطينيون يحاولون الإجابة ولكنهم لا يملكون الإقناع، لأن السلطة ذهبت إلى الأمم المتحدة مضطرة، ولم تذهب قناعة، فكيف لأكاديمي يحترم علمه أن يدعي الاقتناع، وأن يمارس الإقناع. بعد أن "خربت مالطة" كما يقولون ذهب عباس إلى عضوية غير كاملة في الأمم المتحدة، ولأنه لا قناعة عنده بما يفعل تأخرت هذه الخطوة فقط قرابة ثمانية عشر عامًا، الخطوات المهمة والمفيدة لا تتأخر عادة هذه المدة، بل يبادر إليها القادة لتثبيت مركزهم القيادي على أقل تقدير. الشك أداة علمية للوصولا إلى اليقين. هكذا قال الغزالي، وهكذا قال ديكارت، ونحن نشك في خطوة العضوية غير الكاملة ابتداء، ونشك فيما زعمه عريقات من تغيرات سياسية وقانونية على مركز فلسطين في العالم في السياسة وفي القانون. لذا نطالب عريقات بأن يمنح الشعب الفلسطيني فرصة اليقين من خلال شرح واضح مقنع، ويجدر به أن يجري استفتاء إلكترونيًا على الأقل على ما سيقوله. نعم ولكن. هي مفتاح معارك إعلامية متكررة، أدخلت المرض إلى نفوس الناس، وأدخلت الرأي العام الفلسطيني في متاهات جعلته على قناعة أن السياسة ملعونة، وأن ما يقوله الساسة إنما هو كذب في كذب، ومن ثم انصرفوا إما إلى المسلَّمات وإما إلى وسائل إخبارية غير فلسطينية لكي يحصلوا على بعض الحقيقة. نعم ولكن تساوي اللاقناعة، واللاقرار، وهي عينها المنطقة الرمادية التي لا يقين ولا مصداقية لها.