19.18°القدس
18.92°رام الله
18.3°الخليل
22.96°غزة
19.18° القدس
رام الله18.92°
الخليل18.3°
غزة22.96°
السبت 16 نوفمبر 2024
4.73جنيه إسترليني
5.29دينار أردني
0.08جنيه مصري
3.95يورو
3.75دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.73
دينار أردني5.29
جنيه مصري0.08
يورو3.95
دولار أمريكي3.75

أقصى أمل الأطباء أن يجلس على كرسي متحرك..

خبر: بالصور..شاب دخل المشفى مشلولاً وخرج على قدميه

إن من يرى "محمد النجار" يمشي متكئًا على "عكاز", لن يصدق أنه هو ذاته الذي دخل مستشفى "الوفاء للتأهيل الطبي" على سرير طبي لا يستطيع أن يحرك سوى إحدى يديه، وقد شل نصفه السفلي بالكامل. التقينا "محمد النجار" في مستشفى الوفاء للتأهيل الطبي, بعد تعافيه من إصابته؛ نتيجة انهيار نفق عليه سبب له شللًا نصفيًّا وتهتكًا في القفص الصدري, وكان لنا معه هذا الحوار. "محمد عبد الغفار النجار" (30 عامًا) من سكان مدينة خان يونس, متزوج وله ثلاثة من الأبناء, لم يكن يظن وقت إصابته أنه سيراهم مرة أخرى، وفق قوله. "لماذا عملت في الأنفاق؟" كان أول سؤال قطعنا به حديثه عن قصة انهيار أحد الأنفاق التي كان يعمل بها عليه, ليجيب: "الأنفاق أفضل؛ فهي تدر دخلًا أفضل رغم نسبة المخاطرة العالية". ويضيف: "لم أجد عملًا سوى الأنفاق بعد انتهاء عملي في الإنقاذ البحري", مشيرًا إلى أن فترة عمله في الأنفاق لم تستمر طويلًا؛ بسبب انهيار النفق عليه في أثناء عمله فيه. "دفنت تحت الرمال, والحمد لله أني لم أفقد الوعي؛ فقد سارع العمال إلى انتشالي, ونقلوني إلى المستشفى بعد أن فقدت الشعور بنصفي السفلي" يردف النجار, ظانًّا أن قدميه قد بُترتا. [title]عملية جراحية[/title] لم يخف محمد تردده في قبول إجراء عمليته الجراحية في غزة؛ نظرًا لخطورة وضعه, خاصةً أن المأمول منها كان فقط تمكينه من الجلوس على كرسي متحرك فقط، وفق ما أخبره الأطباء. وبعد موافقته مرت لحظات العملية التي استمرت 7 ساعات عليه عصيبة، رغم أنه يقول: "كلمات (الحمد لله), و(يا رب) لم تفارق لساني, مع شفقتي على ابنتي الصغيرة وزوجتي التي تبكي". رئيس قسم التأهيل الطبي بمستشفى الوفاء في غزة "د.خميس الإسي"- المطلع على حالة محمد النجار منذ وفوده للمستشفى- تحدث عن طبيعة حالة "محمد النجار"، وكيفية التعامل معها. [title]إصابة خطيرة[/title] وعن إصابة محمد يقول: "تمثلت إصابة محمد في كسر في فقرات الظهر, ثُبّتت عبر عملية جراحية, إضافةً لشبه شلل في الأطراف السفلية، وعدم تحكم في البول والبراز، وكسور في القفص الصدري". وبعد وضع الخطة العلاجية له يردف د.الإسي: "تم تخصيص فريق مشرف عليه يتكون من: طبيب معالج ومختص علاج طبيعي ووظيفي وممرض ومختص نفسي؛ لمتابعة حالته". والمدهش أنه وفقًا للخطة العلاجية المرسومة من المتوقع أن يخرج محمد على كرسي متحرك, ولكن بفضل سرعة التحسن وإرادة المريض أصبح بإمكانه السير على "عكازين"، حسب قول د.الإسي. [title]تحوّل[/title] محمد الذي لم يكن يؤمن بفعالية التأهيل الطبي في إعادة الحياة لقدميه, دخل مستشفى "الوفاء" محولاً من وزارة الصحة كمعظم الحالات المحولة والمغطاة مالياً من قبل الوزارة بناءً على عقد موقع بين المستشفى والوزارة وهذه الحالة من الحالات التي قامت الوزارة بمساعدتها وحولتها إلى الوفاء لتلقي خدمات التأهيل الطبي. على مضض ممدًا على سرير طبي, لم يمكث سوى أيامٍ معدودة حتى أصبح أدنى ما يكون من الوقوف على قدميه. ويصف محمد مشاعره في تلك الفترة: "كنت متشوقًا إلى المشي على قدميّ؛ فكنت أحيانًا أجهد نفسي وأمارس التمارين بشكل أكبر من المطلوب, رغم طلب الأطباء مني عدم فعل ذلك". "كيف أصف هذه اللحظة, لا أستطيع أن أعبر عن ذلك بالكلمات" ذلك كان تجسيد أحاسيسه لحظة وقوفه على قدميه، بعد أن سُلب هذه النعمة مدة شهر من الشلل. [title]عزيمة تتواصل[/title] ويذكر أنه كان يُجلِس أحد المرضى على كرسيه المتحرك ويحاول دفعه والمشي به, كمحاولة للتدرب على المشي وتسريع العلاج، ما أثار فرحة الأطباء, التي دفعتهم لإعطائه "عكازين" للسير. ويواصل محمد: "حوّلت فترة المحنة في الإعاقة إلى منحة, فتعرفت إلى أناس جدد، وتغيرت في حياتي أمورٌ كثيرة, بدءًا من الالتزام بالصلوات وصولًا إلى التوقف عن التدخين". محمد صاحب علاقة طيبة مع المرضى؛ إذ صنع منهم أصدقاء يزورهم يوميًّا ويتفقد أحوالهم في أثناء فترة علاجه، وأصبحوا أصدقاء جددًا بعد خروجه من المستشفى. [title]وادعًا للأنفاق[/title] "كل ما أصبو إليه حاليًّا هو سيارة أجرة أجمع بها لقمة عيشي" بهذه العبارة يعبر عن مستقبله الذي يريد أن يكمل به حياته، مؤكدًا بُعده عن كل ما يستلزم قوة بدنية. يوافقه في هذا الطرح "د.خميس الإسي" الذي عبّر عن سعادته بنجاح علاج محمد, مشيرًا إلى أن النتيجة التي وصلت لها حالته "جاءت ثمرة تعاون الفريق المشرف وتعاون المريض والأهل". وبعد أن تنوعت العلاجات التي تلقاها محمد من علاجات يدوية إلى منشطات أعصاب, قد وصلت قدرته على الاعتماد على ذاته إلى مرحلة متقدمة تصل إلى 87% وفقًا لـ د.الإسي. وتبقى الصحة تاجًا على رؤوس الأصحاء لا يعرفها إلا المرضى, ويظل "محمد النجار" شاهدًا على نعمة "القدمين" التي ردّها الله إليه بعد أن سلبه إياها. [img=102012/re_1350292709.jpg]محمد قبل العلاج[/img] [img=102012/re_1350292694.jpg]محمد أثناء العلاج[/img] [img=102012/re_1350292696.jpg]محمد بعد العلاج[/img] [img=102012/re_1350292635.jpg]محمد قبل العلاج وبعده[/img] بالصور..شاب دخل المشفى مشلولاً وخرج على قدميه بالصور..شاب دخل المشفى مشلولاً وخرج على قدميه بالصور..شاب دخل المشفى مشلولاً وخرج على قدميه بالصور..شاب دخل المشفى مشلولاً وخرج على قدميه