تتضارب الأخبار التي تتداولها وكالات الأنباء يوميًا، بشأن التوصل إلى عقار نهائي لعلاج فيروس الصين الغامض "كورونا المستجد"، الذي ما زال محل جدل على مستوى العالم، خاصةً بعد إعلان منظمة الصحة العالمة حالة الطوارئ الصحية، لتعزيز التكاتف الدولي، لتقويض انتشار هذا المرض، بعد تفشيه في 28 دولة، وتجاوز عدد الإصابات أكثر من 60 ألف حالة، ووصول عدد الوفيات إلى 1368 شخص.
قابلت منظمة الصحة العالمية هذه الأنباء بالرفض، حيث نفت أن تكون أي دولة على مستوى العالم، قد توصلت بالفعل إلى عقار نهائي لعلاج فيروس كورونا أو لقاح مضاد له.
كانت أكثر الدول تصدرًا، الأكثر تضررًا من الوباء، وهي الصين، حيث كشفت في السادس والعشرين من يناير الماضي، على لسان وزير صحتها، ما خياووي، عن التوصل لدواء مضاد لفيروس كورونا، بعد أن تسبب في قتل 56 شخصًا، وإصابة 1000 أخرين آنذاك، مشيرًا إلى أن العقار سيكون متوفرًا مجانًا خلال الساعات المقبلة، بعد انتهاء مراحل الاختبار الأخيرة.
ثم عادت الصين مجددًا في الخامس من فبراير الجاري، ليبث تليفزيونها الرسمي خبر مفاده أن فريق بحثي بجامعة تشيجيانغ الصينية، توصل لدواء فعال لعلاج المصابين بالفيروس الغامض.
وأوضحت الباحثة الرئيسية في حملة الصين لمحاربة فيروس كورونا الجديد، لي لانجوان، أن الاختبارات الأولية أظهرت أن عقارين "أبيدول ودارونافير" يمكن الاعتماد عليهما لعلاج الفيروس بشكل فعال في تجارب الخلايا المختبرية.
وأوصت لي بإدراج العقارين الجديدين في برنامج علاج لجنة الصحة الوطنية للالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا، مشيرة إلى عدم فعالية أدوية علاج الإيدز في مكافحة المرض الغامض.
وقال تشن زوبنغ، نائب رئيس المستشفى الأول التابع لجامعة تشيجيانغ، إن العقارين الذين تمكنا من علاج المرضى المصابين بالفيروس في مقاطعة تشيجيانغ، سيحلان محل الأدوية الأخرى، ذات الفعالية الأقل، في المرحلة المقبلة من علاج فيروس كورونا.
في تلك الأثناء، صرح العالم الرئيسي الذي يقود أبحاث بريطانيا للوصول للقاح فيروس كورونا، إن فريقه حقق "طفرة كبيرة" في الوصول لعقار مضاد للفيروس.
وأكد البروفيسور روبن شاتوك، رئيس قسم الأمراض المناعية في جامعة إمبريال كوليج في لندن، أن العقار المضاد في طور الاختبار اللقاح على الحيوانات، مع احتمال البدء بالاختبارات على البشر الصيف المقبل، وعادة ما تستغرق الأساليب التقليدية ما بين سنتين إلى 3 سنوات، لتطوير العقار في المرحلة الأولى، ولكننا استطعنا عبور هذه المرحلة في المختبر خلال 14 يومًا.
وفي 6 فبراير الجاري، أعلنت الشركة الأمريكية جيلياد للعلوم، موافقة وزارة العلوم والتكنولوجيا الصينية واللجنة الوطنية للصحة والإدارة الوطنية للمنتجات الطبية في الصين، على تسجيل التجارب السريرية على عقار "ريمدسيفير" المضاد للفيروسات.
وأوضح رئيس برنامج التجارب السريرية للدواء، تساو، أن الدواء أظهر في تجارب سابقة على الخلايا والحيوانات نشاطًا جيدًا مضادًا لفيروس سارس وكورونا MERS coronavirus، مشيرًا إلى أن الدراسات الحديثة، التي أجريت على الدواء في الصين، أظهرت أيضا نشاطًا جيدًا مضادًا لفيروس كورونا المستجد.
ثم عادت الصين مجددًا في الثاني عشر من فبراير، لتعلن ماري بول كيني، الرئيسة المشاركة في اجتماع منظمة الصحة العالمية بجنيف، لبحث وضع كورونا، أن علماء صينيين يختبرون عقارين مضادين للفيروسات على فيروس كورونا، وإن النتائج الأولية للتجارب السريرية ستظهر بعد أسابيع.
وأوضحت كيني أنه تم إعطاء عدد من المرضى تركيبة من العقارين ريتونافير ولوبينافير المضادين للفيروسات، لافتة إلى أنه "سيكون ممتازًا إذا نجح ذلك، لأن هذا العقار متوافر بالفعل كصيغة شاملة لعلاج الإيدز".
ومع ازدياد حالات الإصابة والوفيات، بدأ أمر التوصل لعقار جديد ملحًا، وأخذ شكل تحالفات، حيث شكل علماء في الولايات المتحدة واستراليا تحالفًا، بدأ في استخدام تقنية جديدة يمكنها أن تساعد في تطوير سريع للقاح مضاد لفيروس كورونا.
وعادة ما يستغرق التوصل إلى أي لقاح سنوات طويلة، تشمل عملية مطولة من الاختبار على الحيوانات والتجارب السريرية على البشر والموافقات التنظيمية، لكن ذلك التحالف الدولي الجديد والتكنولوجيا الجديدة، توقع التوصل إلى لقاح في غضون 6 أشهر فقط
ورغم هذه الإعلانات الكثيرة للدول إلا أنه لا توجد أي دولة أعلنت إلى الآن شفاء أي حالة مصابة بكورونا بفضل العلاجات المزعومة.
وحسمت منظمة الصحة العالمية هذا الخلاف، فأعلنت أنه لم يتم التوصل إلى أي علاج فعال لفيروس كورونا وقللت المنظمة من أهمية الأخبار والتقارير الإعلامية التي أشارت إلى اكتشاف عقاقير ”مبتكرة“ يمكنها علاج المصابين من الفيروس.
وقالت: حتى الآن ، لا يوجد دواء محدد موصى به لمنع أو علاج فيروس كورونا، وتساعد منظمة الصحة العالمية في تسريع جهود البحث والتطوير مع مجموعة من الشركاء.
وشكلت المنظمة 10 فرق بحثية للتوصل إلى أسباب وطرق انتقال الفيروس وللأدوية المعالجة له وكذلك اللقاحات المضادة للفيروس وإلى الآن لم يتم التوصل إلى علاج لكورونا، وعقدت منتدى أول أمس يضم 400 عالمًا لبحث هذا الأمر.