أكد الادعاء الإيطالي ومسؤولون محليون أن عصابات المافيا في إيطاليا تسعى إلى الاستفادة من أزمة جائحة فيروس كورونا لكسب ولاء الناس بتقديم قروض وأغذية للأسر الفقيرة.
وقال المدعي العام الوطني لمكافحة المافيا، فيدريكو كافييرو دي راو، في حديث لوكالة "رويترز"، إن أفراد فريقه رصدوا أنشطة مريبة في مدينة نابولي منها توزيع عصابات "كامورا" مساعدات غذائية مجانية للأسر التي تعاني من أزمات مالية بسبب إجراءات العزل العام.
وأوضح دي راو أن فريقه يمتلك "أدلة" لكنه لم يخض في التفاصيل، قائلا إن التحقيقات في هذا الصدد مستمرة.
وتابع المدعي الإيطالي: "عصابات كامورا تعرف أن هذا هو الوقت المناسب للاستثمار".
بدوره، قال موظف جمعية "لالترا نابولي" ("نابولي الأخرى")، أنطونيو لوتشيدي، إن هذه المؤسسة جمعت أكثر من 150 ألف يورو لتوصيل الطعام للأسر المحتاجة حتى لا تقبل هذه الأسر عطايا العصابات أثناء إجراءات العزل العام.
وأضاف لوتشيدي للوكالة: "عندما يصبح الجوع مشكلة حقيقية، يكون من الصعب مقاومة الإغراء".
من جانبه، ذكر المحامي الإيطالي، أميديو سكاراميلا: "نحن نعرف أن ما يسمى بأسر الأصدقاء، وجميعهم من المرابين، يقدمون القروض المالية لأشخاص يواجهون صعوبات".
وأوضح أن المرابين يعرضون في بادئ الأمر قروضا بفائدة تنافس البنوك ثم يحاصرون المقترض ويرفعون الفائدة إلى 300 بالمئة.
وتشير تجارب سابقة إلى أن رجال العصابات قد يطالبون برد الجميل بمطالبة الحاصلين على المساعدات بالقيام بأنشطة منها نقل المخدرات، وينظر على هذه الممارسة كأسلوب تجنيد متبع منذ زمن.
ويعتقد المسؤولون إن إجراءات العزل العام أضرت بالأنشطة الاقتصادية لعصابات المافيا لأنها حدت من إمكانية حركتها.
وفي هذا السياق قال حاكم إقليم بوليا الجنوبي، مايكل إيميليانو، وهو قاض سابق إن "انهيار تجارة المخدرات يتسبب لهم في ضرر بالغ".