22.79°القدس
22.55°رام الله
21.64°الخليل
26.38°غزة
22.79° القدس
رام الله22.55°
الخليل21.64°
غزة26.38°
الثلاثاء 08 يوليو 2025
4.55جنيه إسترليني
4.71دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.92يورو
3.34دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.55
دينار أردني4.71
جنيه مصري0.07
يورو3.92
دولار أمريكي3.34

خبر: "فتاش"..حكاية معاناة في سجون الاحتلال والسلطة

تشعر عائلة الشيخ "عزيز فتاش" بمرارة بعده عن البيت وتواصل اعتقالاته المتبادلة بين أجهزة الضفة وقوات الاحتلال، فخلال ربع قرنٍ من الزمن عاش الجميع ظروفاً مريرةً، وغيبته "محاكم العدى" عن منزله لسنواتٍ طويلة. قصته بدأت عام 1987 مع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى، ولم تنته في تشرين أول 2012، حين مددت محاكم السلطة اعتقاله لـ 15 يوماً. وتعرف مدينة سلفيت تماماً ابنها الوفي "عزيز فتاش"، فالرجل الذي ولد فيها عام 1966 م، يعد من أبرز الوجوه الوطنية وخيرة المناضلين من "أبناء البلد"، وهو متزوجٌ وأبٌ لخمسة أبناءٍ بينهم ثلاثة من الذكور وبنتين. ينتمي الشيخ عزيز لعائلةٍ معروفةٍ بحرصها على العلم والتعليم، وقد سار على هذا النهج، فالتحق بجامعة النجاح ليدرس الشريعة الإسلامية في 1986، ولكن مع اندلاع الانتفاضة انخرط في إدارة فعالياتها وتوجيه دفتها وصار من رموز التصعيد وفرسان السواعد الرامية لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" في مدينته، حتى اعتقلته قوات الاحتلال مبكراً. تعاقبت مسيرة الاعتقالات، فـ"أبو محمد" لم يكد يتنسم هواء الحرية حتى يعود الاحتلال لاعتقاله من جديد، بزعم أن حريته بحد ذاتها هي الخطر على أمنه المزعوم. تسببت الاعتقالات المتلاحقة بتأخير تخرجه من الجامعة، فقضى فيها 10 سنواتٍ، حتى حصل على شهادة بكالوريوس في تخصص الشريعة عام 1996. ورغم ما واجهه من متاعب في تحصيل شهادته العلمية الأولى، أبدى إصراراً صوب المستقبل رغم العقبات الكؤود، فالتحق بعد تخرجه ببرنامج الماجستير في الجامعة ذاتها، لكنه لم يستطع إكمال الدراسة أيضاً بسبب الاعتقالات المتكررة، لا سيما بعد دخول أمن الضفة على الخط. [title]رجل السجون[/title] وللشيخ فتاش تجربةٌ ثريةٌ في الحياة الاعتقالية، فبالكاد تذكر سجناً لم تطأه قدماه، حتى صارت كلمات "البوسطة" و"الأمتاناة" و"الشوتير" و"الخوفيش" وهي عباراتٌ عبريةٌ لكلٍ منها دلالة اعتقالية جزءاً من قاموس يومياته. وتسجل عائلة الشيخ فتاش في قاموسها أنه اعتقل آخر مرةٍ في سجون الاحتلال عام 2006، لكنها تعجز عن تسجيل عدد الاعتقالات الكبير لدى أمن الضفة، حيث قضى أكثر من عامٍ ونصف العام في سجونها. اعتقل أبو محمد آخر مرةٍ من قبل أجهزة الضفة في 19/9/2012، حيث متوجهاً إلى المسجد لصلاة العصر فأوقفته قوةٌ عسكريةٌ من جهاز "الوقائي" في الشارع وقامت بنقله لمقر الجهاز، وهناك تم تمديد اعتقاله مدة 15 يوماً، انتهت فعاد الجهاز لتمديد اعتقاله مرةً أخرى في 4/10/2012، لمدة 15 يوماً أخرى دون ذكر التهم أو الأسباب التي اعتقل على خلفيتها. [title]الضحايا كثرٌ[/title] ويبدي أهالي سلفيت تضامنهم مع الشيخ وعائلته وهم يعلمون أن كل من يمت لهم بصلةٍ يعاني ظلم الاحتلال وأجهزة الضفة معاً، فمحمد الابن البكر للشيخ فتاش معتقل في سجون الاحتلال دون محاكمة منذ تاريخ 23/5/2012 وهو طالب تمريض جامعة النجاح في سنته الدراسية الثالثة وهو معتقل سابق لدى جهاز "الوقائي" في سلفيت وأريحا. وباعتقال "أبو محمد" امتدت المعاناة لشرائح أوسع في سلفيت، فالرجل يعمل معلماً للتربية الإسلامية في مدرسة ذكور سلفيت الثانوية ويدرس طلبة الثانوية العامة (العامة) الذين باتوا أيضاً متأخرين في منهجهم الدراسي بسبب استمرار اعتقاله.