في ظل انتشار فيروس كورونا واتساع نطاق الإصابات في الصين، قفزت الطائرات المسيرة والروبوتات إلى الواجهة بوصفها أداة فعالة في نشر المعرفة بشأن الوقاية من العدوى، والقيام بمهام أخرى مثل فحص حرارة الجسم ورش المطهرات.
وأظهرت صورة التقطتها وكالة الأنباء الصينية "شينخوا"، استخدام طائرة مسيرة لفحص درجات حرارة السكان في ييتشون بمقاطعة جيانغشي.
وذكر تقرير لشينخوا أن الطائرة المسيّرة المزودة بعدسة تصوير حرارية بالأشعة تحت الحمراء ومكبر صوت، يمكنها اكتشاف الأشخاص المصابين بالحمى على مسافة معينة، وبث رسائل عن التدابير الوقائية للسكان.
وقال التقرير إنه بهذه الطريقة، يمكن كبح ومنع انتشار فيروس كورونا الجديد الذي حصد بانتهاء يوم الجمعة حياة 722 أشخاص.
وفي أماكن أخرى بالصين، يتم استخدام الطائرات المسيرة للقيام بدوريات في القرى والطرق الحضرية للتحقق من أي سلوك قد يسهم في انتشار الفيروس، مثل الأشخاص الذين لا يرتدون أقنعة في الأماكن العامة.
وذكر مشغّل طائرة "درون" بينما كانت تحلق فوق رأس سيدة مسنة في قرية بمنطقة هوهوت في منغوليا الداخلية: "أيها الجدة، لا تخرجي دون ارتداء قناع واق، ومن الأفضل أن تبقي في المنزل لتكوني آمنة"، وعلى الفور عادت المرأة المسنة إلى منزلها بعد أن ذكرتها الطائرة المسيرّة بكيفية حماية نفسها من الإصابة بالفيروس.
ومنذ اندلاع انتشار فيروس كورونا الجديد في ووهان، تقوم مقاطعة هوبي والقرى الريفية والمجتمعات المحلية في الصين بتوزيع المعلومات على الجمهور حول مخاطر الفيروس، والتوصيات باتخاذ تدابير وقائية.
وتعليقا على دور الطائرات المسيّرة في مكافحة كورونا، قالت ضابطة شرطة المرور في محافظة شويانغ بمقاطعة جيانغسو، تشيان شيوي، لوسائل الإعلام: "يمكن للطائرات المسيّرة لفت انتباه الناس وهي أكثر فاعلية من الطرق التقليدية لنشر مثل هذه التحذيرات".
وأضافت أن الناس سيتوقفون عندما تحلق طائرة مسيرة فوق رؤوسهم ويستمعون إلى تعليماتها لارتداء قناع وتجنب الأماكن المزدحمة، من بين "أوامر" أخرى.
وفي قرية دونغبياجوانغ في مقاطعة جينغدينغ، في مقاطعة هوبي، تم تكليف عدة طائرات مسيرّة برش المطهرات في الأيام الأخيرة.
روبوتات التطهير على الأرض
وإلى جانب الطائرات المسيّرة، يتم نشر الروبوتات بشكل متزايد في الخطوط الأمامية لمعركة الصين ضد الوباء من أجل الحد من مخاطر العدوى العابرة وتحسين الكفاءة.
وحاليا، تم استخدام أكثر من 30 روبوتا للتطهير في أجنحة العزل ووحدات العناية المركزة وغرف العمليات وعيادات الحمى في مستشفيات ووهان الرئيسية التي تستقبل مصابي فيروس كورونا لتوفير خدمة التطهير على مدار الساعة.
ووفقا لشينخوا، فقد دخل أكثر من 30 من روبوتات التطهير، التي صممتها وأنتجتها مؤسسة في شنغهاي، إلى المستشفيات الرئيسية في ووهان، مركز تفشي فيروس كورونا الجديد، لاحتواء انتشار الوباء.
وبحسب ما ذكر الرئيس التنفيذي لشركة شنغهاي تميروب المصنعة للروبوت، بان جينغ فإن الروبوت الأبيض لديه بخاخ بيروكسيد الهيدروجين على "رأسه" و9 مصابيح فوق بنفسجية في "بطنه"، ويمكنه إجراء أشكال متعددة من التطهير في البيئات التي يتعايش فيها البشر والآلات.
كذلك تبرعت شركات صينية أخرى بدفعة أولى من الروبوتات التي تعمل بتكنولوجيا الجيل الخامس إلى مستشفى في شنغهاي، ويمكن لهذه الروبوتات أن تساعد الطاقم الطبي في القيام بمهام تشمل الاستشارات والتطهير والتنظيف وإيصال الأدوية.
وتقوم جهات صينية أخرى صناعية وأكاديمية بتطوير روبوت يمكن أن يحل محل الممرضات في إجراء فحوصات الحلق للفيروس.
ويستخدم واحد من الروبوتات مجهّز بشاشة تفاعلية في تقديم توجيهات التشخيص وترويج المعرفة للمرضى بشأن الوقاية من الوباء في صالات المستشفيات، حسبما ذكر مطوروه.
ويتم استخدام روبوت آخر في تنظيف وتطهير الأرض في المناطق المعزولة وتوزيع الأدوية.