سرقة الأطفال تعد من أكثر المشكلات التي يواجهها الكثير من الآباء ولا يعلموا أسبابها وكيفية التعامل مع الطفل في هذه الحالة. ويقول الدكتور عبد الله مكي (استشاري طب نفسي) "إن كثيرا من الآباء والأمهات يأتون إلينا مهرولين لمحاولة إنقاذ أطفالهم من هذه العادة السيئة، ولا يدركون أنهم قد يكونوا هم سببها الرئيسي، فكل طفل يولد على الفطرة وأي سلوك يكتسبه يكون مصدره الأب أو الأم سواء بشكل مباشر أو غير مباشر". وتتعدد الأسباب التي تدفع الأطفال لهذا السلوك "فقد يقوم الطفل بهذا السلوك من أجل لفت الأنظار إليه، لأنه يشعر في داخله أنه مهمل أو أن أبواه غير مهتمين به، فيحاول أن يثير غضبهم بهذا التصرف، كما أنه يلجأ لهذا التصرف نتيجة وجود مشكلة نفسية بداخله ولا يستطيع أن يعبر عنها إلا من خلال تصرف كهذا يفجر فيه الكبت النفسي الذي يعاني منه، أيضا يفعل ذلك كنوع من التقليد، فقد يكون قد رأى شخصا يسرق أمامه فيحاول أن يقلده". ويقول مكي "أيا كانت الأسباب، فالأمر خطير لأنه إذا لم يتم علاجه والتعامل معه بشكل صحيح سوف يكون الأب والأم أمام كارثة حقيقية". ويحذر الآباء والأمهات من التعامل مع الأمر بشكل هزلي وعدم إدراك خطورته "فيجب تناول الموقف بالجدية وتنبيه الطفل لعدم تكراره، لأن هذا التصرف خطأ لا يجب أن يتكرر، وإذا كان السبب أزمة نفسية يمر بها الطفل فعلينا التعامل معه تجاه هذا الموقف برفق ومحاولة حل أزمته، لأن بانتهاء الأزمة تنتهي المشكلة، وإذا تكرر الموقف يجب ردع الطفل وبشده والتأكيد دائما على أن هذا التصرف حرام وإنه سوف ينبذ من أصدقائه ويصرف الناس من حوله وتأكيد فكرة الحلال والحرام في كل توجيهاتهم للطفل". ويستدرك "بالطبع يجب عدم حرمان الطفل من أي شيء محبب له ولا يشعروه أنه أقل من أصدقائه، والتأكيد على فكرة أن ينظر دائما إلى الأقل منه، حتى ينشأ على الرضا والقناعة وعدم الطمع أو النظر إلي الآخرين".