تشهد المنطقة الحدودية بين مصر ودولة الاحتلال حالة استنفار من الجانبين تحسبًا لقيام جماعات مسلحة بشبه جزيرة سيناء المصرية بعمليات ضد أهداف إسرائيلية على الحدود. وقال شهود عيان بالمناطق الحدودية المصرية المتاخمة للحدود مع (إسرائيل)، إنهم رصدوا خلال الأيام الماضية آليات ودوريات عسكرية إسرائيلية تتحرك :"بكثافة وبشكل متواصل ليلاً ونهارًا على الجانب الآخر من الحدود". وأضاف الشهود أنهم شاهدوا أيضًا طائرات إسرائيلية تجوب سماء الحدود مع مصر خلال الأيام الماضية، مشيرين إلى أن تلك التحركات تم رصدها منذ أسبوعين ولكن تزايدت وتيرتها خلال الأيام الثلاثة الأخيرة. وكثّفت (إسرائيل) من انتشارها على الحدود منذ الأحد الماضي مسئوليته عن مقتل قائد جماعة "التوحيد والجهاد" في قطاع غزة "هشام السعيدني"، وفق الشهود. وبحسب المصادر ذاتها فإن هناك منطادًا إسرائيليًا في سماء جنوب معبر كرم أبو سالم، شمال الحدود الإسرائيلية المصرية، يرصد كافة التحركات على الحدود بدقة. وكانت جماعة "أنصار بيت المقدس" في سيناء قد أعلنت في بيان لها نهاية الشهر الماضي مسؤوليتها عن الهجوم المسلح الذي وقع في الشهر نفسه على الحدود مع (إسرائيل)، وأسفر عن مقتل جندي إسرائيلي وإصابة آخر إضافة إلى منفذي الهجوم الثلاثة. وتوعّدت الجماعة بشن هجوم آخر على (إسرائيل) للثأر من قتلة "إبراهيم عويضة" أحد الجهاديين الذين تم تصفيتهم بسيناء مؤخرًا من قبل عملاء جهاز المخابرات الإسرائيلي، بحسب ما ذكرته الجماعة في بيان سابق نشرته في أوائل سبتمبر/ أيلول الماضي. وفي المقابل تعيش الأجهزة الأمنية المصرية بسيناء حالة استنفار منذ أيام حيث قامت بالتواصل مع بعض شيوخ القبائل ورموز الجماعات السلفية بسيناء، وأبلغتهم أن "هناك معلومات تفيد اعتزام مسلحين متشددين تنفيذ عمليات ضد إسرائيل"، بحسب مصادر أمنية مطلعة لمراسل الأناضول. من جانبهم قال شيوخ قبائل ورموز في جماعات سلفية بشمال سيناء إن الأجهزة الأمنية طلبت منهم محاولة :"منع متشددين مسلحين بسيناء من تنفيذ عمليات ضد (إسرائيل)؛ لأن هذه العمليات ستضع مصر في حرج أمام العالم". وتعتقد الأجهزة الأمنية المصرية أن بعض شيوخ القبائل ورموز الجماعات السلفية بسيناء لديهم طرق للتواصل مع الجماعات المسلحة المحسوبة على تيار السلفية الجهادية. وفي السياق ذاته أوضحت مصادر قريبة من الجماعات المسلحة بسيناء، أن "الثأر لقتل (إسرائيل) المتكرر لقيادات الجهاد في قطاع غزة وسيناء تعتبره هذه الجماعات فرضاً عليها". وكشفت المصادر - التي رفضت الكشف عن اسمها بسبب الأوضاع الأمنية - أن (إسرائيل) "قامت بمحاولات عدة من أجل التوصل لخريطة تحرك تلك الجماعات فى سيناء إلا أنها فشلت"، مشيرة إلى أن "(إسرائيل) قدمت معلومات مغلوطة للسلطات المصرية في أكثر من مناسبة، بشأن قيام الجهاديين في سيناء وقطاع غزة بعمليات إرهابية ضد مصريين، من أجل تأليب الرأي العام ضد الجهاديين". وأشار إلى أن السلطات المصرية "تنبهت لتلك المعلومات المغلوطة بعد تدخلات من قيادات سلفية بارزة في سيناء". وعززت مصر مؤخرًا تواجدها الأمني في سيناء في إطار حملة موسعة لتطهيرها من البؤر الإجرامية والعناصر المخالفة للقانون عقب مقتل (16) جنديًا مصريًا في عملية استهدفت نقطة أمنية تابعة للجيش المصري قرب الحدود مع (إسرائيل) في 5 أغسطس/ آب الماضي.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.