سيحاول الرئيس الأميركي المنتهية ولايته "باراك أوباما" تجاوز أداءه السيئ في المناظرة السابقة، وسيحاول المرشح الجمهوري "مت رومني" تعزيز نجاحه في الجولة الأولى، بينما يحاول الاثنان تحين الفرصة لتسديد الضربة الكلامية القاضية التي ستقنع المترددين بتفضيل أحدهما على خصمه وانتخابه لرئاسة الولايات المتحدة الأميركية يوم 6 نوفمبر القادم. ما وصفت بأنها "مناظرة الفرصة الأخيرة" سيتواجه فيها أوباما ورومني ليلة الثلاثاء- الأربعاء في جامعة "هوفسرا" في همبستيد، 40 كم شرق نيويورك، وستكون مخصصة للسياسة الخارجية والقضايا الداخلية. وعلى غرار المعسكرات الرياضية، حيث يعزل الفريق مع مدربيه لتمرين مكثف،لجأ مستشارو أوباما إلى الانعزال معه لمدة أربعة أيام في منتجع فندقي بمدينة "وليامزبرغ" بولاية فيرجينيا، 250 كم جنوب العاصمة واشنطن، لتدريبه كي يظهر أكثر جرأة وإقداما ويعطي صورة المهاجم وليس المدافع عن النفس. ويقسم معاونوه بأن "بطلهم" سيبذل كل ما في جهده ليمحو من أذهان الجمهور صورة الرئيس الضعيف التي رأوها في المناظرة الأولى التي جمعت بين الخصمين في 3 أكتوبر الماضي والتي تركزت على الاقتصاد والصحة. وقالت المتحدثة باسم حملة أوباما جينيفر بساكي، "توقعوا أن يكون حازما ولكن وقورا". وطمأن الرئيس فريقه الصحفي مؤكدا أن "الأمور ستكون على ما يرام". ومن جانبه قبع رومني في مسكنه الخاص في ولاية "ماساتشوستس" للتحضير للمناظرة. وفي تصريحات لإذاعات محلية قالت آن رومني إن زوجها :"يستعد للانطلاق". ويرجح محللون سياسيون أن يحاول المرشح الجمهوري أن يسدد ضربات في مرمى أوباما مستفيداً من الإحراج الذي أصاب إدارته بسبب الاعتداء على القنصلية الأميركية في بنغازي الذي أسفر عن مقتل السفير وثلاثة آخرين. وستقوم بدور حكم المباراة الصحفية "كاندي مراولي" من شبكة "سي إن إن" للأخبار، وهي المرة الأولى منذ نحو 20 عاماً التي تتولى فيها سيدة إدارة الحوار بين المرشحين. ولاختيار الأسئلة مسبقاً تلتقي مراولي نهار الثلاثاء مجموعة من الناخبين الأميركيين الذين لم يحسموا رأيهم بعد تجاه من سيحظى بأصواتهم. وتقدر نسبة المترددين بنحو 6 في المائة من مئتين وستة وثلاثين مليون أمريكي يحق لهم التصويت. ولن تكتفي الإعلامية بدور تمرير الميكرفون بين الجمهور، ولكن سيكون عليها أن تعيد إطلاق المناقشة وإعطاء الحوار دفعة من الحيوية إذا ما رأت أن المرشحين يراوغان في الإجابة. ولن يتمكن كل أعضاء الجمهور من إلقاء أسئلة نظرا للوقت المتاح. وجدير بالذكر، أن 9 أشخاص فقط استطاعوا أن يطرحوا أسئلتهم خلال المناظرة بين أوباما ومنافسه الجمهوري "جون ماكين" عام 2008. مدة المناظرة 90 دقيقة يشارك فيها 80 مواطناً من شريحة المترددين. وسيكون لأوباما ورومني حرية الحركة على المشهد الدائري الذي تحده مدرجات خصصت للجمهور. ولكل مرشح دقيقتان للإجابة عن كل سؤال يطرح عليه تليهما دقيقة للمناقشة. وهذا الأسلوب متبع منذ عام 1992، والحملة التي واجه فيها: بيل كلينتون وجورج بوش. وتفوق الديمقراطي كلينتون الجمهوري بوش في هذه المناظرة، التي اشتهرت بلقطة لبوش ينظر فيها إلى ساعته بملل في الوقت الذي كان الآخرون يتحدثون. وفي عام 2000، ظهر الجمهوري "آل غور" أكثر جرأة في المناظرة، خاصة عندما قام من مقعده أثناء الحديث واقترب من منافسه جورج بوش ليشدد على كلامه بينما اكتفى بوش بالإيماء برأسه بالموافقة. وتمت أول مناظرة تليفزيونية عام 1960، حينما تواجه المرشح الديمقراطي "جون كينيدي" والجمهوري "ريتشارد نيكسون"، وفيها سحق كينيدي منافسه تماما. أول مناظرة في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية لم تكن متعلقة بالرئاسة ولكن للتنافس على مقعد في مجلس الشيوخ، وكانت عام 1858 بين: أبراهام لينكولن و ستيفن إيه دوغلاس. وكان يخصص لكل منافس ساعة لتقديم نفسه ثم تأتي المناقشات بعد ذلك. وفي عام 1860، عندما تنافس الرجلان على الرئاسة لم يعقدا مناظرة لكن الناخبين رأوا في مواجهاتهما السابقة مرجعا يستندون عليه في اختيارهم. وفي عام 1948، تمت أول مناظرة مذاعة على الجمهور عبر الراديو، وكانت بين: هارولد ستاسن وتوماس ديوي للتنافس على ترشيح الحزب الجمهوري. ومن الطرائف التي دارت حول مناظرة أوباما-رومني كان الإعلان الذي قدمته سلسلة مطاعم بيتزا هت ووعدت فيه بمنح شطائر بيتزا مجانية مدى الحياة لمن سيجرؤ من الجمهور على أن يسأل "هل تفضل البيتزا بالمقانق الحارة أم بالهوت دوج؟". لكن سلسلة المطاعم تراجعت عن هذا الوعد أمام الانتقادات التي تلقتها ورأت أنه استهزاء وتضييع لوقت المشاهدين. وفضلاً عن السؤال على الهواء سيتم طرح السؤال عبر الإنترنت، حسب بيان أصدرته إدارة المطاعم.