خبر: بالصور.. "وفاء الأحرار" مسيرة طويلة توّجت بنصر مؤزّر
17 أكتوبر 2012 . الساعة 09:11 ص بتوقيت القدس
يحتفل الشعب الفلسطيني، الخميس 2012/10/18، بالذكرى الأولى لصفقة "وفاء الأحرار" التي تمت العام الماضي بين المقاومة الفلسطينية بقطاع غزة، بقيادة كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، و(إسرائيل)، والتي تم بموجبها تحرير (1027) أسيراً فلسطينياً من سجون الاحتلال الإسرائيلي، مقابل إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي "جلعاد شاليط". وكانت مجموعة عسكرية مشتركة من كتائب القسام وألوية الناصر صلاح الدين وجيش الإسلام اقتحمت، يوم الأحد 25/06/2006، موقعاً عسكرياً إسرائيلياً إلى الشرق من مدينة رفح جنوب قطاع غزة، في عملية عسكرية نوعية، أسفرت عن قتل جنديين إسرائيليين وإصابة (5) آخرين وخطف الجندي الإسرائيلي "جلعاد شاليط" واقتياده إلى قطاع غزة. [img=102012/re_1350468420.jpg]الدبابة الإسرائيلية التي أسر منها الجندي شاليط[/img] وعلى إثر العملية، شنّت (إسرائيل) عدّة عمليات عسكرية على أهداف ومواقع أمنية في قطاع غزة، كما دمرت محطة توليد الكهرباء الوحيدة وأغلقت كافة المعابر التجارية مع قطاع غزة فارضةً حصاراً مشدداً، في الوقت الذي دانت فيه السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس "الهجوم الإرهابي" وطالبت حماس بإعادة الجندي شاليط وإطلاق سراحه. حركة حماس من جانبها باركت العملية النوعية، وأكدت حرصها التام على تحرير الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال، مشددة أنها لن تطلق سراح الجندي شاليط إلا بصفقة تبادل للأسرى. [title]السلطة "تنبش" القطاع بحثاً عن شاليط [/title] لم تدخر السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية العاملة في قطاع غزة جهداً في البحث عن الجندي شاليط لتحريره وإعادته لـ(إسرائيل)، وبعد اشتباكات عسكرية دامية جراء محاولة الأجهزة الأمنية الانقلاب على حكومة حماس التي انتخبها الشعب في الانتخابات التشريعية عام 2006، استطاعت حماس فرض سيطرتها على قطاع غزة منتصف عام 2007. بعد سيطرة حماس على القطاع، أعلنت (إسرائيل) قطاع غزة "كياناً معادياً"، وقطعت عنه إمدادات الكهرباء ومستلزمات الحياة، في الوقت الذي أغلقت فيه مصر مبارك معبر رفح، منفذ غزة الوحيد للعالم الخارجي. [title]مراحل التفاوض [/title] بدأت (إسرائيل) اتصالات غير مباشرة مع حركة حماس بوساطة مصرية لمعرفة مصير جنديها المعتقل، ومطالب الحركة لإتمام صفقة تبادل للأسرى، غير أن حماس لم تزودها بأي معلومة تنبؤها بحال شاليط، واضعة أمامها شروطَ صفقة التبادل المتمثلة بإطلاق سراح كافة النساء والأطفال من سجون الاحتلال الإسرائيلي وإطلاق سراح كبار الأسرى والأسرى المرضى وعدد كبير من قيادات المقاومة العسكرية، ممن تسميهم (إسرائيل) بـ"الملطخة أيديهم بالدماء" وترفض رفضاً قاطعاً مجرد الحديث عن تخفيف عن أحكامهم وليس إفراجاً عنهم. حاولت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية المختلفة (شين بيت، والشاباك، وحتى الموساد) طوال أكثر من خمسة أعوام، عبر عملائها وطائرات استطلاعها التي لم تفارق سماء قطاع غزة ثانية واحدة، تحديد موقع الجندي شاليط أو أي أثر يشير إليه، ثم قامت أواخر عام 2008 وبداية 2009 بشن حرب شرسة على القطاع كان هدفها إسقاط الحكومة وتحرير الجندي شاليط، غير أنها لم تحصد سوى فشلاً يعقبه فشل، بعد أن تمكّنت قوى المقاومة الفلسطينية من دحرها وصد حربها الضروس. [img=102012/re_1350468446.jpg]الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة أدت لاستشهاد أكثر من (1400) شهيد ودمار كبير بالقطاع[/img] [title]بدايـــة النصـــــر [/title] وفي منتصف عام 2009 دخلت عدة دول وقوى إقليمية- بخلاف مصر- على خط الوساطة بين حماس و(إسرائيل)، كان من بينها قطر وتركيا، غير أن الدور الأكبر كان للوسيط الألماني، بعد أن نجح في إقناع كتائب القسام في أكتوبر 2009 ببث شريط فيديو يظهر فيه الجندي شاليط لمدة دقيقتين، مرتدياً زيه العسكري، وحاملاً صحيفة "فلسطين" المحلية الصادرة في قطاع غزة بتاريخ 2009/09/14، ويطالب رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو بالموافقة على شروط حماس وتأمين الإفراج عنه في أسرع وقت ممكن "قبل فوات الأوان". [img=102012/re_1350468501.jpg]الجندي شاليط كما يظهر في الشريط الذي بثثته كتائب القسام[/img] وعلى إثر هذا الشريط، أفرجت (إسرائيل) عن (19) أسيرة فلسطينية من ذوي الأحكام العالية؛ لتعيش غزة وفلسطين بعضاً من تفاصيل الحلم، ويتصاعد الأمل في قلوب ذوي الأسرى والأسرى في السجون بقرب تحقيق النصر والفرج القريب. [img=102012/re_1350468529.jpg](إسرائيل) تبدأ الإفراج عن أسيرات فلسطينيات وفق ما تم الاتفاق عليه[/img] [title]وتمّت الصفقة [/title] بعد قيام الثورة العربية في مصر الشقيقة، في الخامس والعشرين من يناير عام 2011، وسقوط نظام وأركان حكم الرئيس المخلوع "حسنى مبارك"، وعلى رأسها مدير المخابرات المصرية" عمر سليمان" تولي "مراد موافي" إدارة المخابرات المصرية، لتتغير العلاقة بين المخابرات المصرية، الوسيط بين حماس و(إسرائيل)، من طرف يقف إلى جانب (إسرائيل) إلى طرف محايد بين الجانبين. وفي الثاني عشر من أكتوبر عام 2011م، خرج رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس" خالد مشعل" في مؤتمر صحفي أعلن فيه التوصل لاتفاق مع (إسرائيل)- بوساطة مصرية- يقضي بالإفراج عن الجندي شاليط مقابل إفراجها عن (1027) أسيراً وأسيرة فلسطينية، متوجهة بالتحية والإجلال لشعب غزة العظيم الذي صبر في وجه كل الشدائد والمحن حتى تحقق نصر المقاومة. [img=102012/re_1350468578.jpg]خالد مشعل في مؤتمر الإعلان عن صفقة "وفاء الأحرار"[/img] وفي صباح الثامن عشر من أكتوبر عام 2011م، خرج على طول قطاع غزة أكثر من (40) جيباً عسكرياً قسامياً من نفس النوع واللون الأبيض من أماكن مختلفة في قطاع غزة، للتعمية عن المكان الذي كان يحتجز فيه الجندي شاليط، إلى أن ظهر القائد "أحمد الجعبري"- نائب القائد العام لكتائب القسام- ممسكاً بذراع الجندي شاليط في صالة معبر رفح ليسلّمه للمخابرات المصرية، بعد وصول الباصات التي تقل الأسرى المحررين إلى قطاع غزة والضفة المحتلة، مسدلة الستار عن أكبر عملية لتحرير الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال الإسرائيلي. [img=102012/re_1350468620.jpg]أحمد الجعبري، نائب القائد العام لكتائب القسام ممسكاً باليد اليمني للجندي الإسرائيلي شاليط[/img]
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.