التصعيد العسكري الإسرائيلي ضد غزة يستهدف فرض معادلات جديدة على المقاومة وعلى الشعب في غزة . الأجهزة الأمنية في دولة الاحتلال تعرف جيدا حالة المقاومة في غزة، تعرف قدراتها المادية واللوجستية ، وهذا أمر طبيعي ، ولكنها لا تعرف قدراتها البشرية ، ولا أعني القدرة العددية وإنما أعني الإرادة والجاهزية للتضحية ، والتحول إلى قنابل بشرية متفجرة في كل مكان . إسرائيل مسكونة بغطرسة القوة المادية ، وبكثافة النيران ، ودقة الإصابة ولكنها في الوقت نفسه تجهل الشخصية الفلسطينية ، وبالذات الشخصية الاستشهادية التي تعلقت بالآخرة ، وزهدت في الدنيا. إسرائيل تحتاج إلى عشرات السنين لكي تدرك التحولات التي طرأت على الشخصية الفلسطينية في ظل المقاومة الإسلامية ، فأعادت الفلسطيني إلى روح الصحابة والأجداد الذين يرون الحياة في الجهاد وفي المقاومة . لن تقبل المقاومة بمعادل قتل الفلسطيني على النية والزعم بأن فلانا قتل لأنه يخطط لعملية عسكرية أو لخطف جنود من جنود الاحتلال زعم باطل .النيات لا يعلمها إلا الله ، والشعب الفلسطيني كله يمتلك نية المقاومة ، ورغبة النصر ، ويحلم بزوال الاحتلال ، فهل تبيح هذه النيات والرغبات والأحلام لإسرائيل قتل الشعب الفلسطيني ، وتدمير مستقبله؟!! قتل الأطفال ، أو جرحهم عدوان صريح لا علاقة له بأعمال المقاومة، العدوان الذي كان في رفح أول من أمس كان ( فعلاً عدوانياً )، وصواريخ المقاومة كانت ( ردة فعل) ولكل معادلة صهيونية معادلة تقابلها وترد عليها .وجيد أن تتوحد المقاومة في أعمالها لتدمير معادلات إسرائيل، ودفعها إلى التراجع . المعادلات الدموية الجديدة التي تحاول أجهزة الاحتلال فرضها في غزة هي جزء من خطط وبرامج مقرة في المستوى السياسي الذي ما فتئ في الأيام الأخيرة يلهب وسائل الإعلام بتصريحات نارية عن اجتياحات واسعة لغزة ، وعن حرب جديدة على غزة، وما فتئ يربط بين غزة وإيران ، ويجعلهما في سلة واحدة . لقد ذهب نتنياهو إلى الأمم المتحدة لإثارة حرب جديدة في الخليج العربي ، وفي نفس الوقت يزيد من تهديداته لغزة ، حتى يستغل العالم للقيام بأعمال عدوانية في غزة وفي المسجد الأقصى ، وفي الخليج العربي . المعادلات السياسية العدوانية معلومة جيدة لغزة ، والمعادلات العسكرية أكثر وضوحاً أمام الفصائل في غزة ، (وحق الرد) على العدوان هو ( أدنى الحقوق) الذي يجدر بكل فلسطيني أن يتمسك به.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.