حذّر القائمون على مجال السياحة على امتداد سواحل جنوب شبة جزيرة سيناء المصرية من خطورة تواجد الإسرائيليين على مستقبل صناعة السياحة في تلك المنطقة والتي تعدّ واجهة مهمة لملايين السائحين من مختلف أنحاء العالم كل عام. وطالب المسؤولين عن مشاريع سياحية بسيناء، باستبدال السياحة الإسرائيلية بسياحة عربية وإسلامية، مشيرين إلى أن كثافة أعداد الإسرائيليين يعقبه تحذيرات من الحكومة الإسرائيلية تطالبهم بمغادرة سيناء لأسباب أمنية، معظمها يكون كاذب رغم صدق بعضها وهو ما يسبب ذعراً وهلعاً بين جموع السائحين ويؤدى إلى إلغاء رحلات قادمة وبالتالي خسائر كبيرة يعانيها هذا القطاع، فضلاً عن أن السياح الإسرائيليين أقل إنفاقاً كما أنهم لا يحدث تجانس بينهم وبين العديد من السياح من دول أخرى. وقال "محمد سلامة الأحمر"- صاحب مشروع سياحي على شاطئ مدينة نويبع بجنوب سيناء- :"إن وجود الإسرائيليين في سيناء في هذا التوقيت خطر على استقرار المكان، وضربة قاضية للسياحة في المنطقة التي تعتبر هي المصدر الاقتصادي". ومع انتعاش السياحة والرياضات المائية بالمدن المحاذية لشاطئ خليج العقبة (طابا، نويبع، وشرم الشيخ ) وكذلك السياحة الدينية والعلاجية بدير سانت كاترين بجنوب سيناء تأثرت السياحة في الدولة العبرية التي تطلق تحذيرات أمنية بهدف دفع السائحين للإسرائيليين والأجانب للبقاء في إيلات الإسرائيلية مما ينعش الاقتصاد الإسرائيلي، بحسب على "محمد عايش"- رئيس مجلس إدارة شركة سياحة بمدينة دهب بجنوب سيناء، وعضو جمعية رجال أعمال المصريين الأتراك (تومياد)-. ويوضح عايش أن السياحة الإسرائيلية في جنوب سيناء رغم أنها خفت في مدن مثل: شرم الشيخ ودهب إلا أنها مازالت منتعشة في مدن نويبع وطابا وسانت كاترين. ويرجع السبب في ذلك وفقاً لمحمد المغربي، باحث ومترجم معنى بالشئون الإسرائيلية مقيم بسيناء، إلى اتفاقية السلام المبرمة بين مصر و(إسرائيل) عام 1979 والتي تسمح للمواطن الإسرائيلي للمناطق السياحية المحاذية لسواحل البحر الاحمر من طابا إلى نويبع حتى دهب وهي من أجمل الأماكن السياحية عالمياً بدون تأشيرة. ولفت إلى أن هذه السياحة التي لا تتطلب تأشيرة دفعت مصريين إلى إنشاء ما يسمى "الكامب السياحي" وهي عبارة عن عشش صغيرة تقاد بها الشموع، وتستقبل مثل هذه النوعية من السياحة التي رغم ازديادها فإنها غير مؤثرة اقتصاديا بسبب ضعف إنفاقها حيث لا يتجاوز إنفاق السائح فيها 100 جنية (16 دولار تقريباً) لليوم الواحد، وبالتالي فهي غير مؤثرة نسبياً، قياساً بضرر تواجدهم وما يتبعه من تحذيرات أمنية بين الحين والأخر. وأضاف إنه رصد خلال تواجده بالمنطقة عدم تجانس السائحين الإسرائيليين مع بقية السائحين الأوربيين، واعتبار الإسرائيليين وصولهم إلى سيناء ليس للترفيه بقدر ما هو لممارسة أفعال قد لا يمكنهم القيام بها في دولتهم مثل تعاطى بعض المخدرات في أماكن تعتبر رخيصة جداً قياساً بأسعار منتجعات إيلات الإسرائيلية على الجانب الآخر من الحدود. وأشار "سلامة الترباني"- صاحب "كامب" سياحي على ساحل مدينة دهب- إلى أنه يأمل أن يختفي وجود السياح الإسرائيليين الذين وجودهم يزعج المنافسين الإسرائيليين أصحاب المشروعات السياحية من الجانب الآخر من الحدود، لما نوفره لهم من إمكانيات وبأسعار أقل، وفى مناطق أجمل مضيفاً، إنه أعلم أنه لاحق لمصر في منعهم طبقاً لاتفاقية السلام ، ولكن يتمنى أن يلغى نشاطهم السياحي ويستبدل بسياحة عربية وإسلامية وأن ترسل الدول العربية والإسلامية بوفود من المسئولين السياحيين؛ لاكتشاف مناطق سيناء السياحية وما بها من مقومات تتيح لزائرها الاستمتاع بها باقل قدر من التكاليف التحذيرات التي أطلقها القائمين على صناعة السياحة ضد تواجد الإسرائيليين بمناطق جنوب سيناء تأتى كما يوضح على عايش في الوقت الذي بدأت تستعيد السياحة.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.