أمضى المصور الفوتوغرافي، سيف لاولس، معظم أوقات طفولته في مركز التسوق "Randall Park"، في منطقة "نورث راندال"، وهي قرية تقع خارج مدينة كليفلاند، بولاية أوهايو الأمريكية.
وكان مركز "Randall Park"، الذي افتتح في عام 1976، أحد أكبر مراكز التسوق الداخلية في البلاد، إذ يتألف من أكثر من 200 متجر.
وفي ذلك الحين، تعهد مطور مركز التسوق، إدوارد جيه ديبارتولو، أنه سيكون "مدينة داخل مدينة". لكن، تم إغلاق مركز التسوق في عام 2009، بعد سنوات من تراجع الأعمال والتأثير الكبير للركود الاقتصادي.
وبدوره، عاد لاولس إلى مركز التسوق المهجور مع عدسة كاميرته، لتوثيق مكان كان يعتبره في يوم من الأيام مصدراً للراحة والحنين. ويُعرف المصور بتوثيق العمارة المهجورة في الولايات المتحدة الأمريكية، بما في ذلك المدارس والمستشفيات والمنتزهات.
ويتألف كتاب لاولس "مراكز التسوق المهجورة في أمريكا" من صور لأكثر من ٢٠ مركز تسوق مهجور، كان قد تضرر بعضها خلال السنوات التي تلت إغلاقها.
وبعد الركود الاقتصادي الكبير في أواخر العقد الأول من القرن الـ 21، أغلقت عشرات المراكز التجارية أبوابها بسبب الحالة الاقتصادية في أمريكا، وتوجه الأشخاص نحو التسوق عبر الإنترنت.
وفي عام 2017، توقع تقرير صادر عن مجموعة "Credit Suisse"، أن ربع المراكز التجارية الموجودة في أمريكا سيتم إغلاقها بحلول عام 2022.
صورٌ تثير مشاعر الحزن والقلق، خاصة مع وجود "المخربين" الذين يزورون مراكز التسوق المهجورة، ويتركون القمامة في مياه النافورة.
وأوضح لاولس مدى تغير مراكز التسوق الأمريكية منذ افتتاح أول مركز في البلاد، عام 1956. وكان مركز "ساوثديل"، في ولاية مينيسوتا، من بنات أفكار المهاجر الإيطالي، فيكتور غروين، الذي يتميز بتصميماته البارعة، حتى بات الأشخاص يستخدمون مصطلح "تأثير غروين" الخاص به.
ومع إغلاق المزيد من مراكز التسوق.. يبقى السؤال: ما الذي يمكن فعله بالمباني المتبقية؟ تم تعديل المراكز التجارية الأخرى لتناسب الاحتياجات الجديدة بمجتمعاتهم، في جميع أنحاء البلاد.
ولايزال يشعر المصور الفوتوغرافي بالحنين لمراكز التسوق، إذ قال عن ذكرياته في مركز "Randall Park": "مازلت أتذكر القصص وأين كنت بالضبط عندما كنت في السابعة من عمري".