15.85°القدس
15.65°رام الله
14.97°الخليل
19.75°غزة
15.85° القدس
رام الله15.65°
الخليل14.97°
غزة19.75°
السبت 23 نوفمبر 2024
4.64جنيه إسترليني
5.22دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.86يورو
3.7دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.64
دينار أردني5.22
جنيه مصري0.07
يورو3.86
دولار أمريكي3.7

خبر: ياسمين ... من له قلب؟ "قصة ألم "

يمتلكون قلوباً... قُلْ : لا, يعرفون ما يحدث بيننا, ولْتَقُلْ : نعم, وحين تتراكم المعطيات من حصار وألم وجراح وانقسامٍ, لتفرز معاناة قسِّمتْ على الجميع وبنسب متفاوتة. هل أطلَّ الفجر وأنا نائم ؟ تتساءل!! لم تدرِ ولم ترد أن تعرف, من لي؟ تواسى نفسها!! تنهدت بعمق, وأسدلت ستائر عينها مغمضة, ضاغطة على دمعة جفت مع طول الأمل, ضاقت عليها الأرض بما رحبت, وظنت بالله الظنونا. في جسمها كائن غريب, أو قل ناراً أو لهيب, نَحَلَ الشعر, هَزُلَ البدن, وخُفِضَ الصوت, ومُنعَ عنها الدواء, بسبب الحصار, تراها..... ليتك لم ترها, كأنك تريد أن تقطع من جسدك قطعة لتواسي جراحها, تنظر إلى ببؤبؤي عينها المتحركتين , واللتان تحملان دمعة أكبر من حجمها, وتقول لي ...................... كن انساناً. الطفلة ياسمين لم تتمكن ياسمين ناصر أحمد ناصر الطفلة المصابة بالسرطان الحصول على دوائها الممنوع من دخول القطاع لعدة اسابيع, ياسمين ابنة التسعة أعوام, لا تقوى على الحراك, فقد سيطر المرض على جهازها العصبي ليتضرر بالكامل, بسبب السرطان الذي أصاب دماغها, وتكاثر فيه. نقص الدواء كان المعيق الأصعب في لحظات الأمل المتناثرة, والتي تقاتل المرض اللئيم, فياسمين واحدة من أولئك المصابين بأمراض مزمنة على اختلاف أشكالهم, والذين يسيرون نحو الموت مُعْتَجِلِي الخطى في ظل وقف امداد غزة بالدواء, هنا ابْتُلِيَ المؤمنون وزلزلوا زلزالاً شديدا, حينما وقف امداد الدواء من رام الله, والاحتلال, والخارج. حين تخاطبك ... تقتلك بنظراتها. بلسان متلعثم ودموع اغرورقت عينيها, ورسمت انحناءات وتجاعيد على وجهها, خاطبتني ياسمين قائلة: "أنا إيش ذنبي يقطعوا عني الدواء.... ألست فلسطينية" ... تسكت قليلاً , يخالطها الألم بالبكاء, فتشعر أن قلبها من يتكلم وتتابع " أنا نفسي يرجع إلي الدواء حتى أشفى". والد حائر أما أبوها العاطل عن العمل والذي لا يقوى على إعالة أسرته المكونة من خمسة بنات، فيقول وهو يتظاهر بتماسك نفسه: "هذه الفترة أصعب أيام حياتي فزوجتي ترافق ياسمين في رحلتها العلاجية المتكررة والطويلة متنقلةً بين المشافي، تاركةً خلفها بناتي، ولذلك أنا من يعيلهن ويتحمل مسؤوليتهن". حين قرأت أنا المحرر ... بكيت, وحينما حررت .... بكيت ويا ليت دمعي مالاً أو قل: دواءً أو قل: غذاءً أو قل : كساءً , خانتني عاطفتي, ورجعت قليلاً لمفاهيم البشر, لعلي أضع نقاطاً تصطاد حروفاً تُهَجِّيها ألسن أصحاب القلوب الرحيمة, ليساعدوا ياسمين وأسرتها. أم مكلومة تقول الأم: "فور وصولي لمستشفى المقاصد بالقدس, تم تحويل ياسمين لغرفة العمليات وأجريت لها عملية عاجلة, استغرقت ثلاث ساعات, لترقد بعدها ياسمين في العناية المركزة أربعة عشر يوماً, ومن ثم خضعت للعديد من العمليات في رأسها وإعطائها الإشعاع النووي والكيماوي المكثف, مما أدى لسقوط الشعر بالكامل ". هذا هو حال الأم, رحلة مع المرض, والعناء والتعب, تبتسم - رأيتها والله رأيتها - , والابتسامة كانت شكراً لمن قدم المساعدة لابنتها في رحلة العلاج ..."أرجوك أمي... قفي لا تبكي" لا أستطيع أن أقول لها توقفي .... من سيقول لها, قولوا لها , صراع أوهج نار في قلبي, الأم تبكي, فهي المتنقلة بين المستشفيات, حاملة جسدً أضعفه المرض, وقلباً ينتظر الأمل. وتنهدت أم ياسمين لتتابع بصوت خالطه البكاء, والعناء "طلبت مني ياسمين عدة مرات في رحلة العلاج _ في القدس وحيفا _ أن تعود لغزة، وقالت لي " خذيني يا ماما لغزة أنا بدي أموت هناك". وها هي ياسمين تعود إلى غزة أمنيتها التي رغبت , تعود فلا تجد دواء , ولا تملك عائلتها ما يعينها على رحلات العلاج المتكررة . أم ياسمين ناشدت رئيس الوزراء إسماعيل هنية، والرئيس محمود عباس, وكل الأحرار في العالم أن يساعدوا ابنتها ياسمين وأسرتها في هذه الفترة الحساسة، "لأن زوجي عاطل عن العمل" فأين أصحاب القلوب الرحيمة, لتنقذ جسداً احتواه بيتٌ وفقرٌ وألم. الأزمة مستمرة من جهته قال أدهم أبو سلمية الناطق باسم الخدمات الطبية، في حديث مقتضب "لفلسطين الآن"، إن 180 صنفاً من الأدوية والمستلزمات الطبية رصيدها صفر في مستشفيات قطاع غزة، ويضيف أن حليب الأطفال العلاجي قد نفذ من المستودعات بشكل كامل وهو يؤثر على حياة الأطفال. وأشار إلى أن العمليات الجراحية في الخدمات الطبية توقفت بشكل كامل يوم أمس، ووزارة الصحة لا زالت تعمل بالحد الأدنى من الإمكانات، وبين أن عشرات العمليات الجراحية في مستشفى العيون تم تأجيلها بسبب نفاذ المادة المستخدمة في العمليات. وأوضح أن مادة الهيزاريم المستخدمة لمرضى غسيل الكلى قد نفذت بشكل كامل، وما تبقى لا يكفي لعدة أيام، والأزمة حتى هذه اللحظة ما زالت مستمرة لم يدخل أي شيء من الأدوية إلى القطاع رغم كل الوعود التي تم الحديث عنها.