ينافس كثير من الفلسطينيين سلام فياض على تسجيل الأرقام القياسية الدولية، فبينما يبني الرجل "دولة المؤسسات" بأكبر سدر كنافة وطبق مسخن ومائدة مفتول، يدخل أبناء شعبه التاريخ بأطول إضراب عن الطعام وأعلى حكم بالمؤبد في سجون الاحتلال. حسام أبو لبدة شاب من قلقيلية يبدو أنه أيضا سيدخل كتاب "غينيس" للأرقام القياسية مضطراً من بوابة فياض وأجهزته الأمنية التي اعتقلته للمرة الخامسة عشر على التوالي. ولد الشاب حسام أبو لبدة في قلقيلية عام 1983، و عرف منذ نشأته بصلته بالمسجد وحلقات القرآن الكريم، فنشأ نشأة دينية، نما على حب التضحية والفداء، وعرف بنشاطه الدعوي والحركي بين أقرانه منذ صغره،.تعرض أبو لبدة في عام 2001 لاعتقال من قبل سلطات الاحتلال لمدة 5 سنوات مما حال بينه وبين اكمال دراسته الجامعية رغم ما يتمتع به من ذكاء وقدرات ذهنية عالية. وكما كان للأسر في حياته نصيب، عانى أبو لبدة في اعتقاله لدى الاحتلال من ويلات التعذيب، فقضى أربعة أشهر في التحقيق العسكري منها ما يقارب الشهر في سجن عكا المعروف بسيطه السيء وشدة التعذيب الذي يتعرض له المعتقلون بين جدرانه. كانت عائلة أسيرنا البطل ترى في حريته طاقة فرج لها دون أن تدري أن القدر يخفي لها ما هو أعظم بلاء من الأسر في سجون الاحتلال، فقد خرج أبو لبدة من السجون الصهيونية عام 2006، ليبدأ مسيرة الاعتقال السياسي لدى الأجهزة الأمنية (جهاز الوقائي والمخابرات)، التي قامت باعتقاله مرات عديدة زاد عددها عن الخمسة عشر مرة تعرض فيها لتعذيب وحشي وقاسِ. لم تلن له عزيمة البطل في سجون سلطة صنعها الاحتلال، ولم يؤثر فيه السجان ولا سياطه ولو كان من ابناء وطنه، فكان يخرج في كل مرة ليعود الى نشاطه بحماسة أكبر مما كان عليه قبل الأسر. ويقول أصدقاء الأسير أبو لبدة أن جهاز "الأمن الوقائي" بالتحديد غالى في تعذيبه إلى حد الجنون، حيث قضى في إحدى مرات الاعتقال ما يزيد عن الثلاثة عشر شهراً تعرض فيها لصعقات كهربائية شديدة على مدار أيام الإعتقال كاملة. وخلال حملة الاعتقالات الشرسة التي شنتها أجهزة أمن السلطة بحق أنصار وكوادر حماس في الضفة الغربية في أيلول الماضي، أعادت تلك الأجهزة اعتقال أبو لبدة الذي ينهي يومه الحادي والعشرين في زنازين الأمن الوقائي في قلقيلية علما أنه متزوج ولديه ابنتين. عجز محققو الجهاز ودهاقنته عن اختلاق تهمة واضحة تدين أسيرنا ليحاكموه بها إلا أن التهمة كانت مثل باقي التهم التي يتعرض لها باقي شباب الضفة المحتلة وهي الانتماء السياسي لحركة المقاومة الاسلامية حماس وما يسمى بـ "اثارة النعرات الطائفية".
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.