28.3°القدس
28.21°رام الله
29.42°الخليل
30.79°غزة
28.3° القدس
رام الله28.21°
الخليل29.42°
غزة30.79°
الثلاثاء 30 يوليو 2024
4.78جنيه إسترليني
5.24دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.02يورو
3.72دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.78
دينار أردني5.24
جنيه مصري0.08
يورو4.02
دولار أمريكي3.72

خبر: خالد موسى .. طفل لم تمنعه إعاقته من حفظ القرآن

لم تفلح الإعاقة العقلية التي أصابت الطفل الغزي "خالد موسى" ذا الثماني سنوات، ورافقته منذ ولادته في منعه من مواجهة الصعاب وتحدي من وهب الله لهم القدرة العقلية والجسدية الكاملة، فجسّد في ذاته أنموذجًا خاصًّا مميزًا يشار إليه بالبنان. طفل مصاب بضمور واستسقاء في الدماغ وتشنجات عصبية، وتأخر في النمو الذهني والعضلي، بدأت قصته الفريدة وهو رضيع، عندما كان يزرع بهدوئه بعد بكاء طويل تعجبًا في نفسَي والديه، حينما يضعان مؤشر التلفاز على قناة تصدح بقراءة القرآن. ظن والداه أن هدوء طفلهما الصغير أمر طبيعي في بداية الأمر، رغم اندهاشهما من هدوئه واستقرار حالته بعد سماع صوت مرتل القرآن، سرعان ما تبدد هذا الاندهاش وبات أمر معجزة الطفل يقينًا، مع تعاقب الأيام، وتأثره كل مرة يسمع فيها قراءة القرآن عبر محطات التلفاز. في بيت والديه الصغير الضيق بمخيم خان يونس- جنوب قطاع غزة- كبر الطفل وبدأت إعاقته بالظهور أكثر، وكبرت حكايته كذلك، فهو يقلب صفحات المصحف، مرتلًا بعض آياته وسوره، فيبتسم والده "أمجد موسى" معلقًا: "إنه لا يعرف القراءة والكتابة، لكنه يعرف كل آية ويحفظ القرآن كله". [title]دهشة المعلمين[/title] الطفل المعاق موسى مع إطلالة السنة الرابعة من عمره شق بلسان مثقل آيات يرتلها قارئ القرآن في التلفاز التقطها وهو يجلس بكنف أسرته، وسرعان ما كانت إشارة لوالده أمجد للاهتمام به، وحقنه بالتعلم والمتابعة والرعاية والاهتمام، ليدخله بعد ذلك روضة ومراكز للتأهيل. وقالت الأم: "ابني أدهش معلميه رغم إعاقته وثقل لسانه، وذلك في حفظه وترتيله لآيات القرآن الكريم، مع التجويد بالأحكام المطلقة، لكن _يا للأسف_ لم يستمر في الروضة؛ لكثرة حركته، وعدم اتزانه، وكذلك لم أفلح في إدخاله أي مدرسة طبيعية في المدينة". وسرعان ما حالت الإعاقة _وفق الوالد أمجد موسى_ بين الطفل والدراسة في المدارس والرياض الطبيعية، ما دفعهم إلى تنسيبه في مدرسة مختصة بتأهيل المعاقين؛ رغبة في معالجته، وإنماء موهبته في حفظ القرآن الكريم، مع الحد من ساعات جلوسه في البيت التي أثبتت تأثيرها النفسي فيه. ويقول والده: "إن دراسة ابني في المدرسة لم تدم إلا عامًا واحدًا، اعتذرت بعدها إدارة المدرسة عن عدم قدرتها على معالجة حالته، ما دعاني إلى التوجه لمديرية التعليم في المدينة، وشرح حالة ابني، وحفظه للقرآن؛ لمساندتي ومساعدتي في إيجاد حل لدراسته". كان حفظ الطفل موسى للقرآن كاملًا في المنزل، مع معرفة بعض مدرساته ومدرسيه، غير أن اختبارًا نظمته المديرية عبر جمعية دار القرآن الكريم أثبتت براعته وحفظه عن ظهر قلب لسور القرآن كاملًا، مشمولًا بالتجويد والأحكام المعروفة، إلى جانب حفظه عددًا من الأحاديث النبوية. اختبرت الجمعية الطفل في ثلاثة مواضع مختلفة، تعد من أصعب المواضع على الأصحاء، وهي: سورة يوسف والأنعام والنحل، أثبت قدرة خاصة على الحفظ وبطريقة سهلة، رغم وجود صعوبة في نطق بعض الحروف. [title]حل مؤقت[/title] ووضعت المديرية حلًّا مؤقتًا للطفل، يتمثل في حضوره داخل الروضة يومين، ومثلهما في مدرسة خاصة، ويومين إضافيين في مركز الهلال الأحمر، غير أن ذلك لا يكفي أمام الوالد؛ نظرًا لحالة طفله الخاصة، وعدم قدرته على الاتزان والكلام الكثير. ورغم فخر الوالد بطفله، وما وهبه الله من قدرة على حفظ القرآن كاملًا، بعد جهد حثيث منه ومن زوجته ووالدته، لم يخفِ مشاعره الحزينة عندما بدأ الحديث عن حاجة ابنه، وحجم الوقت الذي يستنزفه في أخذ الطفل إلى مراكز التدريب والمؤسسات ذات الاهتمام بحالته. ويقول: "أفخر بابني، إذ أعطاه الله ما لا يوجد عند الأصحاء الأسوياء البدن، رغم ما أخذ منه، وهو أخذ مني جل وقتي في الاهتمام والأكل وتلقينه آيات القرآن الكريم وتحفيظه، وفتح التلفاز له لينصت لصوت الشيخ القارئ". وقاطعت والدة الطفل- التي تعمل مدرسة للغة العربية في إحدى المدارس، زوجها في الحديث-؛ لتؤكد ضرورة الاهتمام بطفلها وكافة الأطفال المعاقين. وتشير إلى معجزة طفلها ومعرفته سور القرآن، وآياته، رغم أنه لم يتعلم حروف اللغة العربية ولا يدركها، قائلةً: "إن طفلي بحاجة ماسة لاهتمام خاص، ونفقة مادية كبيرة، ومدرسة خاصة تأهيلية وتعليمية في الوقت نفسه". وتلفت النظر إلى أن عدم مقدرتهم ماديًّا على توفير هذه الأمور لطفلهم منعهم من تسجيله في المدرسة الوحيدة في مدينة غزة؛ نظرًا لحاجتها للرسوم والمواصلات البعيدة.