عندما تتزوج الفتاة تكون أكثر لهفة واشتياقًا للحمل من زوجها، وتنتظر خبر حملها بفارغ الصبر، ولكن هناك بعض الحالات التي تأتي فيها الرياح بما لا تشتهي السفن؛ إذ يحدث ما لا تتمنى أيُّ امرأة سماعه، وهي عندما يحدث الحمل بالفعل ولكن الحمل خارج الرحم!
وفي هذا التقرير تعرض الدكتورة نجوى صالح، استشارية أمراض النساء والتوليد، حالة الحمل خارج الرحم، وتشرح أسبابها والأعراض التي قد تطرأ على المرأة الحامل، فتقول: إن تلك الحالة من الحالات التي نتألم فيها عندما نُبلغ أي امرأة أنها حامل ولكن خارج الرحم، لحظات قاسية تمر بها المرأة الحامل والتي لا بد أن يحتويها كل من حولها، كما نُطمئنها أن الحمل القادم سيكون طبيعيًّا.
الحمل خارج الرحم
وعادةً يُعرف الحمل خارج الرحم أو "الحمل المنتَبَذ" بأنه الحمل الذي يتم فيه انغراس البويضة المخصبة خارج التجويف الرحمي، ورغم وجود بعض الحالات النادرة، فإن الحمل خارج الرحم لا يكتمل؛ حيث لا تتوفر له البيئة المناسبة ليستمر.
ويعتبر الحمل الأنبوبي هو أكثر أنواع الحمل خارج الرحم شيوعًا، فبعد تخصيب البويضة وذهابها للالتصاق بجدار الرحم، يحدث خلل نتيجة التهاب قناة فالوب أو تمزُّقها، أو بعض الاضطراب في الهرمونات، وفي بعض الأحيان يكون السبب غير معروف.
أعراض الحمل خارج الرحم
وبخلاف أعراض الحمل العادية، قد تتطور بعض الأعراض في بداية الأسبوع السادس من الحمل، مثل نزيف مهبلي خفيف وألم شديد في جانب واحد من أسفل البطن، ويزداد سوءًا مع الأيام، ومن الأعراض أيضًا الألم الحاد في الكتف الذي قد يُفسَّر بشكل خاطئ لبُعده عن منطقة الرحم، وقد يحدث نزيف داخلي نتيجة تمزُّق قناة فالوب وتصبح الحالة طارئة؛ لأن النزيف يكون ثقيلاً جدًا ومصحوبًا بألم لا يُحتَمل، وغالبًا لا تظهر أي علامات تحذيرية قبل حدوثه،وتبلغ نسبة حدوث الحمل خارج الرحم ٢٪ من إجمالي حالات الحمل، ولا توجد وسيلة مؤكدة لمنع حدوثه، ولكن ينصح الأطباء بأخذ بعض الاحتياطات مثل الإقلاع عن التدخين عند وجود نية للحمل، واستخدام الوسائل الوقائية التي تمنع حدوث عدوى الجهاز التناسلي أو التهابات في الحوض.
طرق تشخيص الحمل خارج الرحم
يمكن للطبيب تشخيص الحمل خارج الرحم عن طريق فحص الحوض للتحقق من الألم، أو من وجود كتلة في قناة فالوب، حيث إنه في بعض الأحيان يكون من المبكر الكشف عن الحمل من خلال الموجات فوق الصوتية، إذا كان التشخيص موضع تساؤل، وقد يراقب الطبيب الحالة باختبارات الدم حتى يمكن تأكيد الحمل خارج الرحم أو استبعاده من خلال الموجات فوق الصوتية، في حالة الطوارئ، أي إذا كان النزيف شديدًا على سبيل المثال، قد يتم تشخيص الحمل خارج الرحم وعلاجه جراحيًّا.
وحيث إنه لا يمكن للبويضة المخصبة أن تنمو بشكل طبيعي خارج الرحم، وللحدّ من الأعراض الخطيرة والمضاعفات التي تهدد الحياة، فإن العلاجات المستخدمة لحالات الحمل خارج الرحم تكون لغرض وقف نمو الخلايا وإزالة الخلايا الموجودة إذا كان الوقت مازال مبكرًا، ومن الممكن أيضًا أن تُستَخدم جراحة المنظار، حيث يتم عمل شق صغير في البطن في السرة أو بالقرب منها، ثم يستخدم الطبيب أنبوبًا رقيقًا مُزودًا بعدسة كاميرا وضوء، حتى يتمكن من رؤية المنطقة بوضوح، أما في الجراحات الطارئة، وذلك في حالة تمزُّق قناة فالوب وحدوث نزيف شديد، تُجرَى العملية من خلال عمل شق في البطن لإزالة قناة فالوب، وفي بعض الأحيان يمكن إصلاح قناة فالوب، ولكن في الأغلب ينبغي إزالة الأنبوب المتمزق.