16 أكتوبر 2012 . الساعة 07:38 ص بتوقيت القدس
عقدت الحكومة الفلسطينية صباح الثلاثاء 16/10/2012م احتفالاً تكريمياً للوزراء والمسئولين الحكوميين الذين ساهموا في التأسيس والبناء . وحضر اللقاء -الذي عقد في قاعة رشاد الشوا في مدينة غزة- رئيس الوزراء الفلسطيني "إسماعيل هنية" وعدد كبير من الوزراء الحاليين والسابقين والمسئوليين الحكوميين وقادة العمل الوطني والإسلامي إضافة إلى السفير القطري "محمد العمادي" . [title] هنية :أولويتنا تحرير كل فلسطين[/title] اعتبر رئيس الوزراء الفلسطيني "إسماعيل هنية" في كلمة مطوّلة أن تجربة الحكم في فلسطين هي التجربة الأولى لحكم الإسلاميين ليس فقط على أرض فلسطين بل في المنطقة العربية والإسلامية بشكل عام ،وقال :"كانت هذه أول تجربة للحركة الإسلامية بهذا الاتساع وهذا الشمول". وشدد هنية أن حكومته ليست حكومة غزة وليست حكومة في غزة وليست هناك دولة أو كيان في غزة وقال :" نحن نتحرك على امتداد حدود هذا الوطن فلسطين كل فلسطين وغزة هي الخطوة الأولى على طريق تحرير فلسطين كل فلسطين". ورفض الحديث عن قبول حماس بحكومة في غزة، معتبراً حكومته وسيلة وليست هدف، مبيناً أن الهدف بعد مرضاة الله هو تحرير فلسطين والأسرى واستعادة اللاجئين إلى أرضهم ووطنهم وقال :"أولوياتنا هي تحرير الأرض والإنسان وغزة هي قلعة شامخة ومربع صمود وخطوة على طريق تحرير الأرض والإنسان". وأشاد هنية بثبات الحكومة في ميدان الثوابت السياسية وقال :" قلنا قبل دخولنا في الحكومة أننا لا نعترف بالاحتلال وخلال وجودنا قلنا لا نعترف بالاحتلال وقلنا فلسطين كل فلسطين وقلنا القدس لنا عاصمة فلسطين وقلنا العودة حق مقدس وقلنا الأسرى يجب أن ينالوا حريتهم". وبيّن هنية أن حكومته حافظت على المصداقية السياسية والاستقرار الأمني وأنهت الفلتان الأمني وقدّمت نموذجاً طيباً في الحكم الرشيد رغم التحديات الصعبة التي أحاطت بها، وقال :" استطاعت الحكومة أن تحيل المغتصبات الصهيونية إلى محررات، تقدم لأبناء شعبنا الفلسطيني ما يعينهم على مواجهة الحصار". وكشف أن أهم أولويات الحكومة الفلسطينية حماية القضية الفلسطينية كقضية محورية للأمة العربية والإسلامية، مؤكداً أن فلسطين أمانة في أعناق العرب والمسلمين فضلاً عن أحرار العالم ، مشدداً على رفض حكومته انتزاع فلسطين من بعدها العربي والإسلامي . وأكد أن الحكومة ستبقى وفية لوحدة الشعب وستعمل على إنهاء الانقسام والمصالحة ، وقال :" الانقسام ضار وهو لم يكن بأيدينا ولم يكن بخياراتنا ونحن نريد أن نخرج منه بما يحقق إرادة الشعب، وفق رؤية تقوم على إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة نظام فلسطيني واحد وقيادة فلسطينية واحدة وبرنامج وطني يتوافق عليه شعبنا الفلسطيني يحمي الثوابت ويحمي المقاومة ويحمي خيارات شعبنا الفلسطيني". وعبّر هنية عن اعتزازه بالانتماء للشعب الفلسطيني ، مبيناً أن الحكومة ما كانت لتصل إلى ما وصلت إليه لولا احتضان الشعب الفلسطيني لها وتحمله للحصار والقتل والشهداء والعذابات ، وقال :"تحملنا شعبنا وهو يفقد الشمعة لتضيء منزله تحملنا كيف صارت السيارات تعمل على الزيت وبقي وفياً عظيما ً، نحن بعد الله نمتن لشعبنا لهذا الشعب العظيم ". [title]بحر.. شكراً قطر ومزيداً يا مصر[/title] من جهته شكر النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي الدكتور "أحمد بحر" الوزراء السابقين والمسئولين الحكوميين على ما بذلوه من عطاء، وقال :" نكرم هذه الثلة المؤمنة من الوزراء ومن المؤسسين ومن المسئولين الذين بعطائهم وبنورهم سارت هذه السفينة وتسير هذه الحكومة ". وتابع بالقول :" هؤلاء الرجال صبروا رغم الحصار ورغم الحرب الشرسة التي شنها العدو الصهيوني على شبعنا وعلى قضيتنا وعلى ثوابتنا وعلى حكومتنا الراشدة ". وأوضح بحر أن المجلس التشريعي الفلسطيني سن القوانين وعمل على مراقبة أداء السلطة التنفيذية وقام بإقرار الموازنة وعمل على التواصل مع الجمهور. وطالب الحكومة الفلسطينية الحادية عشر بعد التعديل بتخفيف العبء عن أبناء الشعب الفلسطيني وقال:" هناك من البطالة ما تدرون وهناك من الضعفاء وهناك من الخريجين ما يزيد عن الـ( 50) ألف خريج وخريجة". وتقدم بحر بالشكر لدولة قطر الشقيقة ممثلة بسفيرها الحاضر للاحتفال "محمد العمادي" ،وقال :" نشكر قطر أميراً وحكومة وبرلمانا ومؤسسات رسمية وشعبية التي قدمت وتقدم منذ الحصار المساعدات وتوجّت هذه المساعدات اليوم بمبلغ (256) مليون دولار". وطالب بحر جمهورية مصر العربية الراعية لاتفاق صفقة "وفاء الأحرار" بالضغط على الكيان الصهيوني ليوفي بشروط الصفقة المتفق عليها. وطالب بحر الرئيس المصري "محمد مرسي" بمتابعة الدعم للقضية الفلسطينية وفتح معبر رفح؛ ليكون معبراً للأفراد والبضائع وقال :" لابد أن يكون معبر رفح معبراً مصرياً فلسطينياً مفتوحاً على الدوام ليلاً ونهاراً لتخفيف العبأ عن الشعب الفلسطيني". [title]عوض:الحكومة صمدت رغم المؤامرات[/title] من جهته أرجع وزير الخارجية السابق الدكتور "محمد عوض" في كلمة نيابة عن الوزراء المكرمين الفضل في النجاح الذي حققته الحكومة الفلسطينية إلى فضل الله الذي أنعم به عليهم بالإضافة إلى دعم الشعب الفلسطيني . وأكد أنه وعلى الرغم من محاولات سحب الصلاحيات من الحكومة تارة وزعزعة الأمن تارة أخرى لصالح إرباك العمل الحكومي وتشتيت الجهود والطاقات إلا أن الحكومة مضت بكل حزم وإباء من أجل خدمة الشعب الفلسطيني. وبيّن عوض أن الحكومة رعت ودعمت الجهود التي بذلها الشعب الفلسطيني من أجل إنهاء الحصار وقال :"الإبداع يشهد له الجميع واستطاع الشعب الفلسطيني رغم الحصار أن يدخل المواد الأساسية لغزة وكل هذا كان بدعم الحكومة الفلسطينية". وكشف عوض أن الحكومة الفلسطينية كانت تخطط لاحتفالات النصر أثناء القصف والاستهداف خلال حرب الفرقان ،وقال :" حظينا بلحظات مؤلمة وصعبة كثيرة خلال فترة العمل في الحكومة ولكننا حظينا بلحظات العزة والانتصار لحظات تحققت فيها إنجازات، إنني أذكر في هذه اللحظة كيف كان الاحتلال وقت الحرب يقول إن أحد أهداف الحرب :"إسقاط الحكومة الفلسطينية وكيف كانت الحكومة واثقة بالنصر رغم كل ما واجهناه هذه الفترة". واستعرض عوض بعض انجازات الحكومة الفلسطينية وأهمها تقديم الدعم لموازنات البلديات في كثير من المشاريع وبالذات مشاريع الطرق والمشاريع الصحية ، وفي إطار العمل الأمني أوضح عوض أن وفرت الأمن والحماية لجميع المواطنين دون تفرقة وكبحت مظاهر الانفلات الأمني. وفي إطار المصالحة أكد عوض أن الحكومة كانت على الدوام جاهزة للحظة التي تتم فيها المصالحة ويعاد فيها التحام شطري الوطن، وقال :" نهجت الحكومة نهج التوافق في ملفات الحج والعمرة والصحة والتعليم وذلك تأكيداً على وحدة الأرض الفلسطينية والقضية وتيسيراً للصعوبات والعقوبات التي واجهت المواطن الفلسطيني".